المراهقة الصغيرة

117 60 6
                                    

ملحوظة:

تلك القصة تتكون من جزء واحد فقط، فأتمنى أن تستمتعوا بها.

.

كانت هناك فتاة مراهقة في سن السادسة عشر لا تفكر في حياتها إلا في المرح وما يشبهه، ولم يكن لديها أية صلة بكل ما هو جدي وواقعي على الرغم من نصائح أسرتها لها وإخبارهم إياها أن المزاح في غير وقته غير مقبول ومن الممكن أن يسبب لها الكثير من المتاعب، فظلت الأسرة تنصحها عشرات النصائح والمرات، ولكن بلا جدوى، أو كما نقول في بعض الأحيان لا حياة لمن تنادي، إلى أن جاء يوم وقررت هذه الفتاة أن تفعل شيئا مسليا من وجهة نظرها، وهو أن تخرج من البيت ليلا وتأخذ كل المفاتيح وتغلق الباب، وهي سوف تراقبهم من مكان معين بحيث لا يروها ويظلوا يبحثون عنها، ظنا منها أنها ستعرف إذا كانوا يحبونها أم لا، فاستعدت وخرجت من البيت، واختارت مكانا مناسبا لتختبأ فيه.

تتساءلون الآن: لماذا تفعل ذلك مع أنها لم تعد طفلة؟، ولكنني سأجيبكم بأنها لم تعتد تحمل المسؤولية منذ صغرها، وظلت تلهو وتلعب حتى كبرت، أما عقلها فلا يزال طفلا كما هو.

دعونا نعود إلى القصة.

بعد أن اختارت مكانا مناسبا للاختباء تذكرت شيئا مهما لم يخطر ببالها من قبل، كيف ستراقبهم والنوافذ مغلقة؟، ماذا ستفعل؟، إذا عادت إلى البيت فمن الممكن أن يشعروا بها.

ظلت تفكر لوقت طويل في حل لهذه المشكلة، وأثناء ذلك وجدت ما جعلها تفقد القدرة على الحركة والنطق لبعض الوقت، وجدت الجيران يخرجون من المنزل ويسرعون ومعهم جميع أسرتها، وذلك لأن البيت قد اشتعل به حريقا، فذهبوا جميعا إلى المشفى، فظلت تحاول اللحاق بهم وفي النهاية وصلت، وعندما رأوها قال أحدهم في حزن:

عندما كنت جالسا في منزلي، سمعت صوتا يصرخ ويطلب المساعدة، ورأيت دخانا يتصاعد من منزلكم، فذهبت مسرعا إلى هناك، وكان الجيران يحاولون كسر الباب، فساعدتهم على كسره، وعندما دخلنا وجدنا أسرتك كلها قد فقدت الوعي، فأطفأنا الحريق ثم جئنا إلى هنا، ولكن أين كنتِ في هذا الوقت؟

لم تنطق بكلمة واحدة إلى أن جاء الطبيب وأخبرهم بأن الجميع قد أصبحوا بخير، فذهبت إليهم مسرعة وقصت عليهم كل ما فعلته واعتذرت لهم عن ما بدر منها، ووعدتهم بأنها لن تفعل أي شيء إلا ويجب عليها أن تفكر في نتائجه.

فرح الجميع عندما رأوها قد تغيرت وعرفت ما يجب عليها الانتباه إليه، ثم شكرت الفتاة وأسرتها الجيران على المساعدة.

ومنذ ذلك اليوم أصبحت الفتاة مسؤولة عن تصرفاتها وأصبحت تفكر في العواقب قبل تنفيذ أي شيء.

تمت بحمد الله.

انتظروني في قصة جديدة إن شاء الله.

الواقع في خياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن