كانت ورده سعيده انه لم يكذب عليها.... اخذت المكنسه ثم بدأت في تنظيف الغرفه حتى تنفذ جانبها من الصفقه
ثم بدأ الجميع بالحدث
وورده تسترق. السمع كعادتها لكن بتصريح هذه المره
بدأوا بالحديث عن بطش الجنود فصرخ أحدهم لما لا يقتلوا الجنود الذين في المنطقه... وبدون سابق إنذار عبرت ورده عن رفضها ثم تذكرت انها ليست مشتركه في الحديث
.... انفعل الجميع منها فهل هيا الان قد كشفت نفسها هل هي تؤيد الانجليز
مؤمن / قصدك ايه ياورده تعالي!
ظلت ورده صامته خوفا أن يرفض أحدهم أفكارها
مؤمن / قولي قولي متخافيش...
ورده / دا غلط!
احمد (فرد من الجماعه) / وليه بقا؟!
ورده/ لأن كدا هيلاحظوا وجودكم وهيركزوا على قتلكم حتى لو قتلتوا ناس منهم فدول شويه صغيرين ومش هتستفادوا حاجه
أعجب الجالسون بحديثها فقد فاق توقعاتهم
احمد /(بسخريه) ومن رايك نعمل ايه؟
ورده / انكم تعملوا جماعات سريه في كل منطقه وتحاولوا تجمعوا الشباب والناس في السر وتبداوا تحطوا خطط وتجمعوا بعضكم ولما تيجي نقطه الضعف تبداوا كلكم تطلعوا
مؤمن / انتي فكرتي في الفكره دي ازاي؟؟؟
ورده / لما كنتوا بتقولوا.....
ليس منا من هو كامل فالكمال لله وحده ولكننا نسعي
لدرجه أقرب إلى المثاليه.....
والي فهمته ان كلنا عندنا نقطه ضعف فلما نتجمع ونلاقي ضعف الانجليز دا هيكون احسن من أن الجماعات تتصرف بطيش
وتضرب لوحدها
وكمان سمعتكم بتتكلموا عن أحمد عرابي.... ومن رأيي ان فشله انه مكنش مقدر الأمور صح
مؤمن / فكرتك فكره عظيمه ياورده.... وجايه كأنها من شخص اتعلم لسنين طويله قوي. وفاهم والدنيا صح.
ابتسمت ووده في خجل لكلمات مؤمن...... شعرت بقلبها الذي يهتز بين ضلوعها
فاخيرا الفتى ذو الثمانيه عشر عاما قد التفت إليها الآن.
......
استمر حال ورده هكذا كل يوم وقربها لأفراد المجموعه بدا يزداد اكثر واكثر حتى أصبح وجودها أمر محتما.
مرت اكثر من ست سنوات على هذه الحاله..... كبرت ورده واصبحت سيده ناضجه ليس فقط جسديا بل فكريا أيضا فهيا قد تعلمت اخيرا الكتابه والقراءه من أفراد المجموعه
وتعلمت الكثير من العلوم والمعرفه من الكتب الذين ياتون بها
ليس فقط عمرها الذي زاد بس حبها لمؤمن وشغفها به
رغم أحوال البلاد السيئه الا انها سعيده بحياتها الخاصه.
حتى ساءت أحوال والدتها نهال ولم تستطع الذهاب للعمل
في صباح هذا اليوم ظلت ورده تبكي وهي لاتعلم كيف تتصرف
وزاد السوء عندما تقيأت دما
مسحت ورده دموعها بسرعه وذهبت لتحضر الطبيب... لكنه رفض الذهاب بدون المال وللأسف هي لاتملكه.
شعرت انها عاجزه حتى ذهبت إلى بيت المقاومه لترى اب احد ليساعدها
رحب بها الجميع عند دخلوها لكن كانت تنظر إلى الأرض من شده الحزن
مؤمن / في ايه ياورده مالك؟!
ورده / ( بصوت مليئ بالبكاء) عاوزاك في موضوع
تعجب مؤمن من حديثها فأخذ بيدها وخرجا
قصت ورده الموضوع على مؤمن وهي تبكي
مؤمن / تب اهدي اهدي انا جاي معاكي
ذهبا الاثنين الي الطبيب... ساومه مؤمن في النقود ودفع له جزء منه ثم توجهوا إلى المنزل
لكن للأسف كان الأوان قد فات عندما دخلت ورده كانت نهال قد فارقت الحياه بالفعل
وقعت ورده على الأرض وهي في حاله صدمه زحفت حتى وصلت لوالدتها.
وهي تبكي وتخبرها. إن تصحوا قد تأخرت على العمل... وتترجاها لتصحوا.
غادر الطبيب بعد أن أعطى المال لمؤمن.
نظر مؤمن لورده بحزن شديد والدموع في عينيه يحاول ان يتماسك حتى لا يصعب الأمور على ورده
جلس بجانبها وامسك بيدها وهو يربت عليها
مؤمن / أنا عارف إن كل الي هقوله ملوش اهميه بس ارجوكي متعيطيش... والدتك راحت للي خلقها كلنا هنروح وهنقابلها
عمر ماكان الموت نهايه الموضوع لا
احنا كلنا راحين نقابل احبابنا إلى موجودين في أحسن مكان دلوقتي... ارجوكي اهدي وادعيلها بالرحمه
مش قادر اشوف دموعك قدامي ارجوكي
كانت بالفعل قد نمت المشاعر بداخل مؤمن تجاه ورده
لكنه لم يكتشف هذا مبكرا
ظلت ورده تبكي وهي ممسكه بمؤمن كانت المره الأولى التي يراها مؤمن تبكي أمامه
وكأنه بكاء طفله صغيره الدموع تسير سريان المياه في النهر
ووجنتاها اللتان احمرتا من كثره البكاء
فنهال لم تكن فقط والدتها بل كانت كل عائلتها
ظل مؤمن يهدئ من ورده إلى أن استجمعت ماظل من قوتها
وقامت وبدأت في إجراءات الدفت والغسيل
وقفت ورده وهي مرتديه تلك الملابس بلون الشؤم والحزن
وهي تقرأ سوره الفاتحه
اتي أفراد المجموعه وقاموا بتعزيتها
شكرت ورده الجماعه خصوصا بعد أن جمعوا النقود لدفن نهال وهم من اتموا كل الإجراءات فالجميع كان يعتبر ورده جزء من عائلتهم
ودعت الجمع وذهبت لمؤمن لكي تودعه وشكرته على مافعله وهي لاتقوي حتى على النظر في وجهه
ذهبت إلى سرير والدتها والدموع تترقرق في مقلتاها
قامت بالاستلقاء عليه ولم تدري بحالها الا وهي في نوم عميق للغايه.. تكاد لم تنم مثله طوال حياتها.
.....
مرت العديد من الايام ولم تذهب ورده إلى بيت المقاومه منذ ذلك اليوم المشؤم
كانت تمضي يومها في النوم وتناول القليل من الطعام اذا اشتد جوعها.
مر الكثير وهي على هذه الحاله
حتى جاء يوم وطرق أحدهم الباب
لتقوم ورده وتفتح الباب.
كانت سيده في الأربعينات من العمر.... ادخلتها ورده ومن ثم قدمت لها الشاي بعد أن قالت إنها من جانب نهال وجاءت في أمر مهم
الحقيقه ان السيده لما تكن مصريه رغم تحدثها العربيه بطلاقها وخصوصا اللهجه المصريه... وقد علمت ورده ذلك من هيئتها وملابسها.
َورده / ممكن اعرف حضرتك ايه الموضوع الي عاوزاني فيه؟!
ايريني /انا اسمي ايريني وانا كبيره الخدم في البيت الي كانت مامتك الرب يرحمها بتشتغل فيه... الحقيقه اننا ليسا جايلنا خبر ان نهال ماتت.
الحقيقه انها قالتلي قبل ما تموت اني اجيلك لو حصلها حاجه واخدك القصر تشتغلي هناك.
ورده / ايه؟،!!
ايريني /الحقيقه ان برده الست الكبيره عاوزه تشوفك.... انا هبعت واحد ياخدك بكره الصبح عشان تبداي معانا من بكره
ورده /انا.....
ايريني / انا لازم امشي دلوقتي..... جهزي نفسك
في امان الرب
ودعت ايريني ورده ثم رحلت.. لم تمنح حتى ورده حق الرد
ظلت ورده تتسائل هل يجب أن تكمل حياتها؟ ام لاتهتم وتدع نفسها تتهالك هنا في هذا المكان
دار الكثير بداخل عقلها..... اذا قررت أن تكمل حياتها بصوره طبيعيه.. وذهبت إلى القصر لن ترى مؤمن مره أخرى
في تذكرت انها لم تذهب منذ مده طويله.... قامت بدون وعي وارتدت عبائتها السوداء والتقطت شالها ووضعته على رأسها
وذهبت
دخلت من الباب لتجد مؤمن يقف ابتسمت له لكن زالت الابتسامه عندما رأت تلم الفتاه الشقراء التي تقف بجانبه... لكنها بملامح مصريه ولاحظت سعاده الجميع
لاحظها أحمد فذهب إليها مبتسماً
أحمد /جيتي في وقتك ياورده..... مؤمن خطب.
ورده /( بصدمه) خطب؟!
أحمد /ايوه... اعرفك دي زينه... ورده..... ورده..... زينه
تحملت ورده البركان الذي ثار بداخلها وقامت بالابتسام لها
ورده / آه.. تب كويس اني جيت.. انا كنت جايه اودعكوا
رد مؤمن الذي كانت ملامحه متجمده بدون اي تعابير حتى قالت ورده هذا الكلام فانفعل فجأه
مؤمن / تودعينا؟ انتي راحه فين ياورده؟..... سيبانا وراحه فين ؟
ورده / راحه اشتغل مكان أمي
مؤمن / معتيش هتيجي تانى؟
ورده / مظنش.......
أحمد / ياه.... كل السنين دي عدت بسرعه..... فاكرين لما قفشنا ورده وهيا بتسمعنا.. ودلوقتي هيا جايه تودعنا
ورده / فعلاً السنين عدت بسرعه..... على العموم انا لازم امشي دلوقتي.
الف مبروك يامؤمن...... مع السلامه.
شعر مؤمن أن أجزاء من قلبه تتمزق أمامه وهو لايستطيع فعل شئ.
امسك بيدها بدون وعي.
مؤمن /استنى!......
نظر الجميع إلى انفعال مؤمن... الجميع لاحظ مشاعره في تلك اللحظه حتى من كان يشك قد تأكد الآن لكن لماذا اقبل مؤمن على حطب تلك الفتاه.
مؤمن /..... آه انا آسف (ترك يدها بسرعه)
انتي هتوحشينا.... خلي بالك من نفسك.... أكيد دي مش نهايه الطريق وليسا هنتقابل تانى.... أكيد.
نظرت ورده إلى عيون مؤمن التي ولأول مره في حياتها تري فيها مشاعره... لكن قبل أن تقدم على شئ تذكرت انه قد قام بخطبه زينه.... وهذا يدل على أنه لايوجد بداخله مشاعر لها.
ورده / إن شاء الله.... مع السلامه... خلوا بالكم من نفسكم
ودعت ورده الجمع وهي متوجهه للبيت والدموع تترقرق في عيناها وهي لاتعلم ان مؤمن قام بخطبه زينه بضغط من والده الذي أجبره على خطبتها في مقابل ألا يقوم بالابلاغ عن مجموعته خصوصاً بعد أن اكتشف ان ابنه الوحيد عضو في مجموعه المقاومه.
وللأسف كان والده تابع للحكومه الانجليزيه.
وعده مؤمن انه لن يشارك بها مره أخرى على أن يظل صامتا.
كانت زينه ابنه لرجل أعمال كبير رأته وهو قادم للجماعه وذهبت خلفه حتى وجدت المكان.. فعرفت نفسها للآخرين بأنها خطيبته
لم يجد مؤمن مفرا من ذلك وفي نفس الوقت لا يستطيع اخبار أحد بالحقيقه
فقد اخبرهم انه سيسافر الي الخارج... الجميع يعلم سلطان والده فلم يظهروا حزنهم على الرحيل المفاجئ بل كانوا يتمنون السعاده لهما
ذهبت ورده وهي لاتعلم رحيل مؤمن عن البلاد. ولا تعلم مشاعره ولا حبه.
لكن مؤمن مازال يوقنن أنه سيلتقي بها في يوم من الايام.
......عادت ورده إلى منزلها وهي تبكي حتى استجمعت شتات نفسها... نهضت بنفس مكسوره وبدأت تجمع ملابسها واشيائها الخاصه.. حتى حل الليل
استلقت ورده على السرير حتى غطت في نوم عميق بعد أن كُسر قلبها.... لقد ظلت تنتظر ذلك الفتى ذو الثامنه عشر عاما كل تلك السنين وهو الآن في عمر الرابعه والعشرين.
لكن يبدو أنه كان بدون فائده فقد ذهب حب حياتها وذهبت والدتها العزيزه.
الصباح....
استيقظت ورده على صوت الباب يُطرق بشده..
فتحت الباب بسرعه وجدت رجل ينتظرها بجانب عربه.. فهمت علي الفور انه الشخص الذي تحدثت عنه ايريني بأنه سيقلها.
ساعدها في تحميل أغراضها في العربيه ثم نظرت إلى البيت نظره حزن لفراقه....
ودعته وودعت والدتها ثم ركبت بجانب السائق.
ثم انطلق السائق بالعربه
كانت ورده تفكر في اصدقائها وأنها لم تودعهم لآخر مره اليوم ولن تراهم مجدداً.
ظلت تنظر إلى الأرض وهيا سارحه في أفكارها حتى انتبهت لاسمها يتردد على لسان أحدهم بصوت مرتفع
اجل أجل.. إنه مؤمن! .. لن تستطيع نسيان هذا الاسم ولا صاحبه
نظرت بجانبها والدموع في عينيها تبحث عن صاحب الصوت
حتى رأتهم.... انهم أفراد المجموعه ينتظرون على الطريق ليودعوها....... لم تكن بضع لحظات لقد كانت ست سنوات عاشوا فيها لحظات كثيره معا
ودعتهم ورده بابتسامه محمله بالدموع...
لكن مؤمن كان يسرع راكضا بجانبها وهو يبكى....
مؤمن / أنا.. انا......
أكيد هنتقابل ياورده اوعى تفقدي الامل طول مافينا روح وليسا عايشين هنتقابل
ورده /.... ا....
مؤمن / كلنا معاكي ياورده حتى لو مش شيفانا.. كلنا عايشين جواكي...
بدأت العربه تسرع وخطوات مؤمن تبطئ من تعبه
ورده /(بصوت مرتفع مملوء بالقوه) انا مش هنساكم.... مع السلامه.
ظلت تنظر إلى مؤمن حتى تواري عن الانظار.
شعرت ورده بالامل من جديد لابد أن هناك خيرا ينتظرها في حياتها الجديده..
وداعاً ياحبى الأول اتمنى ان تكون حياتك سعيده .
كانت تلك الكلمات الاخيره لمؤمن.
......
بعد مده وصلوا إلى المكان المذكور لقد كان قصرا شيد باطلاله عظيمه لإحدى العائلات ذات المنصب العالي في بريطانيا
لسيده تبلغ من العمر السابعه والثمانين.
حملت ورده أغراضها التى وضعتهم في قطعه قماش ونزلت من العربه.
كانت قدماها ترتعشان من روعه المكان ومن خوفها فهي تعلم أن ملاك هذا القصر من الانجليز ومما سمعته عن أفعالهم فهم كالشياطين.
دخلت ورده مع الحارس الذي ارشدها إلى الداخل ثم تركها بمفردها وخرج بدون اضافه كلمه.
ظلت تنظر يمينا ويسارا في أرجاء المكان حتى سمعت وقع أقدام على الدرج
ثبت نظر ورده على سيده تنزل من على تلك السلالم المطليه بلون الذهب..... التى ترتدي فستانا غريبا مع عقد من اللؤلؤ وكعب مرتفع جعل لخطواتها إيقاع جميل وبصوت مرتفع...
/ في ايه ياعبد الستار.. مين دي!
نظرت ورده للخلف لتجد رجلا بجانبها
عبد الستار / دي الخدامه الجديده ياست هانم.... ورده بنت الست نهال إلى ماتت
نظرت لها من اعلاها لاسفلها نظره استصغار واضحه على تعابيرها
/ اه.... دي المسلمه..... ممم طيب وديها لايريني تعلمها نظام القصر
كانت تلك المرأه تكره المسلمين كافه فكانت تعامل نهال ياستصغار لكونها مسلمه وفوق هذا مصريه بتفكيرها فهي ولدت لتكون خادمتها.
عبد الستار / حاضر ياست هانم.
تحرك عبد الستار فتحركت ورده خلفه بدون أن تقول شئ لكن نظراتها لم تخف حده من على تلك السيده..... اقتربت قليلاً من عبد الستار وبصوت منخفض
ورده / هيا مين دي ياحج؟!
عبد الستار/حج!.... (بنبره حاده )..... حج ايه دي يابت... دانا ليسا في عز شبابي... بوصي انا الكل في الكل هنا.....
على العموم بجا دي تبقا الست راحيل مرات ابن صاحبه البيت دا
وأم البيه الصغير إسحاق. اسمها مارجريت
ورده / إيه الأسماء دي..
عبد الستار / اكتمي يابييت اسكتي... مفيش خشي خالص..... يلا ياختي خشي جدامي.
دخل عبد الستار وطرق بابا في ممر من طرقات القصر
حتى فتحت تلك السيده التي تدعي ايريني
عبد الستار / دي ورده اهي. والست هانم بتجولك علميها النظام...
ايريني / طيب روح شوف شغلك انت
عبد الستار / ماشي... سلام عليكم
ايريني / تعالي معايا ياورده........ Etc