في البداية رفضت، ولكنها اضطرت إلى الموافقة بعد ذلك.
تلك كانت نهاية الجزء الثاني.
وصلت إلى بيت ذلك الرجل، ورحب بها ترحيبا كبيرا ثم قال:
انتظري قليلا سيأتي الجميع بعد قليل، تعرفيهم ثم ترتاحي.
وبالفعل جاءوا بعد قليل، كانوا فتاتين وأمهما، إحدى الفتاتين كانت في نفس عمرها تقريبا، والأخرى كانت صغيرة، فعرفها عليهم وأخبرهم أنها ستعيش معهم دائما.
في البداية تعجبوا كثيرا من قراره المفاجئ، فأخبرهم بقصتها وأنها ليس لها مكانا آخر لتذهب إليه، فاقتنعت الأم ببقائها، واستقبلتها بحفاوة، وفرحت الفتاتان بوجودها.
عاشت معهم وكانت تشعر وكأنها في بيتها، وبالطبع لم تتوقف عن الدراسة، فكانت تذهب مع الفتاتين إلى المدرسة.
مرت الأيام طبيعية وازداد تعلق الجميع بتلك الفتاة، إلى أن جاء يوم غير حياتهم كثيرا، فبينما كانت الفتيات تلعبن، وقعت تلك الفتاة على رأسها من أعلى السلم، وبسرعة أخذوها إلى المشفى، وكانت بحاجة إلى دم، فتبرع ذلك الرجل لها، ونجحوا في إنقاذها، وعندما فتحت عينيها ظلت تنظر إلى كل من حولها في دهشة ثم قالت:
من أنتم؟ وأين أسرتي؟ ولماذا أشعر بألم شديد في رأسي؟
صدم الجميع من كلامها، فاستوعب الرجل أنها قد فقدت ذاكرتها، فقال لها:
بمرور الوقت ستعرفين كل شيء، ولكنك الآن تعيشين معنا.
ولم يدع لها فرصة للتحدث فقال:
عليك أن تصبري.
ولما عادوا إلى المنزل، أخبرتهم عن أبيها وأمها وأختها الكبرى التي كانت تبحث عن عمل، فكانوا ينصتون إليها جيدا، وقرروا أن يساعدوها على التذكر، فكانت تستجيب أحيانا.
كانت أحيانا تجلس وترسم عائلتها، وفي يوم رآها الشخص وهي ترسم،فقال لها:
ماذا ترسمين؟
فأجابته قائلة:
أرسم أبي وأمي وأختي.
وما أن وقع بصره على صورة أختها حتى تذكر شيئا مهما.
تُرى ماذا تذكر؟
وما هي علاقة الفتاة بتلك الأسرة التي تعيش معها؟
هذا ما سأقوله لكم في # الجزء الرابع والأخير.
أنت تقرأ
الواقع في خيالي
Ficção Geralهي عبارة عن مجموعة قصصية قصيرة متنوعة بقلمي، تحكي الواقع من منظوري أنا، فترى هل ستعجبكم؟ ربما وربما لا، فجواب هذا السؤال متروك لكم أنتم، ميعاد النشر سيكون أسبوعيا وتحديدا يوم السبت.