الفصل الرابع والعشرون

3.2K 228 13
                                    

الفصل الرابع والعشرون

(عندما يسألونك عني
أخبريهم ،
بأنّي الذئب الذي لم يتمكنوا من قهره
والصوت الذي لم يتمكنوا من إسكاته
والروح البريّة الحرّة التي لم يتمكّنوا من ترويضها،
أخبريهم،
بأنّهم عندما توقّعوا هلاكي في وجه العاصفة الضارية
بأنّي أنا كنت تلك العاصفة التي دمّرتهم وإقتلعتهم من جذورهم،
بعثرتهم وشتتتهم وأفنتهم.
أخبريهم....)

طرقت باب غرفته وإنتظرت إذنه بالدخول، فتحته ودخلت عليه عندما أذن لها، تشاهده يجفف شعره من أثر الإغتسال يرتدي بنطالاً قطنياً أسوداً، عاري الصدر، وحافي القدمين.

توغّلت داخل غرفته تتراقص مقلتيها بنظرات مضطربة موشّحة بالحزن والإرهاق، تشعر بالإنهاك، حتّى بعد أن تغذت منه ما تزال تشعر بشيئ غريبٍ يسيطر عليها.

كأنّ عروقها تحمل دماءً أكثر من قدرة إستيعابها.
كأنّ جسدها يحمل طاقة تفوق حاجته.

رمى المنشفة على حافّة الأريكة يتأمّلها حزنها النابض من مقلتيها بقلق،
لا يستوعب سبب هذا التغيير المفاجئ، يرى سديم أخرى مختلفة تماماً عن سديمه وسديم الظلمات، هذه السديم تعاني من أثار الظلمة التي كانت غارقة بين براثينها، بروح منكسرة وقلب ممزق، نظرتها المنطفئة تحمل بجوفها همّاً لا تحمله الجبال وروحها ما تزال تحمل أثر الرماد الذي إنتفضت من تحته، تئن من أوزار ما أقدمت على فعله، سديمه جريحة القلب والروح، وتحتاج للوقت كي تتعافى وتعود اليها ضحكتها الطليقة وإبتساماتها البريئة ولكن يبقى الخوف بأن لا تتمكن أبداً من إستعادتهم.

 سديم الباروك ، عرافة الألفا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن