صدم حازم بشدة من حديث والده ثم قال في ذهول: ستتزوجها؟ تلك كانت نهاية الجزء الثاني.
ستتزوجها؟، كيف هذا يا أبي؟، إنها فتاة صغيرة، فكيف تقبل بذلك؟
فأجابه العجوز قائلا:
حسنا، أتقبل أنت الزواج بها؟، بالطبع لا، لذلك قررت أن أتزوجها الآن يا حازم، وهذا قرار نهائي لا رجوع فيه.
وبذلك لم يدع لحازم فرصة لقول أي شيء، وبالفعل تم الزواج في وقتها، وكانت هي تعيش لحظات سعيدة وممزوجة بالانتقام، وقالت في نفسها:
ها هي الخطة قد بدأت في نجاحها.
قرر حازم ألا يسكت عن كل هذا، ولكنه فضل الصبر على أن يفعل شيئا من الممكن أن يندم عليه فيما بعد.
عاشت دلال أياما تخطط كثيرا لكيفية التخلص من حازم، وكانوا قد انتقلوا إلى بيت كبير قد اشترته، في البداية رفض حازم، ولكنه تيقن خطورة دلال على أبيه إذا تركهما وحدهما، لذلك وافق على الذهاب معهما.
كانت تفكر في طريقة لتتخلص بها من حازم فعزمت على فعل شيء لم يتوقعه أحد، ففي يوم من الأيام ذهبت إلى العجوز وهي تبكي وتصرخ وتقول له:
أرجوك ساعدني أنا خائفة جدا.
فقال العجوز في قلق:
ماذا حدث يا حبيبتي؟، لماذا أنتِ في هذه الحالة؟
فقالت في ادعاء:
أنني خائفة من ابنك، إنه مجنون حقا، لقد حاول أن يقتلني، فقد طلب مني كعادته اليومية أن أخرج وعندما رفضت هددني بالقتل، بل لم يكتفِ بذلك، فقد ذهب إلى المطبخ لكي يحضر سكينا يعينه على قتلي، وبسرعة أتيت إلى هنا كي أخبرك.
لم يتمالك العجوز نفسه من الغضب، فذهب مسرعا إلى المطبخ، أما هي فكانت تشعر بسعادة بالغة، فها هي للمرة الثانية قد أشعلت شرارة الحرب بينهما، ولكنها هذه المرة ستقضي عليهما، لذلك قررت تنفيذ آخر جزء من مخططها الشيطاني.
وبالفعل كان حازم في المطبخ يبحث عن شيء ما، فتفاجأ بدخول والده وقوله في غضب وهو يصفعه:
أتريد قتل زوجة أبيك أيها المجنون؟، بل أنا من سيقتلك.
وفي الحال ضربه بسكين في عنقه.
سقط حازم على الأرض، وقبل أن يفارق الحياة قال لأبيه في تهدج:
ماذا فعلت يا أبي؟، لم أرد قتلها، بل لم أكن أفكر في أذيتها، كنت أريد أن أخلصك منها فقط، فمثلها لا يعرف سوى الاستغلال، أنا آسف يا أبي، فلن أستطيع أن أخلصك منها، فها أنا الآن ألاقي حتفي على يديك، ولكن عسى الله أن يخلصك منها ويسامحك على ما فعلت، أما أنا فسامحتك يا أبي.
ثم قال الشهادتين وفارقت روحه جسده.
في هذه الأثناء حضر رجال الشرطة إلى المنزل وقبضوا عليه بتهمة قتله عمدا لابنه، وبعد فترة ذهبت دلال لزيارته وقد ارتسمت على محياها ابتسامة الانتصار وقالت له في شماتة:
لقد أعطيتك كل شيء، وفي لحظة أخذت منك كل شيء، فماذا ستفعل الآن؟، إنك بحق غبي جدا، حذرك ابنك كثيرا مني، ولكنك لم تسمع منه، بل ذهبت وقتلته، هذه كانت لعبة مني كي أتخلص منكما دفعة واحدة، وذلك لأن لي حقا لم آخذه منك منذ زمن، وقررت الآن أخذه، وفعلا أخذته، بيدك قتلت ولدك، أتذكرتني؟، أنا دلال: تلك الفتاة التي طردتها من العمل فقط لأنها كانت تتأخر دائما، وما المشكلة؟، على كل حال لا أريد التحدث عن الماضي، فقد أخذت كل ما أريده منك، ولكن أخبرني: هل نفعتك الأموال؟، بالطبع لا، فعلى الرغم أنك قد ملكت كل شيء، ولكنك أيضا خسرت كل شيء.
وقبل أن تذهب كان قد قبض عليها من قبل الشرطة، فاعترافها كان مسجلا، وندم العجوز على ما فعله ولكن للأسف أحيانا الندم لا يجدي، وحكم عليهما بالإعدام، وخسر العجوز كل شيء.
تمت بحمد الله.
انتظروني في بصة أخرى.
أنت تقرأ
الواقع في خيالي
Ficción Generalهي عبارة عن مجموعة قصصية قصيرة متنوعة بقلمي، تحكي الواقع من منظوري أنا، فترى هل ستعجبكم؟ ربما وربما لا، فجواب هذا السؤال متروك لكم أنتم، ميعاد النشر سيكون أسبوعيا وتحديدا يوم السبت.