١٤-مِروحةٌ مُعلقةٌ بـ السَقفِ

115 90 21
                                    


خَرجتُ مِن الحمامِ غير آبهٍ لـِ برودهِ الجوِ.
إرتَميتُ على مَا كانَ حُجرِيَ الآمِنَ سابِقًا؛ أمّا الآن...
كانَ السريرُ قاسيًا جِدًا.

صورتُنا مِن ذلكَ اليومِ... مَا أن إشترينا المَنزلِ.
مَرّتُ أنامليَ عليها، أتلمسُ إبتسامَتها. جيدٌ أن الثقوبَ لَمْ تَبتَلِعْها.
ولكِنها في نَفسِ الوَقتِ لَمْ تُبقِ ليَّ مِنها شيئًا.

تَعمدتُ رَميها قُربَ أنس عَلّهُ يَتحركُ، ولكِنّها تَكسرتْ وزُجاجُها تناثرَ دونَ أن يُدرِكَ.
هل إرتاحَ أخيرًا؟

أنا أسوءُ مُربٍ للكِلابِ!
أو أي شَيءٍ...

سَحبتُ هاتفي المَحمولَ مِن أسفلِ الوِسادةِ.
ولـِ حُسنِ حَظي كانتْ بطاريتُه حيةً!

عِدّةُ نَقراتٍ ثُمَ رَفعتهُ قُربَ أُذني...
مَا الذي أنتَظِرهُ؟ أن تُجيبَ؟ وبَعدها؟

لَمْ تُجِبْ، لِذا إتصلتُ على والِدي... كما حدثَ سابِقًا تَمامًا. تَسَللَ القَليلُ مِن الخوفِ ليَّ؛ ما الذي حدثَ لَهُم؟

تَركتُ رِسالةً لـهُ وعُدّتُ أتَصِلُ عَليها، تَمامًا كـ أولِ مَرةٍ...
لا شيءَ.

-

بَحثتُ في أرجاءِ الغُرفةِ، وأخيرًا وجدتُهُ.

عُدّتُ لـِ غُرفةِ المَعيشةِ المُظلِمة، لاشيءَ يُسمعُ غيرَ صوتِ المِروحة المُعلقةِ بـ السقفِ.

أطفئتُها ووقفتُ أُراقِبُها تَسكنُ.

سَحبتُ كُرسيًا مِن زاويةٍ مَا لـِ يَستقِرَ تَحتها.
صَعدتُهُ وساقيا تَرجِفانِ...
ليسَ مِن العلوِ طَبعًا.

عانيتُ حَتى رَبطتُ الحَبلَ حوّلَ المِروحهِ، بَدأتْ الأفكارُ تتقافزُ في رأسيَ سَريعًا...
ماذا لو حُلَّتْ العُقدةُ وسَقطتُ فحسب؛ هل أملكُ القوةَ الكافيةَ لـِ مُحاوَلةٍ ثانية؟
أو تَسقطُ المِروحةُ وأُصابُ بـ شَللٍ؟
إن لَمْ أتحملْ وعادتْ رِجلايَ تبحثُ عن الكُرسي؟

ولكِن هذا غيرُ مُهِمٍ؛ فـ أنا قَفزتُ بعدَ أن ركلتُ الكُرسيَ بعيدًا مُغمِضًا عيناي...

____________

البارت ب راعيه :
عُدّتُ

 [مُكتَملةٌ] ثقوب ||HOLES حيث تعيش القصص. اكتشف الآن