The End 1 : Extinguishing

530 42 83
                                    

الأَمـَـل مَــبــهُـــورُ الــصُــور ....
فـَـلــتَــصــخَـب الأجــراس ...
فــي عــمــق الــخــدر...

إنها تعدو إليهم فأين يمضون؟
مدت مخالبها الزرقاء الداكنة وخدشت روح الأنسانية في داخلهم،إنها الحياة ذاتها والمعاني (الفطرة والكرامة ، الجشع والتغطرس ) ذاتها لكنها تبدوا الآن في اطار مختلف،منذ ان طرقت الباب برقة في بداية هجموها ،تناسوا وطووا صوت تلك الطرقة مع طبقات البرد القارس ،وحتى بعد أن علت صفعاتها بقوا هكذا وكانهم ينتظرون شيئاً آخر....

حالة الأنتظار ( برقية الإستنجاد) ربما هي المبرر الوحيد لعدم سماعهم ضجيج صفعاتها في الاسفل ،مازلوا بإنتظار إنتهاء بؤسهم، ينتظرون غدٍ سعيد يسمعون فيه زقزقة عصفور طائر و تسرح عيونهم على منظر البحر الأزرق وأيديهم مشغولتان بالدمى بينما ألسنتهم تقلقل الحديث بينها ،
و لكن هيهات !!
فضيفتهم السمينة ستجعل غدهم  عصفوراً مكسور الجناح لا يمكنه أن يطير بعد الآن...
و بحراً أسوداً يخنق دخانهِ الناظر منذ الآن ...
و شخصاً مشلول لن يجيد ابداً استخدام حواسه بعد الآن ..
و أشتدت شراهة السمينة كالخريف و الذئب اذا شَبق ، فجعلت باخرة تايتنيك بضخامتها تفقد التوازن و تميل ليبدأ جزئها الخلفي بالغطس شيئاً فشيئاً ،

و حسب قوانين التوازن الفيزيائية أرتفعت مقدمة تايتينك حيث بدأ زحف الركاب أليها بينما تزحلقت بعض الأجساد التي تواجدت فيها مسبقاً ناحية الجنوب وبعضها الآخر تكتفت أذرعهم وتلاحمت اجسادهم بإلتصاق في اجزاءٍ ثابتة من مقدمة السفينة ، التفتَ نامجون ناحية سوكجين ألتقت عينيهم لوهلة فأبصر مدى الأرتياع و الوجَل الذي يخلفه هذا الوضع فيه ، شابكَ يده اليسرى باليمنى خاصة الآخر و حاول أن يتقدموا أكثر نحو اقصى المقدمة ،
لكن سوكجين مازالت مقلتيه تراقب المشهد في الخلف حيث ليلٌ يأبى الدهر أن ينشق فجره ،
و أذ أن هذا المكان الذي يكتظ بالضجة بدأ يحثو سناه على أدكار المهرعين ..
في دائرة عينه البنية تنعكس مناظر موت الطفولة ، اجساد تتساقط من أرتفاع شاهق كالمطر ..
حيث ظلَ يسمع سقوط المطر ولا يمكنه سماع هبوط الثلوج على سطح السفينة ، و يسمع ضجيج الآلام الخفيفة، ولا يمكنهُ سماع صمت الآلام العميقة التي دفنتها النفوس عندما أحست بقرب أجلها .

لكن أنامل نامجون التي شدت من عناق أيديهما ، جعلت أذناه تسمع حديثهما في وقت سابق على متن تايتينك ،عندما احاطه نامجون بذراعه ثم سحبه فأصبحا يجلسان كتف على كتف، و أخذ نامجون بيداه ضاماً أياهما بين يديه و قال له حينها جملة لطيفة انهاها بأبتسامة المرحة :

"لنُدفأ يدينا ببعضهما ،
فاليدين جزء اذا ما تعرضنا لجو قارس البرودة لن يتوانى عن نقلها الى باقي الجسم "

TITANIC-NAMJIN _مكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن