ندم بعد فوات الأوان

770 30 0
                                    

من الممكن أن نحصل على كل ما نريده أن يكون ملكا لنا، ولكننا قد لا نصبح سعداء بعد ذلك، فربما يكون ما يرضينا سببا في دمار حياتنا، تلك هي بداية القصة.

كان هناك رجلا عجوزا يعيش في بيت صغير مع عائلته التي تتكون منه هو وولده الوحيد الذي كان في ريعان شبابه، أما زوجته فقد توفاها الله منذ أن كان ولده صغيرا.

كان ذلك العجوز لم يكن راضيا عن حياته البائسة التي كان يعيشها، لكن ابنه الذي كان اسمه حازم __والذي كان يتميز بالحزم حقا__ يخبره دائما أن دوام الحال من المحال، وأن الله معهما ما داما يطيعانه، ودائما ما يحثه على الصبر والدعاء بأن ييسر الله أمورهما، ولكن العجوز يظل ناقما ساخطا على حاله.

ظلا على هذا الحال فترة طويلة حتى يئس الابن من محاولة إرضاء أبيه، وكذلك يئس العجوز من نصائح ابنه، حتى أتى يوم تبدل فيه كل شيء.

ففي ذلك اليوم حضر مجموعة من الزوار لزيارة بلدتهم، وكانت معهم فتاة يبدو عليها الثراء، كانت تحاول التودد لسكان هذه البلدة، فلم يعبأوا بها باستثناء ذلك العجوز الذي اعتبر أن هذه الفتاة هي نقطة التحول في حياته، فعزم على فعل شيء أخفاه في قرارة نفسه وسنعرفه بمرور الوقت، وكانت هذه الفتاة أيضا تنوي فعل شيء قد أتت من أجله إلى البلدة وقررت هي الأخرى أخفاءه، أما حازم فكان تودد الفتاة إلى  أبيه يضايقه كثيرا، فعزم هو الآخر على فعل أي شيء لإيقاف ما سيحدث فيما بعد إذا تطور ذلك التودد وأخذ مجرى آخر.

كان أول لقاء جمع العجوز بالفتاة أثناء عودته من العمل، فلما رأته حيته قائلة في ابتسامة غريبة:

مرحبا أنا اسمي دلال.

__وكانت تتسم حقا بتلك الصفة__.

فبادلها التحية بدوره وهو يقول:

مرحبا بكِ في بلدتنا، أنا أدعى أبا حازم.

فقالت وهي تنظر إليه:

تشرفت بمعرفتك، سأبقى في بلدتكم أنا وجميع الزوار من أجل عمل كُلفنا به.

فرحب بها وقال مبتسما:

أتمنى أن تعجبكم بلدتنا.

فشكرته دلال ثم أعطته هدية وهي تقول في دلال:

سأراك مرة أخرى، إلى اللقاء.

ثم ودعته وانصرفت.

عاد العجوز إلى منزله وهو سعيد بتلك الهدية التي أعطتها له دلال، فلما رآها حازم معه قال مندهشا:

من أعطاك هذه يا أبي؟

فأجابه قائلا:

إنها فتاة تدعى دلال.

فغضب حازم بشدة وقال:

ولماذا أخذتها يا أبي؟، نحن لا نعرف تلك الفتاة ، فكيف سنردها إليها؟

فقال له أبوه:

ولماذا نردها إليها؟،لقد أعطتها لي بكل رضا وأنا لم أطلب منها شيء، واسمعني قليلا: حياتنا ستتغير كثيرا، وهذه الهدية هي البداية، تذكر جيدا )البداية(.

فقال حازم في هدوء بعد أن استوعب أن الذي أمامه هو أبوه:

لا يا أبي أنا لن أسمح بهذا أبدا.

ومن جديد احتد النقاش بينهما وكاد العجوز أن يضرب حازم لولا ما سنعرفه في الجزء الثاني.

الواقع في خياليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن