الجزء الثاني من المجهول

84 53 10
                                    

وما إن وصلت إلى المنزل حتى رأت ما لم تتوقعه، تلك كانت نهاية الجزء الماضي.

وصلت الفتاة إلى المنزل فوجدت الجيران مجتمعين وتبدو على وجوههم علامات الحزن، فاقتربت منهم وسألتهم في قلق:

ماذا بكم؟ ولماذا تجتمعون في هذا المكان؟

فنظروا إليها ولم ينطقوا بكلمة واحدة، فكررت ما قالته مرة أخرى، وفي هذه المرة تطوع أحدهم وأخبرها بكل شيء، فما إن سمعت الفتاة ما قاله حتى شعرت بدوار شديد فكادت تسقط على الأرض لولا أن أمسكتها إحدى الجارات، وبعدها ظلت صامتة إلى أن ذهب الجميع.
بقيت وحيدة في المنزل فقد ضاع منها كل شيء، وهنا تذكرت أنها كانت لا تريد الذهاب إلى المدرسة صباحا، وتذكرت نظرة أسرتها إليها، وظلت تبكي بشدة وهي تقول:

في الصباح لا أعرف لماذا كنت أشعر أن شيئا ما سيحدث، لذلك كنت أفضل أن أبقى في البيت، كنت أشعر أنني سأخسر شيئا ما، ولكنني لم أكن أتوقع أن أخسر أغلى ما عندي.

كانت تتمنى أن تأتي أمها وتضمها وتقول: لا تخافي حبيبتي، فنحن معك، كانت تتمنى أن يكون هذا كابوسا وستفيق منه بعد قليل، ولكن بلا جدوى، وأدركت أن هذه هي الحقيقة لا محالة، فإذا قبلت بها أو لم تقبل فتلك هي الحقيقة، لذلك قررت أن ترضى بما كتبه الله لها، ثم ذهبت لكي تنام.

وفي اليوم التالي استيقظت على صوت أحد يطرق على الباب بقوة، فذهبت لترى من يكون، وما أن فتحت الباب حتى اندفع رجل إلى الداخل وقال لها في غلظة:

لقد مات جميع من في عائلتك، وأنا أريد الاستفادة من هذا البيت، أو بمعنى آخر سأبيعه.

فقالت الفتاة في توتر:

ولكن أين سأذهب؟ فأنا ليس لدي مكانا آخر أعيش فيه.

فضحك الرجل في سخرية ثم قال:

هذه مشكلتك أنتِ وليس لي دخل بها.

ثم دفعها إلى الخارج، فحاولت أن تقاومه ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل، لذلك اضطرت إلى الذهاب وودعت ذكرياتها في هذا المكان.

ظلت تمشي والجيران يرونها وكأنهم لا يعرفونها، فهم لم يعرضوا عليها فقط المساعدة، ولكنها لم تهتم وظلت تمشي حتى بعدت عنهم كثيرا، وفجأة ظهر مجموعة من الرجال أمامها، فحاولوا أن يخطفوها.

ظلت تجري وتصرخ، ولكنهم كانوا أسرع منها فاستطاعوا الإمساك بها.

حاولت الهروب منهم ولكنها لم تستطع، وقبل أن يتحركوا جاء شخص ما واستطاع أن يخلصها من تلك العصابة، مما أدى إلى غضبهم والتوعد لذلك الرجل.

أما الفتاة فشكرته كثيرا ثم ذهبت، فسار وراءها وسألها:

إلى أين أنتِ ذاهبة؟

فأجابته قائلة:

لا أعرف.

فعرض عليها أن تأتي وتعيش معه في منزله.

في البداية رفضت، ولكنها بعد ذلك اضطرت أن تذهب معه.

تُرى كيف ستعيش في هذا المنزل؟

وماذا سيحدث بعد ذلك؟

هذا ما سأقوله لكم في # الجزء الثالث

الواقع في خياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن