الجزء الثاني من الأنانية تأخذ ولا تعطي

171 75 34
                                    

بعد مرور شهرين تقريبا تزوجت زينب من الشخص الذي لطالما أحبته، وكانت صديقتها أميرة معها لحظة بلحظة حتى تم الزواج، وبعده قالت لهما بسعادة:

مبارك عليكما زواجكما.

ثم نظرت إلى زينب وقالت:

حبيبتي احذري من فعل أي شيء متهور يؤدي إلى تدمير هذا الزواج.

ثم نظرت إلى زوجها وقالت له مثلما قالت لصديقتها، وأكملت قائلة:

أنصت إلي جيدا فأود أن أقول لك شيئا مهما: أنت الرجل لذلك عليك أن تستغل هذه الكلمة بشكل صحيح، وأنا لن أقول لكما أكثر من ذلك.

قالت ما قالته ثم حيتهما وانصرفت.

مرت الأيام والحياة تسير طبيعية بالنسبة للجميع، إلى أن جاء يوم وكانت أميرة تشاهد التلفاز، فسمعت أحدا يطرق على الباب بقوة، فذهبت لترى من بالباب، فإذا بها ترى أخت زوج زينب تقول لها بتعب من كثرة الركض:

تعالي معي بسرعة.

ولم تعطِ لأميرة فرصة لكي تتحدث فجذبتها بقوة لتذهب معها حتى وصلت إلى بيت أخيها، فدخلت ومعها أميرة، وكانت المفاجأة: فرأت زوج زينب يضربها بقسوة، فصدمت في بادئ الأمر، ولكنها بعد ذلك صرخت فيه قائلة:

ماذا تفعل يا مجنون؟، أبهذه الطريقة تنفذ نصيحتي؟، اتركها وإلا سترى مني ما لا يعجبك أبدا.

وبالفعل تركها وبمجرد أن فعل ذلك  سقطت على الأرض من كثرة ما تحملته من ضرب، وبعد انتهاء الموقف قالت أميرة بغضب:

لماذا فعلت هذا؟، أمجنون أنت حتى تضربها بهذا الشكل؟، هل هذا هو ما اتفقت عليه معكما؟، أخبراني ما المشكلة؟

وقبل أن ينطق زوج زينب بكلمة واحدة، قالت زينب بصراخ:

أنا لا أريد حلولا أريد فقط الانفصال عن ذلك الشخص.

فصرخ زوجها قائلا:

وأنا أيضا أريد الانفصال.

لم تستطع أميرة أن تقول أي شيء من هول ما تسمع، ثم قالت زينب في نبرة باكية:

مع بداية المشاكل بيننا تصرف معي بهذه الطريقة، فماذا سيفعل بعد ذلك؟

فقال زوجها:

لقد اتهمتِني بالخيانة فماذا كان يجب علي أن أفعل؟

فقالت في ثقة:

هذا غير صحيح فأنا لم أفعل ذلك ولكنني كنت أسألك فقط عندما وجدت صورة الفتاة معك، أنت من جعل الأمر يصل إلى هذا الحد عندما تصرفت معي بهذا الشكل وقلت لي أنك تكرهني، فلم أستطع تحمل كل هذا.

فقال في عناد:

نعم أنا أكرهك ولا أريد الاستمرار في هذه العلاقة، لا أستطيع أن أظل معك وأنتِ مليئة بالشك تجاهي.

فقالت في دهشة:

ولكنني كنت أسأل فقط، ولكن على كل حال لا أريد التبرير أريد فقط الانفصال.

وبالفعل تم ذلك وقال لها زوجها:

حسنا لك ما تريدين، أنت طالق.

على الرغم من حب زينب له ولكن هذا كان أفضل من البقاء معه.

كل هذا كان يحدث وأميرة صامتة تنظر إليهما وتفكر.

تُرى فيمَ كانت تفكر؟

الواقع في خياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن