البارت ٦

5 3 0
                                    

ظلت ورده تسير خلفها حتى وصلا إلى ممر به العديد من الغرف المرقمه
وقفت ايريني تمام الغرفه رقم سبعه عشر وقامت بفتحه.
اريني / دى بقا هتبقا اوضتك حطي حجاتك هنا وتعالي ورايا
نفذت ورده ماطلبته ايريني ثم لحقتها
ايريني / خدي دا مفتاح الأوضه دي هتبقا بتاعتك
أولا البيت دا ليه قواعد..... ثانيا مش كلنا بنتكلم عربى.. فالست الكبيره متعرفش عربي قوي مجرد كلمات بسيطه. بس متقلقيش معاها دايما مترجمه
والبيه صاحب البيت ابنها برده مش بيتكلم عربي
أما انا والباقيين بنتكلم مصرى كويس
وأظن انك قابلتي الست الصغيره راحيل هانم.
وعشان متبقيش متلخبطه بعدين فهيا يهوديه
وقفت ورده فجأه وعلى وجهها علامات الصدمه.
ايريني /لا متتصدميش كدا من اولها.. مش هنا بس لا دا كمان إسحاق إبنها مسيحى
أما جوزها اغابيوس يهودي  والست أديل مسيحيه
ورده / بس ازاي......
ايريني / انتى مش مسموحلك تسألي اى حاجه... انتي تسمعي وتقولي حاضر ونعم بس.
ورده / انا آسفه.
ايريني / انتي هتبقي مسؤله عن أكل الست الكبيره اديل مش.... انتي بتعرفي تطبخي صح؟
ورده / ايوه.
ايريني / وكمان هتبقى مسؤله عن مضافه المكتبه الكبيره واى عاوزها البيه الصغير لو طلبها منك
اوعي تفكري ان نضافه المكتبه سهله
البيه الصغير بيعشق الكتب ولو ورقه واحده ضاعت أو باظت منها مش هتتخيلي بيعمل ايه.
دخلت ايريني غرفه كبيره بعد أن استأذنت بالانجليزيه ثم تبعتها ورده.....
عندما دخلت رأت سيده كبيره بالسن تجلس على كرسي متحرك تطالع بعض الكتب
ويبدو عليها الحزن الذي ظهر في تنهيدتها الصادره من اعماقها... والتي كانت تطالع النافذه باستمرار
بدأت ايريني تتحدث بالانجليزيه مع تلك السيده
يبدو أنها كانت تعلم أن ورده قادمه حيث عندما أنهوا الحديث نظرت إليها وبسرعه تبدد تلك النظرات الحزينه.... وارتسمت ابتسامه لطيفه على شفتيها.
أشارت تلك السيده إلى ورده لكى تقترب منها
لبت ورده طلبها بسرعه وهي متوتره
بدأت بالحديث فبدات خدمتها بالترجمه ورائها
أديل / انتي بقا بنت نهال؟
ورده /.. اا..... ايوه انا أسمى.. ورده
اديل /انتي جميله قوي... انا كنت بحب نهال والدتك
وكويس انك جيتي كان الوضع ممل هنا.
ظلت ورده صامته وهي تشعر بالاطمئنان والدفئ كلما تحدثت اديل فهي ليست كالجميع الذين راتهم في هذا القصر إنها بدون وصف...... دافئه تشعر بالسعاده كلما تحدثت معها..
اديل / روحي انتي يايريني وسيبي ورده معايا شويه
لما اخلص معاها هتروح لاوضتها.
ايريني / حاضر..... بعد اذنك.
تركت ايريني الغرفه وخرجت..... ظلت ورده تقف وهي محرجه والصمت يعم المكان فقط نظرات اديل المليئه بالاعجاب لورده
ثم بددت هذا الصمت وهي تطلب منها ان تجلس بجانبها على الاريكه.
ذهبت ورده إليها وهي تشعر بالاحراج الشديد الذي لاتعلم سببه وهي ممسكه لآخر شالها الموضوع على رأسها. ثم جلست على الاريكه
أديل / قوليلي ياورده انتي.. بتعرفي تقرأي وتكتبي؟
ورده /(بسرعه) ايوه بعرف بعرف.
اديل / برافو..... طيب قومي الرف إلى هناك دا هتلاقي عليه صندوق حاتيه.
وقفت ورده بسرعه وذهبت واحضرت ذلك الصندوق
ثم جلست مكانها مره اخرى.
كان الصندوق مزخرفا بطريقه ساحره لدرجه ان ورده قد تاهت في معالمه
أديل / عاوزاكي ياورده توعديني وعد..
تعجبت ورده من حديث أديل فهى لم تعرفها سوى اليوم.. ماهى قرب علاقتها بها بتقوم بعقد وعود معها.... صمتت اديل قليلا ثم اكملت أديل حديثها معها
اديل /دا فيه حاجه مهمه جدا وكمان هديه في حد ذاته.
حاولت ورده فتحه بمجرد سماعها لتلك الكلمات لكنه كان محكم الإغلاق.
اديل /(بضحكات متتاليه) متتسرعيش اصبري... الصندوق دا فيه حاجه مهمه من نهال وكمان فيه حاجه مهمه مني وال٢ متأكده انهم هيكونوا سبب في تغيير حياتك
اتسعت حدقه عين ورده عندما سمعت اسم والدتها
مالشئ الخطير لدرجه تغير حياتها وخصوصا انه من والدتها....
