قال أحد الحكماء إن القرارات لا تُختبر صحتها إلا بعد أربع وعشرين ساعة، استيقظت《حواء》بذهن صافٍ وبال رائق مضى في أثرهما بسمة هادئة؛ فتأكدت أنها قبضت على زمام قرار صحيح، لا يزال الفراش الكبير يحمل آثار رجل أعتاد النوم فوقه حتى أول أمس، أزعجا ذلك، أرادت صباحًا خاليًا من الماضي؛ بارزت رائحة عطره بسلاح التجاهل.
لم تبد السماء هي نفسها، ولا الشمس ولا السحاب، حتى رائحة الهواء بدت مختلفة، وكأن الربيع كسا الكون فجأة.. لكن عيون الناس أيضًا كانت مختلفة، وكأنها تستكثر عليها هذا الربيع، تلاقت نظراتها بنظرات شفقة بعيني جارتها، أو لعلها سهام الشماتة، لا تعرف ولا تهتم بأن تعرف؛ أعرضت عنها تولي وجهها شطر السماء المزدانة يلون الشروق، الشمس تموت مساء، ثم تولد في اليوم التالي لتمنحنا آمالًا صغيرة، تولد معها من جديد، تركت شرفتها ثم غرفتها، حال البيت على ما هو من فوضى؛ نتجت عن الساعات المجنونة التي قضتها برفقة صديقاتها ليلة أمس.-《حفل طلاق》!
نطقت بها ثم ضحكت
وهي ترسل شعرها من قيده، وتتوجه إلى الحمام للترك للماء مهمة أنعاشها.
لا تحب اللون الأحمر، لكنها خرجت من الحمام وقد صبغت شعرها بالكامل بلون ناري، بدأ كشعر كائن اسطوري أسكره الماء فأخذ غفوة، تركت للمجفف الكهربائي مهمة أيقاظه.
قطعة كيك، وحلوى شرقية ملأت طبقًا متوسط الحجم، وزجاجة مياه غازية، كان هذا هو فطورها، أجهزت عليه لتبدل ثياب النوم بأخرى تصلح لمعركة اليوم .
جيب واسعة سوداء يعلوها قميص أبيض، وحجاب هو مزيج من اللونين، قطعة شطرنج يلعب فريقان فوق أرضها، الفرح، والحزن.. ستحدد بنفسها اليوم الغالب والمغلوب.. نظرت إلى نفسها في المرآة كمحارب يتمم على زيه وسلاحه قبل ملاقاة العدو.
قبل أن تخطو خطوة واحدة خارج البيت نزعت من بنصرها الأيسر قيدًا ذهبيًا يطوقه منذ ثلاثمئة وخمسة وستين يومًا، دسته في حقيبة يدها.. وخرجت للحرب.
أنت تقرأ
ثاني أكسيد الحب
Genç Kız Edebiyatıأقتربت من الصخرة، كان منحنيًا وكأنه يبحث عن شيء مفقود.. اقتربت منه اكثر، وأكثر فأكثر.. نظرت الى الرمال اولًا، الى موضع نظراته، لم اجد شيئًا، رفعت عيني ببطء الى وجهه، عيناه مفتوحتان لكنهما لا تريان عالمنا هذا، هززته بفزع فمال الى احد جانبيه لا حول له...