غروب الروح ( الفصل السابع)

5.9K 188 14
                                    

الفصل السابع:

كانت مستلقية على الأرض تضم جسدها كالجنين ،تبكي بحرقة لاتدري ماذا عساها تفعل ،اين تذهب ولمن تشكوا  .
فالوالدها قضى عليها نهائيآ ،باعها وقبض الثمن كسرها وكسر روحها ، اليس من المفروض ان يكون أمانها وسندآ لها اي جبروت هذا .
تبكي وتبكي ولا أحد يسمع و لا احد يرى .
ليس لها غير خالقها فهو منقذها نعم يا الله يا الله
أصبحت تبكي وتنتحب وتقول بأعلى صوتها
_يا رب يارب خلاص مش قادرة ارحمني بقا من هالحياة والله تعبت تعبت
اوجاعها وألامها انساها بأن الله اذا أحب عبدآ ابتلاه وان  كل بعد عسر يسر ولكنها ك اي انسان  عادي ضعفت من الابتلاء واصبحت تندب حظها
ولكنها استيقظت من ضعفها وحاولت ان تتحرك ، وقفت امام القبلة وشرعت بالصلاة وعند السجود انهارت قواها واصبحت تشكوا همها وتدعوا ربها ان ينجيها من هذا الزواج ، انهت صلاتها وجلست تتذكر ما حدث
**فلاش باك**
كانت مصدومة ما الذى يقوله والدها اي مصيبة سيوقعها بها
_بابا انت بتقول ايه ايوب مين الي بتتكلم عليه وجواز ايه
_ الي سمعتيه يا روح أبوكي المعلم ايوب طلب ايدك وانا وافقت وبكرة كتب الكتاب هيكتب عليكي  ويخدك على طول من غير دوشة
_ انت واعي للي بتقوله معلم ايوب مين ده  الي بتتكلم عنه ،ده اكبر منك ويا ريت كدة وبس ده متجوز تلاتة دول عيالوا  قدي ، مش ممكن تعمل فيا كدة انت اكيد بتهزر
_بقلك ايه يا بنت انتي انا تعبت منك والبنت مصيرها بنت زوجها وكمان المعلم الف مين يتمناه دا غني وهيعيشك ملكة دا على قلبو فلوس كتيرة اوي
_حرام عليك فلوس ايه الي عوزني اضيع عمري عشانها قولي ، انا لا يمكن اوافق سمعني مش هوافق

بعد صراخها الشديد امسكها والدها من يدها وضغط عليها بقوة وقال:

_ انتي هتتجوزي عصبن عنك هو خلاص اتفق معاية ع كل حاجة ودفع فلوسو يعني مفيش رجعة
_دفع فلوس !! انت بعتني ليه ..
حرام عليك بعت بنتك علشان الفلوس ، انا عملتلك ايه علشان تعمل فيا كدة ،طول عمري بشتغل وبصرف عليك وانا ساكتة ، غير معاملتك ليا ضرب وشتيمة ، حرام عليك بجد كفاية كدة كفاية

صفعها والدها ثم قام بشدها وادخالها غرفتها وقام باقفالها بالمفتاح وقال :
_ اسمعيني كويس خروج من الغرفة دي مفيش غير ع بيت جوزك غير كدة هيكون خروجك للقبر .  فاهمة

قال كلامه ثم غادر ، الغريب من ذلك انه لم يتأثر أبدآ  باع ابنته ولا يوجد اي نوع من الشعور بالذنب اتجاه ابنته ، اما تلك المسكيبة أصبحت تصرخ وتنادي عليه على امل ان يعود ويفتح الباب ولكن لا جدوى فذلك الأب غلف قلبه بقسوة لا مثيل لها .

***باك**
كانت تبكي وتدعوا خالقها وتقول بصوت مرتفع :
_ يا رب مليش غيرك متسبنيش لوحدي يارب يارب

**************************
(بقلمي الشيماء)

كان يقود سيارته للذهاب الى احدى الملاهي الليلة التي تعود على زيارتها بعد انتهاء عمله اعتقادآ بأنها تنسيه بعضآ من همومه أوقفه صوت هاتفه ينبأه بوصول رسالة له ، توقف على  حافة الطريق ليقرأ الرسالة فوجدها من صديقه
" ليث انا بستناك بالمكان متتأخرش "
تنهد ببطئ ثم غير اتجاه  طريقه لرؤية صديقه فقد حان الوقت للتحدث معه
توقفت سيارته وخرج منها بحث عن صديقه فوجده يقف بأعلى المنحدر وينظر  لأمواج البحر القوية تقدم منه ثم تحدث باستهزاء
_ايه بتفكر تنتحر ولا ايه

غروب الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن