٥."ولن تسقط أبداً"

31 2 8
                                    

" لا أمانع بأن أجلس على الارض في المدرسة. كل ما أريده هو ان أتلقى التعليم ولا أخاف أحداً"

-مالالا يوسافزاي،
ناشطة باكستانية

-الثامن من مارس عام ٢٠٠٦-

في فناء المدرسة حيث أخذ الطلاب يركضون للتحمية بناء على تعليمات أستاذ الألعاب الرياضية، كان جونجداي وجويون يركضان جنباً إلى جنب في خطوة شبه بطيئة لم تكن جويون راضية عنها ولكنها تحملت الأمر حتى تتحدث مع جونجداي في ذلك الأمر الذي أزعجها البارحة

"لماذا لم تعطه دفترك؟"

سألته بفضول ونبرة عتاب فهي لم تتوقع ذلك التصرف منه. لقد بدا ودوداً إلى حد يسمح بمساعدة الآخرين متى يطلبون العون، ولكنه كان متردداً جداً بالأمس وكأنه يريد أن يرفض الأمر بشكل قطعي ولكن وجود جويون قد منعه وجعله يتردد.

"لم أُرِد فحسب"

أجابها بعد دقائق من الصمت ووقف يلتقط أنفاسه ولكن جويون دفعته من ظهره ليكمل وهي تقول بتذمر

"هيا جونجداي، تحدث. أنا أسأل فقط لأن الأمر بدا مختلفاً عن سجيتك"

" ولماذا تعتقدين أن ما أظهره أمام الجميع هي نفسي الحقيقية؟"

قالها بملل وهو ينظر إليها وقد أصبحت خطواتهما أكثر بطئاً. توقفت جويون ونظرت إليه قبل أن يقول هو

"لقد تعبت"

أشار الأستاذ للجميع ليتوقفوا ويجتمعوا حوله في شكل دائرة لأداء تمارين الإحماء التي سيفعلها ووقف جونجداي يقلد ما يفعله الأستاذ وقد وجد صعوبة بالغة في ذلك

"حسناً، أنت محق. أنا لا أعلم ما هي سجيتك الحقيقية ولكن على الأقل أنا حكم بناء على ما رأيت"

قالتها وهي تساعده في وضع يديه خلف ظهره بشكل صحيح كما يفعل الأستاذ وثم صمتت منتظرة منه أن يتحدث

"أنا أستطيع مساعدته في فهم شيء ما، أو التوصل لحل مسألة ما، لكن لا أستطيع منح أي أحد دفتري"

قالها وقد انتقل الصف إلى لعب كرة القدم ولم يكن جونجداي بارعاً في هذا أيضاً

"ولماذا؟"

سألته جويون بفضول. لقد بدا وكأنه يخفي شيئاً ما في دفتره ولا يريد لأحد أن يطَّلع عليه

"إن خطي سئ جداً"

أجابها بتردد لتتسمر جويون في مكانها بملامح دهشة قبل أن تطلق ضحكة ساخرة وتقول

"مرر الكرة، جونجداي"

قالتها بملل ليركل جونجداي الكرة باتجاهها، أو ربما ذلك ما كان ينوي فعله قبل أن تخذله تلك المستديرة وتذهب في اتجاه آخر بعيداً عن جويون.. بعيداً جداً..

Clean-Handed Murderer || قَــاتِلٌ بَــرِيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن