Clean-Handed Murderer || قَــاتِلٌ بَــرِيء

٤. "سأصل إليها"

"اليوم لا شيء يستحق تلك الأناقة واللياقة. الوطن نفسه أصبح لا يخجل أن يبدو أمامنا في وضع غير لائق"

- أحلام مستغانمي، كاتبة وروائية

- الخامس من مارس عام ٢٠٠٦-

"ما الذي يحدث، سو هي؟"

تحدثت جانج هي إلى صديقتها ما إن وصلت إلى مكان الإضراب المعتاد وقد وجدت المناخ العام مختلفا عما تركته قبل أمس.

"لقد عاد الرجال إلى عملهم ولم يبقى إلا القليل منهم فقط!"

أجابتها سو هي في سخط بينما نظرت جانج هي في الأفق لترى الكثير من الرؤوس الصلعاء فتقول بعدم فهم

"مازال هناك العديد منهم كما أرى"

"إنهن مضيفات، جانج هي. لقد تعقدت الأمور الآن. العديد من النساء قد حلقن رؤوسهن وامتنعن عن الأكل وسيبدأن في الاعتصام على الابراج الحديدية من اليوم "

هتفت بها سو هي بنبرة تشجيعية لما يفعلنه أولئك المضيفات وقد شعرت جانج هي أن الأمور قد خرجت عن السيطرة وستزداد تعقيداً بمرور الوقت

"إن الأمر لن ينتهي قريباً. اعتقد أنه قد حان الوقت للبحث عن وظيفة جديدة"

قالتها جانج هي وهي تلقي نظرة على الصفوف الأمامية للاضراب والصحافيين والصحافيات الذين ازداد عددهم مقارنة بأول يوم في مسيرة الإضراب هذه

"نعم، فلتفعلي ذلك. إن الأمور ستصبح أكثر جدية قريباً. لقد دعت نقابة العمال لوقف الإضراب وقريباً سنكون وحدنا تماماً بلا رجل يلفت انتباه المسؤولين، وكأنهم أظهروا اهتماماً عندما كانوا موجودين معنا"

قالت سو هي جملتها الأخيرة بسخرية قبل أن تنظر إلى جانج هي وتبتسم بلطف قائلة

"لقد سعدت بمعرفتكِ حقا، وأتمنى لكِ السعادة في وظيفتكِ الجديدة"

بادلتها جانج هي الابتسامة وألقت نظرة أخيرة على ذلك الحشد الذي اتخذ شكلا مختلفا عن السابق. شكلا أكثر صرامة. أكثر جدية وأكثر تضحية.

دقت الساعة في كنيسة القديس جون معلنة عن تمام الواحدة ظهراً. إنه يوم الأحد المقدس لجانج هي ولم تكن لتضيع جلسة الصلاة من أجل أي شيء فهي تصلي من أجل كل شيء. من أجل السلام والتوفيق وحماية الرب لها ولابنها.

جلست في الصف الأول مغمضة العينين تصلي بشغف وإيمان من أجل أن تنتهي كوابيسها التي تتحول إلى حقيقة بالتدريج. تتمتم بما امتلأ قلبها به من هموم ومشاغل عديدة. تدعو أن يصبح الحال أفضل مما هو عليه الآن وأن يكون كل شيء على ما يرام.