الجزء الثالث والأخير من رؤية تتحقق رؤياها.

37 4 0
                                    

وبينما هي تسير في طريقها، رأت شيئا غريبا جدا، تلك كانت نهاية الجزء الثاني.

رأت ثلاث قطط: اثنتين منهن رماديتين، والثالثة سوداء، في البداية لم تعبأ بهن،؛ فهي لا تخاف من القطط أبدا، ولكن ما حدث جعلها تكرهها بشدة.

تابعت طريقها إلى المنزل، وأثناء سيرها تذكرت كابوسها، فكانوا ثلاثة رجال التفوا حولها بنفس الشكل، وكان فيهم واحد يختلف عنهم مثل القطط تماما، ظلت تفكر في ذلك الكابوس، وسرعان ما تلاشت تلك الأفكار عندما رأت حجرا كبيرا ملقى في منتصف الطريق، فحاولت أبعاده، ولكن لسوء الحظ كان الحجر يقترب من القطط، فهي كانت تسير في الطريق الذي يقترب منه الحجر، ولكن رؤية قررت أن تزيح الحجر جانبا ثم تستكمل طريقها، فلما شاهدت القطط الاقتراب السريع للحجر منهن، التّفت حولها مرة أخرى: أما القطتان الرماديتان فلم تصنعا أي شيء، ولكن القطة السوداء أسرعت نحوها وهجمت عليها، ففعلت القطتان مثلها.

أما رؤية فأخذت تصرخ ليأتي أحد ويساعدها، فأنقذها منهن نباح كلب كان قريب منها، ففرت القطط وأسرعت رؤية إلى منزلها وهي تبكي، فلما رأتها والدتها بهذه الحالة، أسرعت إليها لتهدأها وتعقم الجروح التي سببتها لها القطط، فقالت رؤية وهي تبكي بشدة:

أنا أكره القطط، كنت أريد فقط إزاحة الحجر عن الطريق لكي لا يتعثر به أحد، فما ذنبي إذا كانت ورائي،؟

فقالت لها الأم:رؤية إن الحيوانات ليس لديهم عقل مثلنا، لذلك فهم لا يستطيعون أن يميزوا أي شيء.

وأخذت توضح لها ذلك الأمر، ففهمته رؤية ولكنها أصبحت تكره القطط.

صمتت رؤية قليلا ثم قالت وكانت قد تذكرت شيئا:

أمي لقد كانوا في حلمي ثلاثة، والقطط كانوا ثلاثة، و.......

قاطعتها الأم قائلة:

رؤية إن هذا كان كابوسا وانتهى، والآن هيا لتأكلي.

كانت الأم تحاول تهدئة ابنتها، ولكنها كانت خائفة عليها، ففضلت السكوت لترى ماذا سيفعل زوجها.

أخذت الأيام تمر، وفي كل يوم تسوء حالة رؤية أكثر من ذي قبل؛ فدائما ما تتحقق كوابيسها، ودائما ما ترى أولئك الثلاثة، حتى أصبحت تكره ذلك الرقم مثلما كرهت القطط، وكالعادة كان الأب لا يهتم بذلك.

وفي يوم من الأيام، رأت أن أحدا من الرجال الثلاثة واعتقدت أنه المقنع يرميها من مكان مرتفع، وكالعادة كان الأب لا يهتم والأم لا تفعل شيئا سوى البكاء خوفا عليها.

وبعد ذلك الكابوس بفترة، أعلنت المدرسة عن قيام رحلة، ففرحت رؤية كثيرا، وقالت لنفسها في أمل أن يكون ما تفكر به صحيحا:

ربما هذه الرحلة تنسيني كل ما يحدث معي.

وبالفعل ذهبت رؤية إلى الرحلة، وكانت تشعر بسعادة بالغة لم تشعر بها منذ زمن، ولما حان وقت العودة شعرت بالحزن لأنها ستعود من جديد لمواجهة كوابيسها والرجال الثلاثة التي لا تعرفهم ولا تعرف ماذا يريدون منها.

ولكن الحقيقة أن الرجال الثلاثة كانوا شخصيات قد شاهدتهم في فيلم كانت تشاهده، فكانت تفكر فيهم كثيرا حتى جاءوها في أحلامها بطبيعتهم الشريرة.

لم تستطع رؤية أن تنسى ما يحدث معها، لذلك قررت التعايش معه، ولكن مهلا؛ هناك شيئا غريبا: فكابوسها لم يتحقق بعد، ولكنها قررت أن لا تفكر أبدا.

ولكن لم يدم ذلك الهدوء طويلا؛ فبعد ثلاثة أيام، كانت جالسة على سطح المنزل في هدوء، وفجأة ظهرت قطة سوداء وأخذت لعبة من ألعابها، فغضبت كثيرا وأخذت تركض وراءها، وأثناء ذلك سقطت من أعلى السطح وماتت على الفور.

أما الأب والأم فحزنا كثيرا لفراق ابنتهما الوحيدة، ولكن هيهات لحزنهما، فقد كان قضاء الله قبل أن يفكر الأب في التصرف.

تمت بحمد الله.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 18, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الواقع في خياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن