الجزء الثالث والأخير من الأنانية تأخذ ولا تعطي

138 68 28
                                    

كل هذا كان يحدث وأميرة تنظر إليهم وهي صامتة تفكر:

فتُرى فيمَ كانت تفكر؟

تلك كانت نهاية الجزء الماضي، أما الآن فسيبدأ الجزء الثالث والأخير.

لم تستطع أميرة أن تجد حلا مناسبا لما يحدث، لذلك اضطرت أن تأخذ زينب معها بعد أن أخبرها زوجها أنه سيرسل إليها ورقة طلاقها في أقرب وقت ممكن.

ذهبت زينب مع صديقتها إلى منزلها وهي تبكي، وعندما وصلتا إلى المنزل طلبت أميرة من زينب أن تهدأ لكي تفهم منها ما حدث، فقالت زينب في تعب:

أرجوكِ لا أريد قول أي شيء عن هذا الموضوع الآن.

ثم تركتها وهي تقول:

سأنام قليلا وعندما أستيقظ سأخبرك بكل شيء.

كانت أميرة تفكر في مصير زينب بعد أن تركها زوجها, وفجأة جاء ببالها خاطر شيطاني قائلا لها في خبث:

لمَ أنتِ حزينة هكذا؟ من الممكن أن يكون كل هذا من مصلحتك، لعله فعل ذلك مع زينب لأنه يحبك، زينب صديقتك، وهو حبيبك، وها هو الآن قد طلقها، فما المشكلة إذا فكرتِ في الارتباط به؟

ولكنها بعد ذلك عادت إلى صوابها وقالت في ارتباك:

ماذا أفعل؟، أأنا أتفق مع من دمر حياتها؟، لا لن أفعل ذلك أبدا.

ثم استعاذت بالله من الشيطان الرجيم.

ولكن ذلك الخاطر الخبيث لم يمهلها وجاءها مرة أخرى قائلا في جنون: لقد جننت أنتِ بذلك تضيعين على نفسك فرصة ذهبية إن ضاعت منك فلن تعوض أبدا.

فظلت أميرة تصارع ذلك الخاطر ولكنها لم تستطع مقاومته فوافقت وذلك لأنه استطاع إغراءها بحبها لذلك الشخص، وللإسف استطاع ذلك الخاطر أن يقنعها بما يريد، حتى أنها قالت في امتنان:

أشكرك أيها الخاطر، معك حق، فزينب صديقتي، أما هو حبيبي، الآن سأتحدث معه.

لم تشعر أميرة في هذا العالم الذي رسمته في خيالها إلا وزينب تضربها ضربة قوية على وجهها وتقول لها في صراخ:

لم أتوقع منك ذلك، لقد كسرتِ ثقتي بكِ للمرة الثانية.

ثم ذهبت وهي تبكي، فقالت أميرة في دهشة:

ماذا حدث؟، هل سمعتني؟، ولكن كيف؟، لقد كنت أتحدث بيني وبين نفسي.

فخيل إليها أن زينب تقول لها:

لقد سمعتك وأنتِ تتحدثين، لإنه في الحقيقة كان صوتك عالٍ للغاية، سأذهب ولكن قبل ذلك أريد أن أقول أني أكرهك كثيرا.

وقبل أن تقول أي شيء سمعت زينب تناديها وتقول لها بصوت عال:

أميرة ماذا بكِ؟، هل أنتِ بخير؟

فجأة وجدت أميرة نفسها تجلس بجوار زينب فعانقتها وقالت:

الحمد لله.

ثم أخذت تبكي وهي تردد: الحمد لله.

كل هذا يحدث وزينب لا تفهم شيئا، فانتبهت أميرة لذلك وقصت عليها كل شيء، فأخبرتها زينب أن هذا ما هو إلا خيال، ثم قالت في تحذير:

ولكن احذري لأنك إذا فكرتِ في ذلك حقا، فلن أقبل ذلك وسأعتبرها خيانة منك لي ولن أسامحك أبدا.

فقالت أميرة والدموع تملأ عينيها:

لا يا زينب أنتِ صديقتي، أما هو فكنت أتوهم أنه حبيبي.

فقالت زينب في حزن:

كنت أعتقد ذلك أيضا، ولكن كل شيء انتهى الآن وكان هو من دمر كل شيء، على كل حال دعينا ننسى الماضي وهيا لنبدأ من جديد.

تمت بحمد الله.

انتظروني في قصة جديدة إن شاء الله.

الواقع في خياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن