١١. "رغم كل شيء"

20 4 11
                                    

"لو كانت الدنيا كلها خيرًا لما عرفنا كيف نحارب الشر عندما نتورط فيه"

-بتول الخضيري،
روائية عراقية


-الـ ١٧ من مايو عام ٢٠٠٦-

في حديقة يولدونج العامة، كانت الزهور متألقة في دفء طقس اليوم، وأمتلأت أعين جانج هي بلون الطبيعة المريح للأعصاب، اللون الأخضر. هذا اللون الذي عشقته دائماً وتمنت لو أن تنظر إليه كثيراً.

دائماً يذكرها بزوجها وكيف اعتادت عائلتها الصغيرة أن تذهب في نزهة في الهواء الطلق أيام الربيع المنعشة وأشعة الشمس تدفئهم بنورها. ذكريات مثل هذه لا تنفك تطفو إلى سطح عقلها مؤخراً. تشعر وكأن هناك شيء ما يحفزها على التذكر، ولكنها لا تعلم ما هو.

"مرحباً"

قالها صاحب الطول الفارع وقد ظهر إلى جانبها من حيث لا تدري

"سيد جونج، صباح الخير"

ابتسمت وقالت ما إن بصرته فارتسمت بسمة هادئة على وجهه وهو يقول

"أتيتِ مبكراً اليوم، إنها الثامنة والنصف"

"نعم، في العادة أنا استيقظ مبكراً عن موعد العمل، ولكني أردت القدوم وقضاء بعض الوقت بمفردي قبل بدء العمل"

قالت وهي تلقي نظرة شاردة أمامها فأخبرها في ارتباك

"أتمنى ألا أكون قد اقتحمت وقتكِ الخاص"

نظرت إليه ببسمة عذبة ونفت في حياء

"على الإطلاق، إن بعض الرفقة لن تضر"

"إذن كيف يسير التدريب؟"

قال وجلس إلى جانبها على ذاك المقعد الذي يطل على البحيرة، وانعكست الأشجار من حولهم على سطح الماء في مشهد ساحر بدت فيه البحيرة وكأنها لوحة زيتية الألوان للأسترالي آرثر ستريتون.

"إنه يسير بشكل جيد، أنا أتعلم بسرعة. لقد مضت فترة منذ أن استخدمت مهارة المحاسبة تلك."

قالتها وهي تطالع البحيرة وانعكاسها الأخَّاذ ثم تنهدت مكملة

"كيف يعقل أن يقضي المرء أكثر من ١٥ عام من حياته في دراسة تخصص ما ثم ينتهي به الأمر في وظيفة لم يكن يتوقع أن تكون مقدرة له؟"

نظر حوله في شرود مجيباً بصوت يائس

"إنها سنة الحياه على ما أظن. الكثير من الأشياء التي نحاول تجنبها تحدث لنا رغم كل شيء باسم القدر، وتؤلمنا للغاية، وربما تحطمنا أيضاً"

قوله ذكرها أكثر بزوجها دونج ووك. كيف تمنت دائماً أن يظلوا سوياً إلى الأبد، أن يدوم حبهما حتى يفرقهما الموت كما قالت في نذور الزواج. ولكن القدر قد كان له مخططات أخرى، أراد التفريق بينهما بقوة فأخذ زوجها وبث الكراهية في قلب ابنه تجاهه.

Clean-Handed Murderer || قَــاتِلٌ بَــرِيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن