Part 17

1.7K 87 16
                                    






كانت هي التي سقطت على الارض ونظرت إليه وراقبت ملامحه بعدم تصديق ، تتسائل هل هي تراه امامها الان أم تلك محض اوهامها ؟

أقترب منها وانحنى وساعدها حتى وقفت بثبات على قدميها وبمجرد وقوفها وشعورها بلمسته أدركت بأنه حقيقة.

حقيقة وجوده وحقيقة عودته.

جاء بعد طول غياب ، عاد بعد يئسها من قدومه.

عاد بعدما تخطته،وفات الاوان هذه المرة.

هي لاتعلم اي المشاعر أظهرت له أولاً ،أي الوجوه اتخذت أمامه مشاعرها.

فرحها أم حزنها ، شوقها أم غضبها.

ولا يجوز الاشتياق له وهو من فضل الفراق على ان يكون معها .

لكنه لم يمنحها فرصة أكثر للتفكير بمجرد وقوفها جذبها إليه ،قربها نحو جسده سريعًا في عناق، عناق يشبه الكلمات، يشبه اعترافات الحب الصامتة.

افتقدك ، أُحبك، أريدك.

ولم يكتفي بذلك بل همس في اذنها بكلمات شوقه وجعلها بكلماته ترتجف .

هي لم تبادله العناق من شدة تولعها به بل تمسكت حتى لا تسقط من طولها أمامه ، هذا هو السبب ، عليه ان يكون هذا.

يحتويها بصدره ، ملفوفة بين يديه ،وينادي باسمها وبشوقه الكبير لها.

يرددها باستمرار وكانه يعينها، بينما كل ما اراده هو اضعافها.

لكنه قد عاد.

حبيبها عاد أخيراً ، حب حياتها أتى من جديد ، رجلها الوحيد الذي لم يكن يوماً لها .

كانت تقضي أيامها وهي تتخيله يعانقها هكذا ، يناديها بصوته .

تستشعر أنفاسه ، تستنشق رائحته ، تقترب منه الى حد الالتحام به.

حنينها له وشوقها الكبير وضياعها من دونه ،كل ذلك جعلها تذوب بين يديه دون ان تفكر مجددًا فيما حصل بينهما .

حتى تلك الوعود التي قطعتها على نفسها لايام طويلة بإبعاده عنها.
وعدها بأنه حين يعود سيجدها بقلب مختلف قد حُطمت امامه.

كانت الاخرى تقف مصدومة لما يحدث أمامها من منظرهما يحتضنان بعضهما البعض بإحكام  ويصدران اصوات تأوهات حب وهمسات لم تفهمها لكنها وصلت إليها ، غير مدركين بأنها لا تزال واقفة معهم وبلا اهتمام لمكان وجودهم .

ان لم يكن أنا من كنتِ ستحبين.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن