و أتيــتَ تَــمزُج هَذه الأشــواقُ فِي ظَمَأ الوَتر...
فِي الشــارِع الصْاخِب...
فِي حَــدقْ البَشَر
........
.....
...
..
.تتهادى الأغاني الحزينة و تُسِمعْ ألحانها مِن دونَّ أي مؤثراتٍ جانبية ، لم تُكن صادرة من الآلات موسيقية أو أفواهٍ مُغنية و بما أن البرد بدأ بأطفاء مُعظمها بدأتْ هذهِ الأغاني بالأختفاء تدريجياً و لربما أغنية حزينة واحدة مازالت تُعزف....
كانت تصدُر من عين جيمين التي تُحدق في الماء و تتوسل أن تنطفئ كباقي العيون المُحيطة بها الآن ، ثم تَصعد الى السماء لِتلتقي بعينيّ حبيبتهُ و أمهُ ميونغ هي ، و لكن اللُطف السماويّ ما كان ليتركهُ يذهبْ مِن دون
تحقيق أي شيء (فالجميع خُلِقَ لهدف يُحققه خلال عيشهِ على هذه الأرض ، لم يُخلقوا عبثاً ) ، حينَّ شقَّ صُراخ الأنسانية ضميرها المُتصلب و أبتعدتْ المرأة السمينة التي كانت تستقر أحذيتها على كتفيه مُسببة غَطسٌ كامل لجسدهِ بالماء ، و لم يتوقف اللطف السماواي عند هذا الحد .
فعندما قررت المرأة البدينة التَنحي عن جسد جيمين النحيل حملتهُ و وضعتهُ فوق القارب المقلوب على سطح الماء ، و لأن جيمين كان يُحتضر روحياً بينما مازال جسدهُ يُقاوم ضروف الطبيعة القاسية حوله لم يبدي أي ردة فعل عندما غطست المرأة البدينة في الماء لِثقل جسدها و عدم أرتدائها لسِترة النجاة أو مَعرفتها للسباحة .
و بينما كانت تتصاعد الأغاني المُرتعبة من عيناه بأتجاه الأفق ، أرتكز ضوء المصباح اليدوي على عينيه فحركَ كفيه واضعاً أياه على وجهه ليُحجب هذا الضوء القوي عنها ، فأستطاعت فرقة أنقاذ القوارب ملاحظة حركته و تقدمت لسحبهِ و وضعه في قارب النجاة ."آهٍ يا بحر هل يُخالج الحنين قلبك؟!
و إن فاضَ بهِ ، أترُاك تبكي للشواطئ مِثلنا ؟!"هديرٌ هادئ يصدُر من البحر أثر وَقع سقوط دموعَ جيمين على سطحهِ ، و كأنهُ يواسيه حالاً و يتداعى (رُغم الجُثث الطافية على سطحه) بأنهُ سيستطيع أنقاذه ...نعم يستطيع لو كان للبحر قُدرة على جَعل جيمين يرى والدته بِعيني البحر ...
كيف كانت لديها عادة إذا خرجت الى الشرفة الخارجية لغرفتها ، تُعانق بين راحة يديها بُتلات من زهور الزنبق و تُباشر بِرميها واحدةً تلو الأخرى في البحر ، تُخبره أمنيتها فتشبك يديها ببعضهما و تُصلي :
" أتمنى أن يَترك حضوري هذه الرائحة الطيبة في قلبيّ طِفليّ ، كما تتعاطى جرعة السعادة هذه يا بحر( لطالما تُمثل الزهور مصدر أبتسامة سعيدة لا أرادية ) ثم تدفعها دُفعة واحدة نحو قلبك لِتُنعشه ، أتمنى من كل أعماق فؤادي لِفلذتيه أن أُسبب ولو أبتسامة واحدة تَغمرُهم بالسعادة الحقيقية "و بسبب أستحالة نجاح خطة البحر لأنقاذ جيمين و رؤية والدتهُ ولو لمرة واحدة أخيرة و بشكل أنعكاس فقط ....
بثَّ عبر الأثير تَنهيدات عميقة تَحمل حسراتهُ و ليست تنهيدات البحر هادئة مُتقطعة ، لا يَعلم أحد بها كتلك التي يطلقها البشر ،
بل كانتْ تلك التنهيدات موجة مائية كبيرة عارمة ، أستمرتْ لِفترة من الزمن ، حملَت أجسادٌ مُثقلة بالأحلام ( التي قَتلها الشتاء القاسي في ليلة واحدة ) لكنها و رُغم هذا هي خفيفة الوزن تَطفو على سطح هذه التنهيدة ، تَلقى جيمين هذه المواساة من البحر و بعينين مُغرورقتا بالدمع ، مَسلوبتا الأرادة ، تودا بأن تجيبا البحر و تخبراه إن مَسعاه بتقليل حجم فاجعتها (بفقد والدته و هي النور الذي يَمنح عينيه القدرة على رؤية الأشياء بوضوح ) قد وصل أليه بالفعل و هو حقاً مُمتن لرفيق والدته في فترة حياتها الأخيرة .
![](https://img.wattpad.com/cover/201541431-288-k570675.jpg)
أنت تقرأ
TITANIC-NAMJIN _مكتملة_
Romance《مُكتملة》 ♤♤الرواية الأولى من سلسلة روايات شهرين لتغيير القدر♤♤ ʸᵒᵘ ᵏⁿᵒʷ ᵐʸ ᵖᵃⁱⁿ ᴘʟᴇᴀsᴇ ᴅᴏɴ'ᴛ ʟᴇᴀᴠᴇ ᴍᴇ ɪ ɴᴇᴇᴅ ʏᴏᴜʀ ʜᴇʟᴘ 𝗣𝗟𝗘𝗔𝗦𝗘 𝗦𝗔𝗩𝗘 𝗠𝗘 𝗧𝗢 𝗡𝗜𝗚𝗛𝗧 🄽🄰🄼🄹🄾🄾🄽 ʷⁱᵗʰ ⓈⒺⓄⓀⒿⒾⓃ BEGIN:2019/9/24 END:2021/2/23