البارت ٤

7 4 0
                                    

كانت نهال تخرج لتخدم في بيوت الانجليز لكي تعول ورده التي منعتها من العمل تماما فكان حبها لها كبيرا حتى انها قد منعتها من الخروج لجمالها الخلاب حتى لايطمع بها احد الجنود
لكن.....
ورده اللطيفه كان لديها سر صغير رغم سنها فهي كانت تذهب إلى منزل يبعد عنها عشره دقائق تقريبا
إنه البيت الذي كان يجتمع فيه رجال المقاومه
فقد اجتمع نخبه الشباب الذي يارتادون الجامعه
حتى يجتمعوا ضد الاحتلال
آثار حديثهم فصولها وازدادت إعجابها بهم في كل مره  وليس فقط حديثهم بل أيضا ذلك الفتى الذي يبلغ من العمر الثمانيه  عشر عاما والذي دل حديثه علي نضج تفكيره وايضا وسامته الفائقه
كان كلما شارك في الحديث انغمست ورده في النظر اليه
رغم أنها لاتعرف القراءه والكتابه لكن عيناها منفتحه على الثقافه بشكل كبير
كلما نظرت إليهم وسمعت حديثهم تلمع مقلتاها من كثره إعجابها
وفي مره وهي تسترق النظر لاحظها ذلك الفتى الذي يرفع راسه قليلا ليريحها
تغيرت ملامحه الهادئه في ثانيه وتناوله الشعور بالخوف والرهبه فقد اعتقد انها جاسوسه تابعه لقوات الاحتلال
فهذه التجمعات كانت سريه ولا يجب أن يعلم بها أي أحد.
نهض بسرعه وركض نحوها مما جعل الجميع يذهب خلفه ليروا مابه
تعجبت ورده عندما رأت الجميع قد خرجوا ولما تلاحظ انهم ذاهبين باتجاهها
ظلت تحاول مد بصرها في ارجاء الغرفه وتقف على أطراف اصابعها وهي واقفه على ذلك الصندوق الذي وضعته لتاتي في كل مره
وهي منغمسه في النظر فجأه قام احد بجذب زراعها
شعرت ورده بالخوف الشديد وقامت بالصراخ فقام الرجل بوضع يده على فهمها حتى لاتخرج اي صوت
وقام بحملها للداخل  ثم وضعها على كرسي
ظل الجميع ينظرون إليها في غضب حتى نظراتهم توجه لها الاسئله
اخفضت ورده نظراتها إلى الأرض وهي متوتره
الجميع يقوم بالصراخ عليها وهي خائفه حتى الدموع َقد تحركت في مقلتاها مما جعل انفها يميل إلى لون الحمار
لاحظ خوفها الفتى الذي كان اصغرهم سنا
طلب من الجميع ان يهدأ لبرهه حتى تلتقط الفتاه أنفاسها  وتستطيع التحدث
حتى أنه قد طمأنها واخبرها بالا تخاف وانهم لن يقوموا باذيتها حتى أنه أخبرها عن اسمه حتى تهدأ لانه شعر بأنها مجرد فتاه وليست جاسوسه
كان الفتى يدعي مؤمن وبدأ حديثه قائلا
مؤمن /قوليلي بقا انتي اسمك ايه وعندك كام سنه
رفعت ورده بصرها إلى وجه مؤمن الذي كان يبتسم ابتسامه لطيفه هدأ من قلبها الصغير ثم بدأت تتحدث وهي تتلعثم من شده الخوف
ورده / ان... انا.. اسمي.... و... و... ورده
وانا عندي... ١٢ س.. س... سنه
مؤمن /ورده!... اسمك جميل زيك.. قوليلي بقا انتي بتعملي ايه هنا ومين الي بعتك وف....
اجابت ورده سريعا حتى قبل أن ينهي مؤمن كلماته
ورده / صدقني محدش بعتني.. انا جيت هنا عشر مرات بس والله صدقني....
مؤمن / عشر مراااات؟! تب وايه الي جابك عشر مرات
ورده / انا بس باجي اتفرج عليكم بس
مؤمن / وفهمتي حاجه؟
ورده /(متلهفه لتجيب) اه اه فهمت.. انه الانجليز دوله مغتصبه وأنهم مينفعش يبقوا هنا لأنها بلدنا وان احنا لازم ندافع عن بلدنا حتى لو هنموت واحنا بنعمل كدا وكمان ماما قالتلي انه الي بيموت وهو عامل حاجه كويسه بيبقا شهيد وبيدخل الجنه
تعجب الجميع من حديث ورده الذي فاق تصورهم والذي لايدل على عمرها
مؤمن / انتي بتعرفي تقرأي؟
ورده / انا!؟.... (في خجل) لا مش بعرف اكتب ولا اقرأ
مؤمن /(في دهشه) واذاي قدرتي تقرأي كلامنا؟
ورده / مش عارفا بس بحب اسمع ليكم قوي.. بحس بالحماس قوي
مؤمن/ ب مينفعش تبقى هنا! تعالي انا هوصلك للبيت.. فين اهلك؟
ورده /(بخوف) لا لا.. والنبي امي لو عرفت اني طلعت من البيت هتولع فيا
مؤمن /وليه بقا؟
ورده / عشان بتقول ان الناس برا وحشه ولو شافوني هتكون تصرفاتهم وحشه خالص
لم يتفاجا مؤمن من حديثها فبالفعل ورده كانت تمتلك الجمال وليس الوجع فقط بس حتى الجسد ودعونا لا نتحدث عن جمال ونضج عقلها ومستوى ذكائها المرتفع لشخص لا يخرج من البيت
مؤمن /متقلقيش انا هوصلك ومش هقول لمامتك
نظر الجميع إليهم في دهشه كيف سيسمح لها بالرحيل هكذا ماذا اذا كانت تكذب عليهم
أخذوا مؤمن بعيدا قليلا عن ورده
مؤمن /ياجماعه متقلقوش ياجماعه.. حسب كلامها انها ايجت اكتر من ١٠ مرات وخلالهم احنا عملنا عمليتين ومحدش عرف بيهم
على ذكائها لو كانت بتتجسس علينا كنا زمانا بنتعذب في سجونهم دلوقتي
وانا برده هروح اروحها عشان اتأكد
اقتنعوا جميعهم برأيه فقرروا الموافقه
مؤمن / يلا ياورده نروح
لكن ورده سرعان مابدت  عليها علامات الحزن
مؤمن / زعلانه ليه؟ في ايه؟
ورده / انا كدا مش هاجي تاني صح؟ بس انا عاوزه اجي واسمع ليكم تاني
مؤمن / بس مينفعش تيجي تاني
ورده / انا عارفا أن كلامكم دا سر.. انا مش هقول لحد والله وهنضف ليكم في المقابل
دهش الجميع لعقدها صفقات بسهوله هكذا
ظل مؤمن يرفض عروضها التي تذداد مره بعد أخرى
ولكن أمام الحاحها المفرط لم يجد مفرا غير أن يوافقها على رغباتها ويسمح لها بالمجيئ
وقفت ورده بسرعه والسعاده ظاهره على وجنتاها المحمرتين من كثره انفعالها واثارتها
أمسكت ورده بيد مؤمن
ورده / تعال يلا نمشي عشان ماما اكيد جايه وانا هوريك الطريق عشان متفكرش اني كذابه
ضحك الجميع على كلماتها وافعالها... تلك الفتاه قد دخلت قلوب الجميع بسرعه.
عاد مؤمن مع ورده إلى منزلها.... كانت تسبقه ببضع خطوات فهي خجله من السير بجانبه.... خوفا لان يسمع دقات قلبها.
ورده / دا بيتي ... انا هدخل بقا. وهاجي بكره متنساش
يلا سلام
مؤمن / هه ماشي مع السلامه
ودع مؤمن ورده ثم عاد الي الجماعه
فالجميع رغم دخول ورده إلى قلوبهم الا انهم يخافون من تسرب معلوماتهم
مؤمن / خلاص ياشباب متقلقوش احنا هنراقبها في الفتره دي دا كمان احنا بحاجه لحد ينضف المكان الي بقا مقرف دا
......................
مع صوت آذان المغرب وعلو نباح الكلاب التي تعلن وجودها فهم أسياد الطرق في الليل.
تعود السيده نهال منهكه من عملها اليومي
تدخل البيت لتحد ورده تضع الحطب في الموقد وتقوم بتسخين المياه
عندها شعرت ورده بدخولها أسرعت نحوها لتزيل الشال على كتفيها
دخلت نهال ثم جلست على مقعدها المتاكل لتلتقط أنفاسها
لتاني ورده بالمياه الدافئه لتضع أقدام نهال بها ومن ثم تجلس على الأرض وتاخذ كل قدم على حده لتقوم بغسلها حتى تشعر نهال بالراحه لما لاقته طول اليوم.
ابتسمت نهال في هدوء لها ثم قالت
نهال / ربنا يسترك يابنتي... كانت رجليا بتنشر عليا
ورده / تب ايه رايك اساعدك ياماما واهو بدل ايد تبقا ايدتين
نهال / ( بعصبيه) قفلي على السيره دي ياورده... انتي عارفه ردي
اجنن ورده راسها في حزن
نهال / ايوووه... لازم كدا تزعليني.. يابنتي انا خايفه عليكي الناس برا وحوش
تنهدت نهال.. ثم تذكرت ما جلبته وهي قادمه
نهال / شوفتي نستيني ازاي.
أخرجت نهال فستاناً كان ملفوفا بقطعه من القماش
ورده / الله.. ايه دا ياماما
نهال/ دا فستان ياهبله ليكي
ورده / والله ياماما.... جديد؟.. ليا انا!
نهال / الست هانم الكبيره وزعت علينا فساتين من دي وجبته عشانك
يلا انا هقوم انام عشان تعبانه خلصي وقومي نامي
ورده / تصبحي على كل خير ياماما
نهال / وانتي من اهله
ذهبت نهال لتنام فهي في الاونه الاخيره تشعر بالمرض لما ورده فوقفت سعيده تضع الفستان عليها ثم ذهب لتنام وهي حاضنه له بيديها الرقيقتين متلهفه لارتدائه غدا
......
الصباح يعلن وصوله بصوت الديك الذي قد ارتفع صياحه وعم ارجاء المكان
تستيقظ ورده لتقوم بإعداد الطعام بسرعه قبل أن تذهب نهال لعملها فهي تعمل خادمه في إحدى منازل احد كبار اغنياء الاحتلال فهم بدأوا بخطه اعمار البلاد منهم.
تناولت نهال الطعام ثم ذهبت ورده لترتدي الفستان لتريه لأمها
رأت نهال ابتسامه ورده الراقيه والتي تذيب القلوب سعدت لسعادتها بشئ بسيط مثل هذا
وهي تتذكر اول قرار صحيح اتخذته وهو تربيتها
ثم قاطعتها ورده
ورده / ايه ياماما سرحانه في ايه
نهال / ولا حاجه يابنتي هيه اما اقوم بقا.. مش عاوزه  حاجه؟
ورده / عاوزه سلامتك.. مع السلامه
... ظلت تراقب ورده والدتها وهي تغادر في صمت حتى ذهبت فخرجت بسرعه لتذهب إلى مكانها المفضل الذي اخذت تصريحا للمشاركه اخيرا
ارتدت الشال على ملابسها وراسها لاخبئ خصلات شعرها التي تحمل اللون البني  والك الضفيرتان اللتان تتحركان ذهابا وايابا مع تحركها وتوجهت إلى هناك
قبل أن تدخل وجدت مؤمن ينتظرها بالخارج
مؤمن / يالله ياورده
ورده / جيت اهو (بابتسامه عريضه)
دخلا الاثنين ثم اقفل مؤمن الباب بعد أن تأكد أن لا أحد يتبعهما
....... Etc

ورده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن