أكانت الحياة هي فقط حب العيش مع شخصيات يهتم المرء لهم ؟ و لتفاصيل ما يفعلوه ؟! هل هي أمان الصغار حين تُضَع الرؤوس على الوسائد أم هي جمال الحقول حين تُزهَر و الأرض حين تُخضَر ؟ و ما كان لهذا السؤال غير أجابة واحدة ..
أنَّ الحياةَ عند الرجالِ و النساء أينَّما كانوا على هذا الكونْ و مهما اختلفتْ طوائفِهم و أديانهِم ، هي الإيمانّ بالقوة التي في السماء ، تلك القوة التي تُدبر ،تشعُر ، تسمع الشُّكاة ، تبصُر و تسعِد ، ترِقّ و ترحَمْ الضُعفاء ، تَعفو عن الخطايا و تُسامِح ..
و بالتأكيد ليس هناك مفهوم آخر لها و خاصةً بالنسبة للطبقة السفلى من المجتمع ، أوَتجد غير القلوب الرقيقة و النفوس بالصفاء تقطن في هذه الفئة من الناس ؟
" هيا يا رفاق أسرعوا ! أغلقوا مُفاعلات الضغط البخاري ! "
بدأت الأصوات تتعالى و الأوامر تتوالى ، ما لم يتوقع حدوثهِ أبداً قد وقعَ بالفعل ، بدأ ركابُ السفينة بالصعود على ظهر السفينة في هدوء تام و عدم أكتراث ، أما في الأسفل كان التصادم مؤشر أخطر بكثير مما أعتقدهُ ركاب السفينة في الطبقات الأعلى . أصبحَ الجو ساخناً جداً و أعصاب العمال بدأت تبرز لشدة التوتر و الصراخ على بعضهم البعض بالأوامر ،
" اغلقوا منافذ الإحماء ، أسرعوا ! "
تحدثَ مسؤول المحَرقة و قد تصببَ عرَق الخوف من القادم على جبينه ، تضاربت اقدام العمال تُصارع الزمن لأكمال جميع الأجراءات اللازمة للحد من الخطر الذي أخذ يعث بالنفوس ذعراً . و حين كان يقف أحد العمال أمام المكائن الضخمة التي تلاصقت تماماً مع جدار السفينة ، فاضَ الماء من الجدران القوية حين أصطدمت الباخرة العظمى بالجبل الجليدي في وسط المحيط .
ركضَ الجميع نحو البوابة المؤدية الى الطبقات العليا حين رنَ جرس الأنذار و بدأت البوابة تُقفَل تدريجياً ، لأن القبطان أمر بأغلاق طبقة المحرقة بغض النظر عن عدد العمال الذين ستنقذهم سرعة أقدامهم ..
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
