البارت ١٢

5 2 0
                                    

جلس إسحاق فى غرفته بعد كل ماحدث
شعر بالإرهاق  لكل هذا
كان فى طريقه لكى يأخذ قسطا من الراحه لكن دخلت رحيل عليه
إسحاق / أهلا يأمى ..
رحيل / ازيك ياحبيبي عامل ايه
إسحاق / بأفضل حال .
رحيل / الحقيقه أنا جيت عشان ابشرك بحاجه هتفرحك قوى
إسحاق/ شكله شئ كبير بما أن حضرتك جيالى بنفسك
رحيل /طبعا يابنى....معنديش اغلى منك
إسحاق/ شوقتيني يأمى .... إيه هو الخبر
رحيل / عارف مين الى جاى النهاردة
إسحاق/ مين ؟!
رحيل / بتول !
إسحاق / إيه!!
رحيل / مالك مصدوم ليه كدا
إسحاق/ لا عادى ....دا حتى مشوفتهاش من زمان
رحيل / صح صح .....هيا قررت تيجى تشوفك . ..
إسحاق/ آه دا خبر هايل..
رحيل / يلا عشان تستقبلها جهز نفسك
إسحاق/ سامحيني يامى بس انا مرهق شويه وعاوز انام
رحيل / تنام إيه...لازم تستقبلها هيا في الطريق دلوقتي
بدل هدومك وانزل استقبلها
إسحاق/ لكن...
رحيل / بدون اعذار
إسحاق/ حاضر يأمى
ذهبت رحيل إلى أسفل لكى تحضر حالها
لكن  إسحاق لم يكن متحمسا هو يحب باتول كثيرا فهى صديقه طفولته لكن تغير ملامحه تماما عندما سمع باسمها
.
بدأ بإعداد نفسه وارتدى ملابسه ثم خرج
.........
وردة / أنا آسفه جدا ياهانم .. أنا اتاخرت عليكى
أديل/  مفيش مشكله حبيبتي ..اقعدى اقعدى ( بحماس )
شايفه ايه دا
وردة / كتاب !؟
أديل/ برافو برافو .......بس دا مش أى كتاب  دا كتاب مميز جدا .
وردة / ( بحماس شديد ) مميز ؟...ازاى ؟
أديل/ دا يبقا حياتى !
وردة / ازاى الكتاب دا حياتك ؟
أديل/ دا فيه كل حاجه حصلت في حياتى .....
وردة / آه مذكراتك ..
أديل / أنا عاوزاكى تقرايه ....خديه معاكى واقرايه
وتعالى قوليلي ايه اكتر حاجه حبتيها فيه
وردة / حاضر من عنيا ..بس ممكن أسأل سؤال
خادمه أديل/ انتى ازاى تتكلمى مع الست هانم كدا
أديل ل خادمتها / ترجمى هيا بتقول ايه
الخادمه / بتقول انها عاوزة تسالك سؤال
أديل/ قولى ايه هو
وردة / أنا آسفه بس ليه كتبتي مذكراتك ...يعني ماهيا اصلا حياتك وانتى عارفاها
أديل/ آه فهمتك ....
الإنسان لما بيكبر فى السن مهما كان فاكر احداث حياته  لكن بيفقد شعورها وتفاصيلها...بتبقا الحياه وكأنها عدت بسرعه جدا.... لما الإنسان بيقرا كتابته لحدث معين في حياته فهو بيقرا الأحداث الي كتبها بنفس المشاعر وقتها
فلما بيقراها بعد سنين طويله بيفتكر   ويحن للى فات
وردة / آه فهمت ....لكن مش اكيد انتي كتباها بالانجليزي ؟!
الخادمه / الست هانم خلت حد يترجمها لما قررت تيجي علي مصر .هيا معاها نسختها إلى كتبتها بخط ايديها لكنها عملت نسخه قررت تديها لاكتر حد هتحبه لما توصل مصر .
وردة / آه فهمت .....
أديل/ اقراي هنا..عاوزة اسمعك .
وردة / حاضر ...هبدا اهو
فتحت وردة المذكرات وتبدأ لتقرأ .....اول كلمات تبدوا قديمه جدا وكأنها تخطت الاربعون عاما .
يبدو أنها كتبت اول شئ لها في أول يوم لزفافها
وردة / اليوم رزقت باعظم رجل بالعالم رغم اختلافنا الذى بدي علينا لكننى وجدت اننا  يكمل أحدنا الآخر
كان  زفافى زفاف مصالح لتكبر ثروات العائله اعتقدت أننى سأعيش حياه ممله إلى أن صارحنى زوجي عندما جلست معه اول مره في حياتي وأخبرني أنه كان يراقبنى منذ فتره طويله
كان يحلم باليوم  الذى يستطيع امساك يدى فيه
باليوم الذى يستطيع أن يسير معى وبجانبى ...باليوم الذى أعد له فيه فنجانا من القهوه ونجلس معا نحكى ونتشاور عن يومنا
أخبرني أنه لم يرد سوى حياه عاديه لكن معى فعند إذن ستكون كالقصص الخياليه  لقد وعدنى اول يوم بالزفاف أنه سيكون مثل الفارس الذى ينتطى حصانه الابيض  ليحمى اميرته بكل قوته ....لقد
وعدنى بالحياه ......
- صمتت وردة لوهله لتتذكر أن السيده لاتستطيع أن تفهم لغتها
وردة / لحظه .هو........
أديل /  كملى
وردة / بس انتى فهمانى ازاى ؟
صمتت أديل وهى تضحك ...يبدو أنها كان لديها غايه فهى لم ترد أن تسمع ما كتب بل كانت تقصد أن تقراها وردة  لترى تعابيرها
وبالفعل كانت مستمتعه بتلك التعابير التى تبدوا وكان وردة هى من تعيش القصه
أديل / عش.....
قبل أن تكمل أديل حديثها دخلت رحيل عليها
رحيل / امى ...لسا مجهزتيش
أديل/ أنا جهزت اهو بس كنت قاعده مع وردة .
رحيل / وردة مين ؟؟
أديل/ دى ..
رحيل / آه الخدامه...
أديل/ دى بنت هايله جدا
رحيل / ماشى ماشى يلا بسرعه
أديل / تمام .
خرجت رحيل  من الغرفه
أخبرت أديل وردة أن تأخذها إلى الخارج
نفذت وردة ماطلبته قامت بسحب الكرسى التى تجلس عليه أديل وبدأت في السير بها إلى الخارج وهى لم تفهم لماذا يجب أن تذهب إلى هناك
........
نزل إسحاق من على الدرج ليقابل وردة في طريقه
نظر اليها وهو يبتسم ....لاحظت أديل ذلك ...وشعرت بالسعادة وهى تبتسم لما يحدث
يبدو أنها تعلم مايدور بقلب إسحاق حفيدها
اديل /  ( بالانجليزي ) ايه يابني  مش عاوز تسلم على جدتك
اسحاق / أنا آسف يا أديل بس كنت تايه حبه
أديل/ إيه إلى شاغل عقلك
إسحاق/ هه ولا حاجه بس واحده زي القمر ..ضحكتها بتخطف القلب ولا عيونها ياه ياه ياديل مقولكيش
أديل/ مممم ممم واكيد هتقول دي انا صح
إسحاق/ ايه دا انتى عندك قوة سحريه
أديل/ هه امشى امشى يلا عشان متتاخرش
أخبرت أديل وردة أن تذهب لكنها لم تفهم
إسحاق / وردة  بتقولك يلا نمشى
ورده/ اه.. أنا آسفه...يلا
وقف الاثنين  بجانب بعضهما
وصلت رحيل لاسفل وهى تنتظر في سعادة
لكن عندما رأت وردة تغيرت ملامحها
رحيل / انتى ايه الي موقفك هنا
وردة / نعم !
رحيل / ازاى خدامه زيك تقف جمب ابنى بكل الوقاحه دى
وردة / أنا... أنا...
إسحاق/ يأمى كانت بتمشى أديل
رحيل / ليه فيه الخدامه بتاعتها ؟
إسحاق/ هيا أديل الي عاوزه وردة
رحيل / وكمان عارف اسمها !.....مكانك ورا مع الخدم
وانا هتصرف معاكى بعدين
وردة/ أنا آسفه
رجعت وردة للوراء مع بقيه الخدم
.وهى تشعر بالذل والإهانة
......
دخل الضيف الذى قام بتحريك البيت كله اخيرا
وصلت بتول
كانت ترتدي فستانا عتيقا مع حذاء راقى جدا وله كعب مرتفع
وهى تحمل الشمسيه  بين يديها الرقيقه
شعرها الطويل الاشقر خصلاته مثل اشعه الشمس
وعيناها الخضراوتان...أنهن الفتيات الاجنبيات  حقا كما يقال عنهن يملكن من الجمال أضعافا
ظل جميع الخدم  يتحدث عن جمالها
- اه بقا هيا دي بقا
- ياه ياجماعه ياه.....اهو هما دول النسوان الحق
- مهو خد زي إسحاق بيه مياخدش غير واحده زي دي
ورده / ياخدها ازاي ؟!
- اه انتى جديده متعرفيش .....دي تبقا الست بتول صاحبه البيه إسحاق من وهما صغيرين
- نسيتي الحاجه المهمه
- اه اه وتبقا خطيبته
وردة / خطيبته ؟!
- ياه يابخته
- ايه ياعبد الستار يابخته ايه قول يابختها .. يابختها مليون مره هيا الواحده لو لقيت حد زي إسحاق بيه تبقا هتعوذ ايه من الدنيا تاني
- تبقا تعوذ تشد اللحاف حلو عشان  تبطل تحلم
هو إسحاق بيه هيبص  للأشكال العكره دى على ايه يا حسره
- اخرص ياشقفه بجره
- اتخرصنا
ظلت وردة صامته وهى تشعر ببعض الضيق ....لماذا هو لديه خطيبه وفي نفس الوقت يقوم بتلك الأفعال الصبيانيه
هل لايكفيه هذا الجمال ؟!
شعرت بأن شيئا ثقيلا على قلبها لكنها لاتعلم لماذا تشعر هكذا
والذى زاد الطين بله
هو عندما دخلت بتول قامت باحتضان إسحاق .
هذا جعل وردة تشتعل من الداخل
لكن سرعان ما أبعدها إسحاق عنه


ورده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن