غروب الروح ( الفصل التاسع)

5.9K 178 10
                                    

الفصل التاسع :

حينما تشدد المصائب تضيق بك الدنيا تشعر بأن روحك تنسحب من جسدك بالبطيئ ، ترى انه لا امل لديك ولا أحبة .....
كثيرآ ما نسمع بأن فلان ولد وبفمه معلقة من ذهب وفلان منذ خلقه وروحه تعاني ... لا أحد اختار حياته ولا نصيبه و كما يقولون " الي مكتوب ع الجبين هتشوفوا العيون"
وهذا حال أبطال روايتنا ... كل شخص لديه قصة ومعانآة ولا أحد يعلم كيف ستكون النهاية ، هل هي التعاسة كبداية حياته ام نهاية سعيدة .. لا أحد يعلم
*************
(بقلمي الشيماء)

كانت تجلس على مكتبها وهي شاردة ... عشرة أيام وهي تحاول ان تصل لصديقتها ولا خبر فوالدها أخلى مسؤليته بعدما زج بها الي تلك الزيجة ولا يسأل عنها أبدآ ...
ما يقلقها ذلك الابله زوجها كلما حاولت التحدث معه للوصول الى سارة يهددها ويرعبها وهي لا حول لها ولاقوة ... ترى اين هي وماذا حدث معها
صوت دقات على المكتب جعلها تنتبه للواقفة امامها
_ مالك يا بنتي بنده عليكي وانتي ولا هنا .. بردو موضوع سارة الي شاغلك .
تنهدت بقوة وقالت بألم :
_آآآه يا ألمى قلبي وجعني عليها أوي انا حاسة انها بمشكلة وانا مش بإيدي اعمل حاجة مش عارفة اوصلها هموت من القلق والتفكير
_ اهدي يا سلمى ، انا اول مرة أشوفك كدة انتي بتقلقيني عليكي
ابتسمت لها بألم وقالت :
_ انا ضعيفة أوي يا ألمى ، مايغركيش شوية الحركات الي بعملها ولساني الطويل ..الي بحاول اتسلح بيهم علشان اداري ضعفي وعجزي ... الدنيا محتاجة القوي يا ألمى انتي مش هتفهمي كلامي لانك ببساطة الك سند يحميكي من الدنيا وغدرها اما بالنسبة للي زي زي سارة ملناش سند نتحامى بيه علشان كدة سهل الناس تيجي علينا من غير ما تحسب حساب حد
_ معقولة يا سلمى كل دا وجع بقلبك ، الي يشوفك بتضحكي وبتهزري بحسدك ميعرفش الهموم الي جواكي
_يا ستي دنيا بحلوها وبمرها هنعشها ... قليلي عاوزة حاجة
ابتسمت لها ألمى وقالت :
_ انا جعت فقولت اجي أشوفك علشان نتغدى مع بعض
_ مليش نفس روحي انتي
_ لا يا قلبي انا مش هتحرك غير وانتي معايا
_ ألمى بجد تعبانة ومليش نفس لأي حاجة
قامت ألمى بشدها وقالت
_ انتي هتيجي معايا وهتتغدي انا عازمك على الغدا
_ يا بنتي انتي كل يوم بتعزميني... غير توصيلك ليا للبيت، والله انتي جمايلك مغرقاني
_ كدة بردة يا سلمى .. هو في جمايل بين الخوات والا انتي مش معتبراني اختك
ابتسمت لها سلمى بود وقالت لها :
_ لا والله ... أنتي اجمل اخت حد صححلوا اخت بالجمال دا ويقول لأ
_ خلاص بقا خلينا نروح نتغدى بأي حتة
_ انا مش هعرف أرفض كالعادة ، امشي يا أخرت صبري
ابتسمت لها ألمى وامسكت بيدها وانطلقتا للذهاب لأي مطعم ليتناولا الغداء
**********************
(بقلمي الشيماء )

ترجل من سيارته بتعب وأخيرآ وصل البيت وانهى تلك المهمة التى اقلقت منامه ، عمله بالشرطة ليس بالامر السهل ولكنه يحاول بأقصى جهده كي يجعل له بصمة ويجعل اسمه متداول بين كل من يحاول ان يفكر بان يعرض بلده واهله للخطر
_حضرة الرائد ازيك
توقف عندما سمع تلك الكلمات واستدار لرؤية المتكلم ولم يكن سوى تلك الفتاة "أية" جارته التى دائمآ ما يراها عند ذهابه او عودته من العمل
_ أية أزيك اخبارك ايه واخبار طنط ابتسام ايه
ابتسمت له وقالت ببسمة عاشقة
_ الحمد الله بخير وماما كويسة وبتسلم عليك
قالت كلامها ثم مدت يدها التى كانت تحمل وعائآ مليئآ بالحلوى
_ ده ماما عملتو وبعتتني علشان اعطيه لطنط هدى
ابتسم له ابتسامة مجاملة وأخد منها الوعاء
_ تسلم ايديكي وايدين طنط ابتسام
قال كلامه ثم غادر بسرعة تاركآ تلك الفتاة تنظر له بعشق ، كانت والدته تراقب ما يحدث من نافذة البيت ، وحينما سمعت صوت الباب اتجهت لتستقبل ابنها
_ جاد حبيبي انت جيت
اقترب منها وامسك يدها وقبلها
_ جيت يا ست الكل
_ حمد الله ع السلامة يا بني
_ الله يسلمك يا أمي ، خدي بقا دا من طنط ابتسام كانت بعتاه مع اية
_ مممم تسلم ايديها ابتسام دي زوء أوي يا ابني ولا بنتها أيه دي عسل وجميلة جدآ
نظر لها جاد مطولآ وهي تتجه للمطبخ وقال :
_ بتفكري بايه يا امي
استيقظ من توهانه على صوت امه
_ يلا يا حبيبي غير هدومك علشان تتغدى
اتجه لغرفته لتغير ملابسه ثم اتجه لتانول الغداء
_ هي ياسمين فين
_ راحت تزور صحبتها ايمان والدتها تعبانة
_ماما انتي عرفاني مبحبش خروجها وخصوصآ مروحها ع بيوت الناس
_ يا ابني هي بتروح فين يعني دي من المدرسة للبيت ومن البيت للمدرسة ومفيش غير ايمان صحبتها هي الوحيدة الي بتزرها وانت عرفها وعارف اهلها
_ بردك بلاش الزيارات الكتيرة
_ سيبك من ياسمين وركز معاية شوية
نظر لها جاد وترك ما بيده وقال :
_خير يا ماما في حاجة
_خير يا ابني اطمن ، انا كنت عاوزك بموضوع
_موضوع ايه يا امي
نظرت له والدته ثم قالت :
_ جاد يا ابني انت عاجبك حالك
_ مالو حالي يا ست الكل مأنا كويس أهو
_ يا ابني يا حبيبي الي زيك عندو بدل العيل تلاتة وانت زي ما انت لا اتجوزت ولا حاجة ، نفسي افرح بيك يا ابني وأشوف عيالك قبل ما أموت
أقترب منها جاد وأمسك يدها وقال بخوف :
_ بعد الشر عليكي يا ست الكل في ايه يا ماما انتي كويسة
ابتسمت والدته وضغطت على يده الممسكة بيدها وقالت :
_ انا كويسة يا ابني كل الحكاية نفسي تستقر بقا وتجوز وأشوف ولادك
_ بقا كل الكلام دا علشان اتجوز حرام عليكي يا امي قلقتيني عليكي
_ وانت شايف الموضوع مش مستاهل
_ يا حبيبتي انا مش بفكر بالجواز ولما الاقي البنت الي تسعدني هفكر بالموضوع
_ ودور لييه وهي موجودة
_ تقصدي ايه يا أمي
_ أية
_ أية !!! ماما انتي بتتكلمي بجد ولا بتهزري
_ وأهزر ليه ، دي أدب وأخلاق وجمال يعني كل حاجة حلوة موجودة فيها
_ بس يا ماما
قاطعته والدته وقالت:
_ مبسش... البنت بتحبك ومتقلش انك متعرفش دي البنية لما تشوفك بتفرح أوي غير انها بتسأل عنك دايمن وخصوصآ لو كنت في مهمة بتفضل تستناك لتطمن عليك ..والله يا ابني ما تلاقي أحسن منها ... فوق يا ابني وأصحى من أوهامك الي هضيعك
_ بتقصدي ايه بكلامك يا أمي
_ ألمى
صدم جاد من والدته وقال بصعوبة :
_ مااالها ألمي
_ جاد انت فاهمني كويس يا ابني وباختصار كدة انا بعرف انك بتحبها ومن زمان أوي
جاد باستهزاء
_ياااه هو انا مكشوف ليكو لدرجادي
_ يا ابني افهمني ألمى دي مش من مستوانا دي غير طريقة حياتها ولبسها وكلو كوم وجدتها كوم تاني ، الي دايمن بتحسسنا اننامش قد المقام غير نظراتها لينا دي بتتكلم معانا وهي رافعة مناخيرها لسما
_ ماما انتي بتقولي ايه
اخذت الأم نفسآ عميقآ وقالت :
_ اسمعني يا جاد وفكر بكلامي ، تقدر تقولي نهاية الحب دا ايه هتجوزها يعني هتقدر تخليها تتخلى عن حياتها .. وحياة العز الي عيشاها ،
غير لبسها دا انت يا ابني لو شفت أختك لبسة حاجة ديقة بتقوم الدنيا كلها.. هتتحمل مراتك تكون من غير حجاب ولبسها قصير ولو فرضنا هي اتحجبت هتقدر ع طلباتها دا حق فستان من فساتنها قد مرتبك . ... فكر يا ابني كويس وشوف مصلحتك انا خايف عليك ومش عاوزك تتمسك بأمل مش موجود ...
قالت الأم كلامها ثم تركت جاد مصدوم ، غادرت الأم وجلس هو على أقرب كرسي وجده أمامه وبدأ يفكر بكلام امه الذى صدمه وجعله يرى الأمور من منظور أخر غير منظوره ... فهو لم يفكر بهذة الطريقة أبدآ ولا يعلم ماذا ستكون النهاية ......
*******************
(بقلمي الشيماء)

غروب الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن