في أرض الأذى ، مقرّ كلّ ما هو خبيث و وضيع ، ذلك المكانُ الموحش ، ذو الأراضي المتجمدّة تحت الغيوم السّوداء ، و بين الجبال الجليديّة ، داخل ذلك القصر الضّخم ذو البرودة القارصة ، تُحاكُ مكيدة أقلّ ما يُقالُ عنها دنيئة كالّذي يُخطّط لها . .
- سيّدي ، هل حقًّا تنوي الانتقام من الآسغارديين ؟
- أجل يا غولم ، سنأخذ بثأرنا و ثأر ملكنا الذي قُتل على أراضيهم.
قال ذلك ملك و زعيم عمالقة اليوتن ، لمُساعده و يده اليُمنى 'غولم' أثناء جولة في حدود قصره . .
- لكن يا سيّدي كيف سنقتحم آسغارد ، أنت تعلم . . نحنُ لا نكون بكامل قِوانا دون 'الكاسكيت' ، سيحدُث لنا مثل ما حدث في المرّة السّابقة . .
- و من قال أنّنا سنقتحمُ آسغارد ؟
- ماذا ؟ و لكن كيف سنثأرُ دون غزو مملكتهم ؟
ضحك الملك على سؤال مساعده ، ثمّ توقّف عن المشي ليلتفت إليه بابتسامة جعلتهُ يجفل في مكانه..
- أنتَ مُضحكٌ يا غولم ، ألم تكُن شاهدًا على حواري مع أميرهم المُبجّل ؟
- في الواقع . . أجل . . لكن . .
لم يفهم غولم المغزى وراء سؤال سيّده . .
- لقد خيّبت ظنّي يا غولم ، على كلٍّ أنا لا أنوي تدمير آسغارد عن طريق غزوها . . بل أنوي تدميرها من الدّاخل ، دون أن تُذرف قطرة دمٍ واحدة من شعبنا . .
لا زلت لا تفهم قصدي ، صحيح ؟- لا ، ليس بعد . .
قال غولم الذي أنزل نظره للأرض كونَه لا يزالُ جاهلًا خطّة سيّده . .
- لقد زرعتُ بذور الشّك . . زرَعتُها في قلب أميرهم صاحب المطرقة ، و أنا مُتأكّدٌ أنّ هذه البذور ستنمو و تصل لمرحلة لا يُمكِنهُ ردعُها ، و هذا ما سيخلُق توتّرًا بين أُمراء آسغارد ، ممّا سيسبّب زعزعةً في الحُكم ، و بالتّالي إصابة مملكتهم في الصّميم ، وهذا ما أسعى إليه . .
فتح غولم فاه بصدمة دون إدراك على مخطّط سيّده . .
- سيّدي أنتَ عبقريّ لكن . . ألم تقُل أنّنا سنستعيدُ ما يخُصُّنا . . ذلك الكاسكيت . . ؟- لم أكُن أقصدُ الكاسكيت يا غولم . .
قال ملك يوتنهايم ، لتزداد حدّة نظراته و تشتدّ قبضتهُ على ذلك الصّولجان الذي يحملُه ، ثمّ يكمل . .
- أقصد ابن لاوفي ، أُريدُ ذلك الخائن . . ذلك الخائن الذي قتل ملِكنا ، سأجدُ طريقة للوصول إليه وقتله لتخليص شعبنا من عاره ، و لو كلّفني ذلك حياتي . .--------------
Heather's p.o.v
خلال نهارٍ شاقّ مليء بالعمل الذي لا ينتهي ، حملتُ نفسي و نزلتُ إلى حديقة القصر لأحظى ببعض السكينة و الهدوء وحدي ، أو بالأحرى لأتهرّب من العمل لبعض الوقت دون أن يشعُر أحد ، فالملكة غير موجودة في القصر ، نظرًا لأنشغالها الدّائم . .
أنت تقرأ
الأميرُ الأسغارديّ 𝐓𝐡𝐞 𝐀𝐬𝐠𝐚𝐫𝐝𝐢𝐚𝐧 𝐏𝐫𝐢𝐧𝐜𝐞 II
أدب الهواة" إذا كان الجميعُ يرى ثور كالشّمسِ التي تُنيرُ سماءَ آسغارد بما فيهِم أودين ، فأنا أراكَ كالقَمَرِ الذي يُنيرُ ظُلمَتَها في اللّيل ، و إذا كان الجميعُ يُفضّلُ أخاكَ بما فيهِم والدَك ، فأنا أُفضّلُكَ أنت ، و لو كُنتُ مكان أودين لجَعَلتُكَ مَلِكًا من...