فهي تشبه امريكا في الوقت الحالي لكن باختلاف الازمنه وطرق السيطره
ظلت كارولين منغمسه في هذه الاحداث ولم تنتبه للوقت فالساعه الان تدق العاشره تماما
اوقفها صوت الساعه التي لاحظت انها اصبحت العاشره --اقفلت الحاسوب ثم راحت في النوم فاليوم كان شاقا بالفعل عليها
الصباح الساعه التاسعه الاعشر دقائق استيقظت كارولين من نومها العميق ثم ذهبت للاغتسال ثم اعدت الافطار وتناولته وبعد ان انتهت اخذت جهاز التسجيل الصغير ونوته صغيره ثم خرجت وعلامات الشوق علي وجهها
قبل ان تصعد الي سيارتها لاحظت سياره اشعياء القادمه من نهايه الشارع في اتجاهها --اقفلت الباب لوهله حتي تري مالامر
اوقف اشعياء السياره امامها
اشعياء/اركبي يلا
كارولين/ليه ؟؟
اشعياء/ هنروح سوي
كارولين/ ايه ؟مش قلت انك مشغول ؟
اشعياء/ مفيش شغل يمنعني عنك--- ثم انا متشوق اكتر منك عشان اعرف قصه ورده
كارولين /ممم اوك
صعدت كارولين مع اشعياء وذهبا الي العنوان المذكور في الرساله
كانت عنوان فيلا في القاهره
ظلت كارولين تتشارك الحديث عن ذالك التتاريخ في سعاده بالغه وشوق لم تستطيع اخفاءه
والذي سعد به كثيرا اشعياء وشعوره ان كارولين قد انهت الحزن الذي اثقل قلبها وجعلها فاقده للحياه
بعد مده من وصولهما --خرجت كارولين واوقف اشعياء السياره في المكان المخصص لها
وقف الاثنين امام بوابه الفيلا التي اذهلا بجمالها وكبر حجمها وكانها شئ اخرج من كتاب للحكاياه الخرافيه
قامت كارولين بالضغط علي جرس الباب فتح لهم الحارس
كارولين/لو سمحت عاوزيم نقابل السيده ادغار ---هيا موجوده ؟
/ايوه يافنم اقولها مين ؟
كارولين / احنا --تبع رسيل
/ اه حضرتك انسه كارولين ؟؟ واظن انت اشعياء؟ولا؟
كارولين /عرفت ازاي (بدهشه)
/ الست قالتلي ان هيجي 2 النهارده وقالتلي اسمائهم لانها مش بتقابل حد غريب ----اتفضلوا اتفضلوا
نظرا الاثنين لبعضهما البعض في اندهاش ثم دخلا
اندهشا من جمال الحديقه الذي فاق تصورهما
تلك الاشجار الصغيره المصفوفه وكانها ترشد الي مدخل البيت
وتلك التماثيل المشيده وكانها اثار ثمينه يعود اصلها الي عقودد من الزمن والرسومات والمنحوتات علي جدران القصر الذي شيد بجمال خلاب
كل هذا لايضاهي تلك النافوره الذهبيه للوهله الاولي ستظن انها تخرج ذهبا سائلا وليس مجرد مياه
وكانها جنه قد شيدت علي الارض
قاطه الحارس تفكيرهما
/ الست هانم الكبيره مستنياكم من بدري --دي مجتش هنا من اكتر من 20 سنه
تطلعت كارولين اكثر واكثر لملاقاتها وذاد فضولها اكثر واكثر
اخيرا دخلا الي البيت وارشدهما الحارس للجلوس ثم خرج
ظلا ينظران يمينا ويسارا يتطلعان للبيت بنظرات مليئه بالاعجاب
لم يمضي الكثير حتي جاءه سيده جميله تبدو في اواخر الاربعينات او اوائل الخمسينات وهي ممسكه بكرسي متحرك
تجلس عليه سيده كبيره في السن --فهذا يبدو من ثنيات جلدها الكثيره
لكن ماشد كارولين اكثر انها مرتديه للحجاب وليس الحجاب المتداول الان بل الحجاب الشرعي او الخمار
ملايين الاسئله التي تجوب عقل كارولين كيف ولماذا--؟
اذ انها تدعي ادغار فكيف تكون مسلمهوكيف تعرفها رسيل التي كانت متمسكه بديانتها ولاتقبل الانفتاح علي اي ديانه اخري
اقبلت تلك السيده علي مكان جلوسهما --اسرع كلا منهما بالوقوف تعبيرا عن الاحترام
مريم/ارتاحوا --ارتاحوا --انا اسمي مريم وانا بنت ادغار الي جايين عشانهادجلسا الاثنين بناء علي طلبها ثم بدون سابق انذار سالتها اين ادغار ؟؟
مريم/اهي --ماما ادغار قدامكم
كل هذا ونظرات اردغار تلك لم تتزحزح من علي كارولين عم الصمت لفتره ثم ابتسمت ادغار وعلت ضحكاتها تاليا
ارد
غار/ نفس عنين رسيل بالظبط---اهلا بيكم اننا ادغار --بس قولولي يافاطمه
علت نظرات الحيره وملامح التساؤل علي وجه كارولين التي لم تستطيع اخفاؤها مهما حاولت
ادغار/ عارفا انكم عاوزين تسالوا عن حاجات كتير اولهم اسمي بس في البدايه خلوني اسالكم رسيل كويسه ؟؟
الحقيقه انا بعت ليها رساله اكتر من شهر وردت ان حفيدتها وخطيبها هيجولي مكانها وقالتلي احكيلك حكايه ورده شكلك ورثتي الفضول عنها
وقالت كمان انك هتوديني هناك لما نخلص
علت ملامح الخوف والفزع علي كلا الوجه---اشعياء الذي يفكر انه كان يعلم بالفعل ان رسيل كانت تشعر بنهايتها لكن كيف علمت اننا من سناتي الي ادغاار ؟
وكارولين التي تتسائل انها قد تناولت الرساله وقراتها فلماذا جعلتها تقراها مره اخري !!
لكن السؤال لاذي يتردد علي اذهان الاثنين
كيف سيخبرانها ان رسيل قد فارقت الحياه ؟؟
ظل اشعياء صامتا وهو ينظر الي كارولين تاركا لها حريه اتخاذ القرار
صمتت كارولين لوهله ثم رفعت راسها قليلا وهي تقول
كارولين/ تيته كويسه متقلقيش
فاطمه/اه شكرا يارب --باذن الله هتكون كويسه اكتر
طيب دلوقتي ابدا ولا في حاجه عاوزين تسالوا عنها ؟؟
كارولين/اسفه اني قاطعتك بس عاوزه اسال سؤال ليه قولتيلنا نقولك فاطمه وانتي اسمك ادغار بحد علمي دا اسم مسلم !
ولو اتي مسلمه ليه قلتي في الرساله فلتحفظكي العذراء
فاطمه/هتفهمي كل حاجه في وقتها
بدات فاطمه في الحديث عائدهبحديثها الي زمن قد مضي عليه الكثير
عام 1882 م تحديدا يوم 1882/6/28 م اليوم الذي احتلت مصر فيه من قبل بريطانيا
تشير فاطمه بحديثها وهي تبدا باحوال الناس في ذالك الوقت
لم يكونوا يعيشون حياه جيده قبل اللاحتلال
بل كانوا يعانون الامرين حتي قبل الاحتلال الكامل معاناه من فرنسا التي كانت محتليه لمصر قبل بريطانيا
والجوع والعذاب
ساعدت بريطانيا مصر علياخراج فرنسا لكن لاطماعها الخفيه
بعدها بعده سنوات قررت احتلال مصر
في المره الاولي فشلت لكنها لم تستسلم ثم احتلت مصر عام 1882
خصوصا يوم 28 في مكان يدعي كفر الدوار في لاسكندريه
-اهاااااه لاخلاص مش قادره ياست زينه وحياه حبيبي النبي معدت قادره
تخرج اهاات وصرخاتتعلو المكان والحي باكمله ---الم الولاده لسيده تدعي فهيمه عبد الغفور التي تلد مولودها الاول
زينه/ ايووووه عليكي يافهيمه معتش كتير ياختي ---انتي بتدلعي وبعدين
دا ايه ديه جايين عندي والانجليز بتحتل مصر
ياختي بلا نيله
فهيمه/اه اااا وانا --كنت اجلها ازاي بس ياست زينه
مش قااادره خلاص
زينه/ تب زقي ياختي زقي----علي الله نخلص
لسوء الحظ ان الولاده كانت متعسره وبشده حيث انه قد استمرت لاكثر من عشر ساعات
والذي زاد علي الامر ان الدايه ما تقوم بتوليد السيده لم تكن مهتمهوراسها مشغول بامور تجارتها
-تعرضت الام للعدوي بالفعل -- لكن لحسن الحظ قد ولد الطفل انها فتاه !
جميله ذات عينين خضراوتين وشعرها الذي كان واضحا رغم ولادتها الحديثه
الجمال الخلاب الذي تتمتع به هذه الطفله لم يدم فوالدتها قد فارقت الحياه
شعرت زينه بالخوف من ان يقع اللوم عليها فخرجت وهي تصرف
زينه/ماااتت مااااتت فهيمه ماتت بسبب بنتها دي فال اسود علينا الشيطان دي
-تجمع الجميع وهم خائفون من الرضيع فالجهل يعم لمكان
وقف والدها السيد بدير المتولي وهو غاضب لماذا قد ابتلي بذلك الشئ
فاين الفتي الذي كان ينتظره ليساعده في اعمال الزراعه -ويكون عونا له
ايعقل انها مجرد فتاه ويزيد الامر سوء انها فل النحس والجميع يكرهها
في هذه الاجواء جاء رجل وهو يلهث من شده الجري ينبه بدخول لانجليز مصر
صعق الجميع ووجهوا انظارهم الي تلك الفتاه --وعلت الهتافات
(دي شيطان --اقتلوها )
علت صوت بكاء الطفله ---ثم هرب الجميع الي منازلهم
جلس الاب علي الارض وهو ياخذ بيديه التراب من علي الارض ويضعه علي راسه مع ولوله وحزن شديد
لم يرد الاب اخذ الفتاه لانه ان اخذها سيدفنها حيه ليستريح
فتركها عند زينه التي فرحت بها ليس للين قلبها بل لان تجارتها هي التجاره بالاطفال--وهذه الفتاه كانت غايه في الجمال
احضرت زينه مرضعه الي الفتاه التي طال جوعها
وبدات تطعمها حتي تلبي تلك الجماعه نداء الرساله التي ارسلتها
لم تمضي ايام كثيره وكل حدث كان يحدث فهو بسبب تلك الفتاه
اذا جرح احد فهو بسببها --اذا سقط فهو بسببها
خاف الجميع الاقتراب من بيت زينه بسببها
وكل فتره كانت تعجل قدوم تلك الجماعه حتي تستطيع العوده لعملها
لم يحب الفتاه اي احد سوي شخص واحد
وهي تلك المرضعه التي سحرت بجمال الفتاه ولاان قلبها لها
حيث ان تلك المرضعه السيده (نهال عبد الفتاح) لم تكن تملك اي اطفال فطفلها مات قبل قدوم هذه الطفله باسبوع
وهي قد عملت مرضعه حتي تستطيع ان تاتي بقوت يومها خصوصا بعد ان تركها زوجها وطلقها
كثر ابتعاد الناس عن زينه ---غضبت زينه لذلك وكانت متوجهه نحو الطفله
لكن حمتها نهال من بطش زينه
زينه/ انتي بتعملي ايه ----؟؟!(بغضب)
نهال/ دي---دي مجرد عيله حرام عليكي راعي ربنا
زينه/ دي نحس دي
علت صرخات الطفله--غضبت زينه اكثر واكثر واتجهت للطفله مره اخري
اسرعت نهال علي الطفله وحملتها وهي تضمها الي صدرها
زينه/انتي بتعملي ايه
نهال/انا--انا
زينه/خديها وغوري من وشي
نهال/انا هاخدها وهربيها --البنت دي خساره فيكي
خرجت نهال بسرعه لم تقدر علي العيش بهدوء في تلك القريه
قامت بجمع اغراضها وسافرت الي القاهره رغم استيلاء الانجليز عليها
وصلت القاهره يوم العاشر من يوليو
استطاعت ان تجد بيت في حي قديم واستقرت هناك
في اليوم التالي حدثت معركه بين الانجليز وكفر الدوار والتي انتصروا بها
وراح ضحيتها والد تلك الطفله الذي لم يمتلك ذره رحمه علي ابنته
عانت نهال الامرين فالظروف التي كانت في القاهره وايضا تلك الفتاه التي اسمتها ورده لانها تري بها جمال الزهور
مرت السنوات
بالضبط مر اثني عشر عاما