احتد النقاش بينهما وكاد العجوز أن يضرب حازم لولا .......، تلك كانت نهاية الجزء الماضي
كاد العجوز أن يضرب حازم لولا أنه رأى دلال تقترب منهما وتقول وهي تبتسم وتتهادى في سيرها:
مرحبا بك يا أبا حازم، ها قد جمعتنا الصدفة من جديد، كنت ذاهبة لكي أبحث عن بيت أسكن به تلك الفترة، وأثناء سيري سمعت صوتك، فقلت ما المشكلة إذا أتيت لأسلم عليك ثم أتابع البحث.
فقال لها في هدوء بعكس غضبه منذ قليل:
لا عليكِ يا دلال، إذا أحببتِ يمكنك البقاء عندنا، أعرف أن منزلنا لا يليق بكِ ولكن......
لم يدعه حازم يكمل كلامه، حيث أنه قاطعه قائلا في غضب:
ماذا؟، بأي حق ستظل في منزلنا؟، نحن لا نعرفها، فقط لأنها أعطتك تلك الهدية ستجعلها تسكن عندنا؟، لا لن أسمح بذلك يا أبي، وأنتِ أيتها الفتاة اسمعيني جيدا: خذي هديتك تلك واذهبي من هنا فورا، وإلا أقسم لكِ بمن خلق الكون كله أنني لن أدعك تعيشين في سلام ما دمتِ في هذه البلدة.
بكت دلال بقوة وهي تقول:
لكنني لم أقل أنني سأعيش معكما، سأذهب الآن.
فقال لها حازم وكان لا يزال غاضبا:
إذن لا تنسِ أن تأخذي هديتك تلك معك وأنت ذاهبة.
فنهره العجوز قائلا في ضيق:
يكفي ما قلته يا حازم، دلال لن تذهب من هنا، وستعيش معنا في منزلنا تلك الفترة.
فقال حازم في تهكم:
وبأي صفة ستظل عندنا يا أبي؟
فقالت لهما دلال في حزن:
أرجوكما لا تتشاجرا بسببي، أنا سأذهب الآن ولن أعود مرة أخرى.
فقال لها العجوز:
انتظري قليلا يا دلال وأرجوكِ لا تقولي أي شيء.
ثم نظر إلى حازم وهو يقول في غلظة:
دلال ستبقى هنا بصفتها ضيفتنا.
فقال حازم ساخطا:
ولكن.....
قاطعه والده قائلا في قسوة:
لن أقبل أي نقاش في هذا الموضوع بعد الآن يا حازم، تفضلي يا دلال.
فقالت دلال وهي تنظر إلى الأرض في خجل:
ولكن......
فقاطعها قائلا في حدة:
ماذا قلت منذ قليل؟
فوافقت دلال وشكرته ثم قالت في نفسها:
والآن سأبدأ اللعب معك أيها العجوز، أما أنت يا حازم فيجب أن أتخلص منك، فأنت حقا قد أزعجتني كثيرا، ولكن علي أن أصبر قليلا كي أفكر فيما يمكنني فعله معك، ستعرفان من أنا، ولكن اصبرا فالوقت كفيل بأن يخبركما من أكون.
عاشت معهما دلال فترة تحسنت فيها حياتهما المادية كثيرا، أو دعوني أقول أن حياة العجوز هي التي تحسنت، أما حازم فقد رفض ذلك التغيير وقرر أن يعيش كما تعود، وكانت تلك الفترة مفعمة بالمشاجرات بين حازم وأبيه والتي كانت هي سببها بالطبع، حتى أتى يوم قرر فيه حازم أن يفعل شيئا بخصوصها، فذهب إليها وقال لها:
لقد رحل الزوار فلماذا لم تذهبي معهم؟
فقالت له في برود:
هذا ليس من شأنك يا حازم.
وقبل أن يقول أي شيء تظاهرت بالبكاء، فقد رأت العجوز يقترب منهما، فلما رأته قالت له:
أنا لم أعد أحتمل يا عمي، لقد تعبت كثيرا من أهاناته لي كل يوم، أنت تعرف أنني أفعل ما في وسعي لمساعدتكما، وهو يبذل قصارى جهده لكي يذلني.
فقال لها حازم في غضب:
نحن لم نطلب منك شيء، وهيا من فضلك اذهبي.
فقالت في استعطاف وهي تنظر إلى العجوز:
لماذا يريد أن يطردني من منزلك، أنا لن أذهب إلا إذا طلبت مني أنت ذلك.
قالت ما قالته ثم ابتسمت في خبث دون أن يراها أحد منهما، فها هي الآن قد أشعلت شرارة بينهما وستصبح بعد ذلك نارا يحترقان فيها سويا.
فنظر العجوز إلى حازم في غضب وقال له:
دلال لن تذهب من هنا أبدا يا حازم، سواء قبلت بذلك أو لم تقبل.
فقال حازم له في دهشة:
لماذا يا أبي؟.
فأجابه والده بكل بساطة:
لأنني سأتزوجها.
صدم حازم بشدة من حديث والده وقال في ذهول:
ستتزوجها؟.
تُرى هل سيتزوجها حقا؟
وماذا سيفعل حازم؟
وماذا ستفعل هي؟
سنعرف كل هذا في #الجزء الثالث والأخير.
أنت تقرأ
الواقع في خيالي
Ficção Geralهي عبارة عن مجموعة قصصية قصيرة متنوعة بقلمي، تحكي الواقع من منظوري أنا، فترى هل ستعجبكم؟ ربما وربما لا، فجواب هذا السؤال متروك لكم أنتم، ميعاد النشر سيكون أسبوعيا وتحديدا يوم السبت.