الفصل الثاني عشر

4.3K 242 8
                                    

الفصل الثاني عشر

هذه المرّة تحوّل داغر منذ لحظة نزل من السيّارة، رافضاً ترك سديم تحت رحمة جوان، خاصّة أنّه فقد ثقة فادي بعد أن تجرأ ووقف بوجهه من أجلها.

فادي تجرّأ ووقف بوجه الفاه من أجل ساحرة وهذا الأمر لا يدل الاّ على ضعف ولائه له وإستعداده للإنقلاب عليه عند أي منعطف.

جلس ذئب داغر تحت ظلال شجرة الشربين بقرب المنزل يراقب سديم وجوان يقومان بتنفيذ بعض التعاويذ السحرية،
فادي يجلس عند أعلى السلالم يجول بنظره بينهم، غارقاً بخجله وخزيه، داغر لن يغفر له بالساهل، لن ينسى له هفوته التي قام بها بلحظة تهوّر في سبيل حماية إمرأة لم يقابلها سوى مرتين، ومما زاد الطين بلّة أنّها كانت تهدد أنثاه بالموت.....

مسح على صفحة وجهه يزفر نفساً طويلاً كان محقوناً بصدره يشتم نفسه وتلك اللحظة التي تجرأ فيها ووقف بوجه الفاه....

حدّقت جوان بسديم بصدمة، لا تستوعب ما تفوّهت به الأخيرة، إذ حتّى اللحظة ما تزال لا تستسيغ حقيقة أنّها عرّافة وهامسة للطبيعة في آن معاً،
إذ هذا الأمر ليس نادر الوجود فحسب بل يستحيل حدوثه، إذ السحرة يولدون ذات هبة واحدة تتفاوت بين ساحر وآخر،
منهم من تكون هبته قوية ومنهم متوسطة ومنهم ضعيفة بالكاد ملموسة،
أمّا ما تراه أمامها الآن هو عرّافة ذات هبة فذّة، وهامسة للطبيعة لا تقل عنها بالقوّة والمتانة والآن تسألها كيف يمكنها أن تتأكد ما إذ كانت زائرة أحلام؟

 سديم الباروك ، عرافة الألفا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن