Part 5

1.8K 98 4
                                    



بعد مدة وبعد ان هدئت من بكائها ، كان لاشئ يسمع بينهما سوى نبضات قلبيهما مع انفاسهم وشهقات تخرج منها بسبب بكائها الطويل وكانت محرجة من تصرفها ومن دموعها التي سقطت امامه

الشعور بالبرد كان قد اختفى تماماً ، دافئة ، هي كانت دافئة بينما كانت لاتزال مدفونة بين احضانه.

لم تتحرك من مكانها ولم تحاول الانفصال او الابتعاد عنه، ولا تعلم كم مر من الوقت وهي قابعةً هناك بين يديه.

الدفء كان ينتشر وينتقل لجسدها من جسده ، هي غارقة تمامًا به اكسجينها كان رائحته، رائحته التي تهدىء روحها ، واستنشقت بحب رائحة عطره ولا رغبة لديها في تركه ، تريد البقاء هنا برفقته وللابد .

بوجه محمر ومرهق من كثرة الدموع رفعت رأسها تنظر له ومع تحركها رفع رأسه هو الاخر، ينظر في ملامح وجهها القريبة يتأكد من كونها بخير.

عيناه الجميلة ،عيناه التي تحبها كثيراً ،كانت تحب الطريقة التي تنظر لها فيها ،فكه العريض الحاد ، شفتاه ،انفه ، وجهه القريب منها هي كانت تائهة به الان.

كل شيئ به أصبح يستهويها،ليس لديها القدرة على ايقاف مشاعرها تجاهه.

قلبها لا يهدأ عندما يراه وترتجف روحها أمامه وبكل تأكيد هي كانت واقعة له.

ابتعدت هي عنه اولاً تاركه بعض المسافة الامنة بينهما كانت تحتاجها ،تحتاج أن تهدأ قبل ان تضعف وتعترف له بالحب

وبدأ الدفئ يغادرها منذ ان ابتعدت عنه وقلبها لم يكف عن النبض منذ حضوره تشعر به وكأنه سينفجر داخل صدرها ، لدرجة خوفها من ان يكون قد سمعها.

هو لم يتكلم لكن عيناه كانتا تتحدثان ، كان هناك الكثير مما يود قوله ، تنفسه المضطرب وجسده المتطلب ونظرته نحوها كشفت عن كل شي عن مدى حبه ورغبته بها وبما انها في حال اصعب منه لم تستطع فهم اي مما اراد ايصاله لها ..

كان الوضع بينهم ساكن ولاتزال تحاول السيطرة على قلبها حتى شعرت به عاد يقترب منها واخرج هاتفه واضعاً اياه في يديها
:هيا تحدثي مع والدتكِ.
:استطيع الحديث معها من هاتفي.
:كم رقمها ؟

بنبرة حاسمة حتى لا تجادله وكأنها تستطيع ، ادخلت الرقم وبنفسه ضغط لها على زر الاتصال وعندما كان على وشك النهوض ومنحها بعض الخصوصية اوقفته .

:بأمكانك البقاء.

اليس بقولها وضحت له كم هي تشعر بالامان معه ،وحتى لو علم المهم كان بقائه عندها.

ان لم يكن أنا من كنتِ ستحبين.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن