المجهول

103 56 4
                                    

كانت هناك أسرة بسيطة تتكون من أربعة أفراد: أب وأم وابنتان، كانت حياتهم بسيطة ولا يفكرون في شيء سوى إرضاء ربهم، وأغلى ما كانوا يملكونه هو حبهم لبعضهم البعض، فربى الأبوان ابنتيهما وكانا لهما مثلا أعلى وقدوة، وعلماهما الكثير من الأشياء المفيدة، وعوداهما منذ الصغر على عبادة الله سبحانه وتعالى وحفظ القرآن الكريم والمداومة على الصلوات الخمس، فهما بحق مثلا أعلى يقتدى بهما، ونتيجة لذلك لقيا من ابنتيهما البر بهما، وكانا لا يريدان أكثر من ذلك، فكانا دائما ما يقولان: الحمد لله.

كانت الفتاة الكبرى قد أنهت دراستها وقررت أن تبحث عن عمل لتساعد أباها في تلبية احتياجات المنزل، وكانت الصغرى لا تبلغ من العمر سوى عشر سنوات، فقررت أن تساعد أمها في الأمور المنزلية بجانب دراستها.

وفي يوم من الأيام قالت الفتاة الكبرى لأبويها:

لقد وجدت أخيرا الوظيفة التي كنت أحلم بها، وسأبدأ من الغد بإذن الله.

ففرحا كثيرا وتمنيا لها التوفيق.

وفي اليوم التالي قال الأب لها:

سنأتي معك لنوصلك ولكن في البداية سنوصل أختك إلى المدرسة، وبعد ذلك سنوصلك إلى مكان عملك، ثم نذهب نحن لقضاء شيء مهم.

ولكن الفتاة الصغرى لم تكن تريد الذهاب إلى المدرسة في ذلك اليوم، وتلك كانت المرة الأولى التي تعترض فيها على شيء ولكنها لقيت منهم نظرة جعلتها تتراجع عن ما قالته، وذهبت معهم إلى أن وصلت إلى المدرسة، فودعتهم وذهبت.

بعد أن  ذهبت الفتاة سألهما الأب:

لماذا كانت لا تريد الذهاب إلى المدرسة؟

ظلوا يتناقشون في هذا الموضوع وفجأة اصطدمت سيارتهم، بشيء ما مما أدى إلى انقلابها على الفور، وما أن رآهم الناس حتى أسرعوا وأخذوهم إلى المشفى، ولكن للأسف قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فعندما وصلوا إلى المشفى أخبرهم الأطباء أنهم قد ماتوا.

علم جيرانهم بهذا الخبر فأسرعوا على الفور لإحضارهم.

انتهى اليوم الدراسي عند الفتاة الصغيرة ثم ذهبت إلى المنزل، وما أن وصلت حتى تفاجأت بما لم تتوقعه.

تُرى ماذا ستفعل؟

وكيف ستواجه ظروف الحياة بعد ذلك؟

وما هو تأثير تلك المفاجأة عليها؟

هذا ما سأقوله لكم في # الجزء الثاني من # المجهول.

الواقع في خياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن