Clean-Handed Murderer || قَــاتِلٌ بَــرِيء

١٣. "وأي شيء"

"التصرف بلطف نحو الجميع بطريقة تلقائية، دون انتظار لمكافأة، فمن الممكن أن يعاملك أحدهم بنفس الطريقة يوما ما".

-ديانا فرانسيس، أميرة ويلز

-الخامس من يونيو عام ٢٠٠٦-

خطت معلمة الصوتيات على السبورة سطورها الأخيرة لهذه الحصة و وقفت تطلع إلى كتبها تنظمها في هدوء وقد انشغل الطلاب في تدوين ما امتلأت السبورة به من معلومات كتبت بخط ياباني واضح.

نظرت المعلمة إلى ساعتها لتجد أنه قد تبقى عشر دقائق على انتهاء الحصة لتنظر إلى الطلاب لبرهة قبل أن تعلن بصوت هادئ وقور

"لقد قررت المدرسة القيام برحلة إلى مكتبة جواتشون العامة للمعلومات والتكنولوجيا لصفوف قسم اللغة اليابانية. ميعاد الرحلة سيكون في العاشر من هذا الشهر، أي السبت المقبل. احرصوا على جلب موافقة ولي الأمر قبل هذا الموعد وتسليمها لي."

أجابها الجميع بالإيجاب ولم تمض دقائق حتى رن الجرس معلناً عن انتهاء الحصة لتبدأ بعدها فترة الأنشطة المختلفة. التفت جونجداي ينظر إلى جويون الجالسة جانبه في هدوء غير معتاد منشغلة في كتبها وتدوين بعض الأشياء.

لقد مرت خمسة أيام لم تتحدث فيها إليه وهو لم يفعل أيضاً. كان يشعر بالحنق لما فعله جاي ووك ويشعر أكثر بالندم لكونه يعلم سبب غضبها منه. تَركِها في خضم المباراة والمغادرة كان أكثر شيء طفولي قد فعله في حياته.

هدوئها هذا يحطم داخله ويجعله يشعر بالعجز. لم يكن أبداً بالمبادر في الحديث واتخاذ قرار مثل هذا يفعله بين الحين والآخر بشق الأنفس. ولكنه قد أخطأ وعليه الاعتذار، ولكن لِمَ هي تبدو مخيفة اثناء غضبها؟

ذلك الهدوء مخيف رغم أنه هدوء فحسب. لا تنظر إليه ولو عن غير قصد ولم تعد تشارك في الحصص كما كانت تفعل سابقاً. لقد أوشك على نسيان كيف يبدو صوتها في مسامعه. أهي غاضبة إلى هذا الحد الذي يجعلها تهجره وتنطوي؟

"جويون..."

تمتم بها في شيء من التردد ولم يكن الحظ حليفه فقد نهضت هي وبدت وكأنها لم تسمع تمتمته الخافتة باسمها، وممسكة بدفتر أزرق لها بين يديها هي أخذت طريقها إلى خارج الصف في صمت وهدوء يزيده خوفاً وتردداً بمضي الوقت.

خرج من الصف وقد غابت هيئتها الضئيلة عن الأنظار وازداد الندم والحزن بداخله وهو يأخذ طريقه إلى نادي التصوير الذي التحق به في بداية العام بإقناع شديد منها.

أخبرته أن التصوير يلائمه، فهو صامت وكذلك الصور لا تتحدث، فقط تظهر ما يريد أن يراه الناس فحسب وهذا هو ما جونجداي عليه بالفعل.

دخل القاعة حيث نادي التصوير ونافذتها الزجاجية الكبيرة التي تطل على حديقة المدرسة المزهرة لتكون عوناً لهم في التدرب على التصوير واتخذ مكاناً على أحد المقاعد في انتظار حضور باقي أعضاء النادي ليشرع المرشد في البدء وبداخل ذهنه الكثير من الأفكار لمبادرة حديث جديدة.