٩-رَحلَ

119 94 18
                                    


عِندما أخبرتُهُ بـ تَجرِبَتِي الفاشِلةُ مَع الأدويةِ قالَ أن مَا كُنتُ آخذهُ للهلوساتِ السمعيةِ

«إذًا كانَ الدیکستروميثورفان*
للهلوساتِ السمعيةِ...»

«نَعم للتَخَلُصِ مِنكَ»
هل قُلتُ رَحلَ؟
كانَ يَنتظِرُني في الغُرفةِ فَحسب

«ومَا أعطاهُ لكَ؟»
«ليسَ قويًا كفايةً أكيد لـِ إخراجِكَ»

«لستُ هَلوساتٍ»
أدرتُ عينيّ في مَحجريهُما وعُدّتُ للتركيزِ على عَملي.

«أنا أيضًا لَمْ أعُدْ أحتَمِل!
أُريدُ أن أموتَ بـ سلامٍ!»

«ومَا شأنُ هذا بيَ؟»
«عليكَ إيجادُ مَعاني هذهِ الثقوبِ والتعايُشِ مَعها»

أغلقتُ حاسوبيَ اللوحي وذَهبتُ للطاوِلة الجانبيهِ قُربَ السَرير
«إمّا إنكَ مَن يهلوس، أو أنا...
لِذا سـَ أخذُ هذهِ-»
أشرتُ لهُ بـ تِلكَ الحبةِ الصغيرةِ بَينَ أصبَعيّ وأكملْتُ
«وأنتَ تَختفي وننتهي، وَداعًا الآن»

إبتَلعْتُها سَريعًا دونَ ماءٍ وعُدتُ لـِ عَملي، لَمْ يَتحركْ... أو يُصدِرَ صَوتًا

-

كانَ هُنالِكَ جُزءٌ مِنّي...
يَظنُّ- لا بَل يؤمِنُ أن كُلَّ هذا هلوساتٍ،
ورُبما طَغى أكثرَ بعدَ أن عَرفتُ أن الدیکستروميثورفان يُسببُ هلاوِسَ إن أخذتهُ بـ كِثرةٍ...
كـَ سِتِ عُلبٍ بـ الإسبوعِ رُبما؟

رُبما لـِ هذا أخذتُ الدواءَ الجديدَ، أو حاولتُ حَتى.

ولكِن هذا الجُزءُ الصَغيرُ ماتَ عِندما قالَ إنهُ -للآن لا أعرفُ إسمهُ حَقًا، أعني... مَن سـَ يُصادِقُ هلوساتٍ؟- راحِلٌ...

ورَحلَ بـ الفِعلِ!

كُنتُ سَعيدًا في بادئِ الأمرِ... ولكِن مِن غيرِ المَنطقي أن تَرحلَ الهلوساتُ، بَعدَ أن تُخبِركَ أنها سـ تَفعلُ.

لاحِقًا...
وَجدتُ نَفسي وحيدًا، وحيدًا جِدًا.

هل أنا نادِمٌ على كُلِّ «إخرسْ»؟
لا،
رُبما...؟

___

*الدیکستروميثورفان: دواءٌ يُصرفُ دونَ وصفة، يُستخدمُ كـَ مُسكنٍ أو مُضادُ هلوسة سَمعية .
يُسَببُ الإدمانَ والهلوساتِ -البصرية عادة- إذا ما أُخِذَ بـ جُرعاتٍ كثيرة .

 [مُكتَملةٌ] ثقوب ||HOLES حيث تعيش القصص. اكتشف الآن