احست ورده ببروز أرقام وهي ممسكه الصندوق نظرت إليها لتجد رقم محفور على جدران الصندوق كان  "١٩٠١"
ومن شده فضولها بادرت بالسؤال عنه
ورده / هو ايه معنى ١٩٠١
اديل / تعرفي ياورده إن كل تاريخ في حياتنا بيبقا مميز..... مميز سواء مر بطريقه حلوه أو وحشه علينا لكنه حدث في تغييرنا.
لم تستوعب ورده تلك الأحجيات التي تملأ حديث اديل المستمر مالذي تحاول الوصول اليه؟
ورده / يعني ايه؟
اديل / تب تعرفي ان النهارده يوم مميز؟
النهارده آخر يوم في السنه وهنبدا ١٩٠١
هههه مش بقولك مميز.
طلبت اديل من خادمتها ماري أن تعيدها إلى غرفتها كي تستريح فكانت أديل لاتقوي على الحركه فهي تلزم الكرسي المتحرك دائماً.
خرجت اديل وتركت ورده بمفردها دون اضافه كلمه.... لم تعلم ورده ماذا تفعل فقررت ان تعود إلى غرفتها.. التي عادت إليها بصعوبه بالغه من كثره الممرات والغرف الموجوده بالقصر.
لكنها تحمل ذاكره فولازيه واستطاعت ان تعود إلى غرفتها. أمسكت  الصندوق بعد أن جلست تتأمله ولم تستوعب لما حُفر عليه تاريخ بالمستقبل لم يأتي بعد؟!
تنهدت قليلا ثم وضعته على الرف
وبعدها جلست على السرير تتأمل تلك الغرفه الرائعه احقا هي التي ستعيش بها وايضا بمفردها
ان هذا أمر لا يصدق.
لم تلبث قليلا حتى وجدت باب غرفتها يُطرق
كانت خادمه من القصر اخبرتها ان تأتي معها إلى المكتبه
تحركت ورده معها إلى المكتبه حتى ترى ماذا ستفعل
عندما وصلوا ظهرت علامات الدهشه على تعابير وجهها أيعقل كل تلك  الكتب تراها في الحقيقه لقد كانت دائما تراها في أحلامها ايُعقل ان تُحقق أحلامها؟!
اخبرتها الخادمه ان السيده  أمرت ان تنظف المكتبه جيدا وترتب الكتب جيدا حيث أن السيد الصغير سيأتي قريبا إلى القصر
ورده / هو انتي اسمك ايه؟
/ انا اسمي سعاد.
ورده /انا ورده.
سعاد / اهلا بيكي ياورده كل الخدم بيتكلم عنك... كلنا كنا بنحب نهال قوي ربنا يرحمها
ورده / يارب
سعاد / انا هسيبك دلوقتي تخلصي كل دا وخلي بالك على الكتب دي فيها رقاب ياورده..
ورده /حاضر
سعاد / الحاجات الي هتحتاجيها هتلاقيها في الأوضه إلى هناك دي فيها ميا ومكنسه واي حاجه تانيه محتاجاها
يلا انا همشي انا لو احتجتي حاجه اسألي عليا عند أي حد
ورده / شكرا ليكي مع السلامه.
عندما خرجت سعاد ظلت ورده تركض في المكان أيعقل ان هذا حلم؟
تمسك كل كتاب وتستشعر غلافه
ثم تتركه وتعود للآخر. وتشم رائحه الورق القديم تلك الرائحه لن يعلم متعتها سوى من يعشق الكتب حقا كتب  باللغتين العربيه والانجليزيه أعجبت ورده كثيرا باسمائها وانواعها.
وقفت ورده فجأه لتستعيد رشدها يجب ان لا تحرج اسم والدتها هنا.
ذهبت إلى الغرفه واحضرت سطل من الماء وقطعه قماش وايضا المكنسه
وبدأت في تفريغ كل رف على حدي ثم بدأت بتنظيف الرفوف ومسحها ثم  بتنظيم الكتب حسب نوعها  ولغتها.
بعد عده ساعات اخيرا انهت ورده عملها المتعب.....
واعادت الأدوات إلى غرفها... سعدت كثيرا بوجود بغض الوقت حتى تقرأ بعض الكتب... أحضرت تلك الشمعه التي وجدتها  وكان بجانبها الكبريت
ثم اضائتها وجلست تقرأ في ذلك الكتاب الذي حرك فضولها الكثير.
وهي تنظر إلى باقي الكتب
ورده / متزعلوش ياجماعه انا هاخدكم كلكم على مهلي مفيش ورانا حاجه .
ظلت ورده تقرأ وهي تشعر بالحماس..
الان الساعه دقت الثانيه عشر مساء اي منتصف الليل
استيقظت ورده التي غفت وهي تقرأ
على صوت احد ما وصوت شئ يسقط.
شعر بالخوف الشديد أيعقل انه سارق؟
ورده / ايه النحس دا ياربي يعني يوم ماشتغل حد يجي يقتلني.
انا هروح اشوف مين دا دا لو سرق حاجه من هنا رقبتي هتطير.
أمسكت ورده المكنسه بهدوء وذهبت خلف مصدر
الصوت وهي تتسلل على أطراف أصابعها حتى لاتخرج اي صوت فينتبه لها السارق
اخيرا وجدته رجل أمامها نعم... وهو يمسك بالكتب ياخذ المزيد من الرف وهو مسرع..
وبسرعه رفعت المكنسه وانزلتها على رأس السارق بسرعه وبكامل قوتها.
وهي مغمضه لعينيها من شده خوفها
.............
Etc......

ورده حيث تعيش القصص. اكتشف الآن