_ نحن لسنا غرباء ----مازلنا نشاهد السماء نفسها
فانت لم تذهب الي المريخ --ههه
ربما مواقعنا مختلفه لكن مازالت افكرنا متشابهه --
مازالت قلوبنا تنبض بالحياه
من منا ربما قد انطفئ قبل الاوان ----ربما قد انتهينا في المراهقه بالفعل
ولم يبقي مجال لنكمل ونحن نريد هذه الحياه
لكن-----------
مازلت اتاملك في كل سحابه انظر اليها
اري وجهك -وليس فقط اراه بل اراه مبتسما !
الي ذالك الشخص الذي لم يغادر تفكيري
اتمني ان تكون بخير -
اكتب لك رسالتي الاخيره --ربما الان قد شيع جثماني وفي طريقي لبيتي الابدي
لا تياس ! مازلت افكر بك
فقط ثق في نفسك واتمني ان تجد شخصا بمثل اهتمامي الذي اهملته
وداعا!!
ورده *
الساعه الثامنه صباحا 16-1-2015
تجلس كارولين علي كرسي خشبي وهي تتحرك للامام والخلف ممسكه بين يديها ورقه محفوظه جيدا
حيث انها قديمه ويبدو ان الزمن قد عفا عنها بالفعل
تقرا تلك الكلمات المكتوبه علي هذه الورقه بيعينيها
مرارا وتكرارا تعيد قراءه هذه الرساله -حتي اوقفت الكرسي فجاه
مع تنهيده صادره منها لتتناول بيديها الرقيقتين فنجان القهوه
الذي علي وشك ان يبرد لتاخذ رشفه منه ثم تضعه علي الطاوله مره اخري
لتمسك تلك الورقه مره اخري
كارولين/ اووف امته هلاقيكي ياورده --انا دورت كتير بس برده مش لقياكي
تضع كارولين راسها علي مؤخره الكرسي لتعود بذاكرتها الي ذالك اليوم
الذي وجدت فيه هذه الرساله -
كارولين فتاه في منتصف العشرينات متخرجه من كليه الاثار
اثناء قيامها ببحث للكليه وجدت صندوقا غريبا في منزل جدتها رسيل
لم ترد ازعاجها لمرضها الشديد
فقررت ان تاخذ الصندوق دون موافقتها
عندما فتحته وجدت ---
هذه الرساله --كانت حذره جدا في التعامل معها حيث انها قد بدت مهتراه
وجدت ايضا منديلا مطرزا باسم (ورده ) عليه
ومفتاح منحوت عليه اشكال جميله واخيرا بقايا لزهره قد تحللت بالفعل
ماشد فضولها اكثر كانت الارقام المحفوره عليه فهي كالاتي (1901)
كانت تعلم ان هذه فتره احتلال بريطانيا لمصر الذي بدا من 1882 وانتهي 1956
مما جذبها اكثر نحو تلك السيده ورده فتلك الكلمات قد لامست مشاعرها
مما جعلها تذهب لتبحث عنها لكن للاسف لايوجد شئ عن ورده في اي مكان
تعجبت كارولين كيف لتحفه كهذه غير موجوده
والاغرب كيف ان تتواجد مع جدتها
فذهبت اليها لكي تسالها عنها لكنها نالت التوبيخ والغضب من جدتها علي اخذها الصندوق
ثم طلبت ان تعيد الصندوق اليها -قائله انه ليس من حقها ان تخبرها اي شئ
فهو ليس ملكها -
رفضت كاروليت ان تعيده معربتا عن استيائها الشديد من تصرفات جدتها
وخرجت وهي عاقده العزم علي ان تجد ورده تلك
الان قد مر ثمانيه اشهر منذ ذالك اليوم لكنها لم تجد اي شئ عنها
وقد تخرجت كارولين بالفعل لكن مازالت تمتلك ذالك الشغف القديم
في ايجاد ورده رغم انشغالها الان بمراسم زفافها الذي لم يتبقي
عليه سوي 23 يوما فقط من اشعياء وهو رجل اعمال مسيحي يبلغ من العمر السابعه والعشرين --وهو علي العكس من كارولين فهو يمتلئ
بالهدوء والرزانه
----------------------
وبينما هي غارقه في تفكيرها اذا بهاتفها يرن ليعيدها الي الحاضر
تلتقطه كارولين ببلاده لتري من الذي افسد عليها لحظتها الهادئه
لتجد ان المتصل هي جدتها
جلست علي الكرسي باعتدال وهي متلهفه لحديثها فربما
قد تغيرت ارائها بعد هذا الوقت
كارولين /الو تيته--كنت حاسه برده انك هتكلميني مهو---
كريستين /دا انا يا كارولين
كارولين/ماما--؟؟ حضرتك بتكلميني ليه اومال فين تيته ؟
وبانفاس مضطربه وحزن شديد صادر من نبره صوتها
كريستين/ رسيل عاوزاكي --ارجوكي متتاخريش
كارولين/ليه هو حاصل حاج----
اغلقت كريستين الهاتف بالفعل --شعرت كارولين بالقلق الشديد
مالذي يحدث فهذه المره الاولي التي تحادثها كريستين بهذه الطريقه
بسرعه تناولت مفاتيح سيارتها وذهبت الي بيت جدتها التي لاتبعد كثيرا عن بيتها
بعد مده وصلت كارولين لبيت جدتها
عندما دخلت رات الجميع حاضرا --حتي اشعياء خطيبها وهم يقفون حول سرير الجده
نظر الجميع الي كارولين نظره مليئه بالشفقه
ارتعشت قدماها من المنظر فهي لاتريد تصديق هذا الحدث وبسرعه
ركضت الي جدتها المستلقيه علي السرير
نظرت اليها والدموع في عينيها ----عندما شعرت الجده ان حفيدتها قد وصلت
بدات تحرك مقلتاها لكافه اجزاء الغرفه وبصوت ضعيف
رسيل/كارو----كا---
لم يكن صوتها قويا ولم تقوي حتي علي اكمال اسم حفيدتها العزيزه
لم تراها بالفعل فقد ابيضت عيناها وكانها قد علمت ان رحلتها قد انتهت بالفعل
لكنها لم ترحل -فماازال هناك مهمه يجب ان تقوم بها قبل ان ترحل
امسكت كارولين يديها وضمتها الي صدرها لتطمئنها انها بجانبها
كاولين /انا هنا ياتيته انتي راحه فين وسيباني
لم تقوي رسيل علي الكلام لكنها امالت براسها نايحه اليسار قليلا
فهمت رسيل مقصد جدتها وفتحت الدرج الموجود بجانب السرير
لكنها مازالت بيديها بيد واحدة وهي تضمها لصدرها -----
لم تجد في الرج شئ سوي رساله فاخذتها
فهمت من نظرات رسيل انها تريد منها ان تقراها
فتحت كارولين الرساله وهي متعجبه ما هذه الرساله التي تشغل بال جدتها بشده --لكنها ممتنه فبسببها استطاعت رؤيه جدتها
بدات تقرا كارولين تلك الحروف الثمينه مع صوتها الممتلئ بالدموع
كارولين/ حبيبتي واختي رسيل بكتب ليكي من البيت دلوقتي عاوزه اقولك انك وحشتيني جدا عارفا اني قسيت عليكي جدا فمهما كانت عشره عمر
انا اسفه علي اليوم الي سبتك فيه ومشيت 20 سنه من السعاده واللعب قضيناها سوي مع بعض
فاكرا يارسيل الولد الي بعتلك رساله حب ومرضتيش تفتحيها الا معايا
وبعد ماتجوزتي وخلففتي كريستين وابراهيم كنت بدعي كل يوم ليهم للعذراء عشان تحميهم ---اسفه اني بعدت وصرخت عليكي في اليوم المشؤم انا بس
كانت عندي صدمات مكنتش قادره افتح الصندوق
لكني مرضتش اسيبك لوحدك فسبت معاكي الصندوق علشان عارفه اني هرجعلك تاني --اسفه اني طولت لكني دلوقتي مستعده اطلع ورده تاني للعلن
عندما رات كارولين كلمه ورده توقفت عن القراءه واتسعت عيناها وهي تخرج انفاسها ببطئ
نظرت الي جدتها التي تستمع في هدوء والدموع تترقرق في عنينها البيضاويين
وهي تنظر الي الخارج من نافذه الغرفه التي تطل علي ازهار الحديقه
التي تهتز يمينا ويسارا وكانها تواسيها
مع نسمات الهواء التي تداعب خصلات شعرها البيضاء وكانها تري تلك الذكريات تمر من امامها هناك
عادت كارولين بنظرها للرساله لتكمل فلا تريد ان تدع رسيل تنتظر
- اخيرا انا قادره افتح قلبي ودا بسببك انتي صحبتي الي مفارقتش تفكيري طوال المده الطويله دي
رغم اني كنت اكبر منك بسنتين الا اني حبيتك بجنون
بتمني تكوني ليسا بخير انا جايه القاهره يوم 2/2/2015
عشاناشوفك --فلتحفظك العذراء
----------------ادغار ---------
اقفلت كارولين الرساله لتنظر الي جدتها التي فارقت الحياه وهي مبتسمه
سقطت كلتا يديها من يد كارولين
يبدو انها قد رحلت في السلام التي ارادته
لم تستوعب كارولين ماحدث فمازالت تنظر الي جدتها وتحادثها
نظرت الي الجميع في الغرفه الذين بداوا في البكاء والحزن
لم ترد تصديق ان جدتها التي تذهب اليها في كل مره تشاجرت مع والدتها
او اشعياء فتصرخ بهم من اجلها --من تحتفظ بالحلوي لها وترفض اعطائها
لغيرها
من كانت تذهب في كل احد للكنيسه للدعاء لها بحب
لاتصدق انها فارقت الحياه
تقدمت كريستين ناحيتها وهي تبكي وقامت باغلاق عينيها وهي حامله للصيب بين يديها ثم جلست بجانب السرير وظلت تدعو اليها
وضعت كارولين راسها علي يد جدتها وهي تبكي
كارولين /ارجوكي سرحي شعري تاني خليكي معايا ارجوكي انا حزينه اهو مش لما اكون حزينه بتديني شكولاته قومي ارجوكي
تقدم اشعياء من خلفها وهو يحاول مواساتها نظرت اليه كارولين في حزن وقامت باحتضانه وهي تبكي بشده
بكاء اشبه ببكاء الاطفال الصغار
الجميع يبكي في هدوء فالجده رسيل محببه عند الجميع لكن كارولين لها مكانه خاصه عندها
استعد الجميع بعدها للمراسم
الان هم في الكنيسه يودعونها الوداع الاخير ببضع كلمات لطيفه
لتستريح وتغادر في هدوء
اتي دور كارولين التي كانت سارحه في محفظه الذكريات
ايقظتها والدتها في هدوء
كريستين/ يلا يابنتي متاخريهاش اكتر من كدا
كارولين/(بصوت ضعيف ) حاضر
