Part 19

1.8K 89 24
                                    




كانت تتحرك في سريرها بملل ، تتقلب لعدم مقدرتها على النوم كباقي لياليها السابقة.

كل ليلة وبمجرد أن تضع رأسها لتنام تذهب أفكارها إليه رغماً عنها.

ظّلَ صدى صوته يتردد في أذنها.

تسخن وجسدها يشتعل وهي تتذكر كلماته مع لمساته.

تشعر به وكأنه لايزال بداخلها، متصلاًن معًا.

لقد كانت تذكر بوضوح كل ما عاشته معه في ذلك اليوم ، لطفه معها طوال الليل بعد انتهاء جِماعهم عندما كان يمسح على شعرها وجسدها،يهدئها بيديه ويعتذر إن كان قد ألمها دون أن يشعر،ولم يتركها أو يبتعد عنها حتى ناما معًا.

كل تفصيل لمِا حدث في تلك الليلة لا يغيب عن بالها.

حضنه ورائحته وروعته وكل مايتعلق به

تفتقده ولا يمكنها تحمل ذلك ،تشعر وكأنها ضائعة في الظلمة بدونه، والامر لا يحتمل لانها في حاجة إليه.

كانت تنتظره ولم يأت كالمعتاد.

اسبوع مر والاخر سينقضي منذ أن كانت معه ولم تسمع عنه منذ ذلك اليوم وكل ما تفعله هو إكمال عملها والعودة بسرعة إلى سريرها خوفًا من مقابلته .

لا تريد لقياه ولو بالصدفة ،لاتستطيع مواجهته وهي ضعيفة هكذا،هي بغاية الضعف الان .

  قلبها يبكي كل ليلة لانها تتخيل قدومه ، تتخيله يأتي ويبحث عنها. 

ان يفتح باب غرفتها ويحملها ، يأخذها إلى اين لا تعرف لكنها تريده.

أمر بُعدِه عنها يمزقها.

كانت تبكي شوقاً مثلما تبكي ندماً كل ليلة.

لا تستطيع العودة لذاتها ولا تسطيع المضي قدمًا ونسيانه.

في لحظات كثيرة من الضعف كانت تود الذهاب إليه ، ان تعود له وإلى أحضانه لكنها سرعان ما تتراجع وهي توبخ نفسها.

تعود بصفة ماذا وعلاقتها معه لا يمكن تسميتها ،لقد كانت علاقة سيئة ومريضة ، ولهذا كانت غاضبة من نفسها لأنها وجدت أنها بدأت تتقبل وضعها معه.

لم تعد تعاتب نفسها كثيراً على ما يحدث بينهما ، بل كانت تبتسم أحيانًا كلما تذكرته ،وجدت نفسها تتقبل سوء تصرفهم وكان هذا خطأ جسيمًا بالنسبة لها.

بعد عودتها وفي الليلة التالية كانت هي المريضة ، أصابتها الحمى لعدة أيام ، وجعلها ذلك تضحك كلما شعرت بالألم من سخرية القدر، لقد كان مضحكا حقاً لانه هذه المرة قد تحققت أمنيتها سريعاً.

ان لم يكن أنا من كنتِ ستحبين.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن