الجزء الثاني من رؤية تتحقق رؤياها

26 4 0
                                    

وأخذت تقص عليهما كابوسها، تلك كانت نهاية الجزء الماضي.

رأيت أنني كنت أجلس مع أصدقائي نتحدث، ظللنا هكذا حتى قررنا أن نذهب إلى بيوتنا، وفي طريقي إلى المنزل، التف حولي ثلاثة من الرجال، اثنان منهما شكلهما مخيف خيل إلي أنني أعرفهما، ولكن لا أستطيع أن أتذكرهما، أما الثالث فكان يرتدي قناعا، لذلك لم أستطع أن أراه، التفوا حولي وقال أحدهم لي: علي أن آخذ الكثير منك، وقال الثاني: وأنا سأعطيكِ الكثير، وقال الثالث: أما أنا فسأنتقم منك، ثم قالوا معا في صوت واحد: وكل هذا سيحدث بسرعة وسنبدأ من الآن، ثم تعالت ضحكاتهم الشريرة التي ازداد بعدها خوفي منهم كثيرا، وشرع الشخص المقنع في نزع القناع عن وجهه، وقبل أن أراه، ضربني أحد الرجلين الآخرين بشيء على رأسي، وبعد ذلك استيقظت مذعورة، أنا خائفة جدا.

ولم تستطع أن تقول شيئا آخر بعد ذلك، حيث أنها بدأت في البكاء مرة أخرى.

كانت الأم تنظر إليها وهي تشعر بالقلق عليها، وكادت أن تقول شيئا لولا أن قاطعها الأب قائلا لابنته:

لا تخافي يا رؤية، فكما قلتِ هو كابوس، وها أنتِ بخير، والآن عليكِ أن تعودي للنوم مرة أخرى، فغدا ستذهبين إلى المدرسة.

فقالت رؤية له في خوف:

لا لن أذهب إلى المدرسة غدا، فهم بالتأكيد سيقتلونني.

فصاح الأب قائلا لها في غضب:

كفى يا رؤية، ما شأن المدرسة بكابوسك التافه هذا،؟ هيا عودي للنوم، ونحن سنتركك الآن، تصبحين على خير.

ثم خرج هو ووالدتها من الغرفة، وبمجرد خروجهما شرعت تبكي من جديد، وظلت هكذا لفترة طويلة حتى غلبها النوم مرة أخرى.

أما الأم فقالت له في عصبية:

لماذا تحمل بداخلك كل تلك القسوة،؟ أليست هذه ابنتك،؟ إنها كانت خائفة، فلماذا لم تحنُ عليها،؟ أنت لم تدعني أقول لها أي شيء يطمئنها.

فقال لها الأب:

كفانا اليوم، علينا أن ننام الآن، وغدا بإذن الله نفكر في كل شيء.

لم تستطع الأم ألا تفكر في رؤية، ولكنها فضلت السكوت حتى ترى ماذا سيفعل زوجها.

وفي الصباح ذهبت الأم إلى غرفة ابنتها لتوقظها، فوجدتها قد استيقظت منذ زمن، فأسرعت أليها واحتضنتها ثم قالت:

لا تخافي يا حبيبتي، فكل شيء سيصبح على ما يرام، ولن يصيبك مكروه إن شاء الله.

اطمأنت رؤية قليلا ولكن الخوف كان ما زال يراودها، فحاولت التغلب عليه وبالفعل نجحت في ذلك، فكانت في بداية اليوم خائفة، ولكنها بعد ذلك أصبحت لا تفكر في الكابوس حتى تناسته وكادت أن تنساه.

انتهى اليوم الدراسي واستعد الجميع للذهاب إلى منازلهم، وذهبت رؤية مع أصدقائها، وظلوا يتحدثون حتى ذهب كل واحد منهم قاصدا بيته.

وبينما هي تسير في طريقها، رأت شيئا غريبا جدا.

تُرى ماذا رأت؟

وهل سيتحقق ذلك الكابوس أم لا؟
كل هذا سنعرفه في الجزء الثالث والأخير.

الواقع في خياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن