Chapter 28

26.2K 2.6K 1.7K
                                    

"أختفي من أمامي.. حالاً." خرجت نبرة صوت هاركين حادة وغاضبة بطريقة جعلت كل من شهد ذلك يقشعر ويرتجف، ولم يكن الأشقر الملقيّ أرضاً أي استثناء، بينما غزت تعابيره الصدمة والتشوش!

غزى اللون القرمزيّ قزحية عينيه، بينما أحاط ذراعه حول ليليث بحرص ساحباً إياها نحوه بعد أن سدد لكمة لا زال أثرها جلياً على وجنة دينيس.

حدق ناحية دينيس ببرود وحدة بادلها دينيس بارتباك وتشوش، وسرعان ما فهم دينيس سبب ما حدث لتنحني عينيه وكأنه تلقى إصابة داخل صدره وليس على وجهه، لينظر ناحية ليليث بعدم تصديق.

لكن تعابيره وجهه ما لبثت الا ان أصبحت أكثر سوءاً.. فدهشة ليليث تغيرت لأخرى باردة كشتاء ديسمبر. تنظر للأسفل ناحيته بنظرة خالية ومليئة بالبرود، كما كانت تنظر لرفاقه هو وريدا، ليدرك سوء ما آلت إليه صداقتهم..

ليليث لا تسامح.. وهو قد تأخر للغاية.

اختفت تعابيره ليحلّ محلها البرود. وقف بهدوء ليحدق بليليث لثواني قصيرة، ثم استدار مغادراً بصمت. وحتى رغم رحيله البارد هذا الا ان ليليث علمت بالفعل بأن شيءً بداخله قد تحطم لتعقد حاجبيها بضيق محدقة بخطواته المغادرة ومتجاهلة ريدا كلياً.

لكن شعورها هذا زال بسرعة ما ان عاد مشهد وقوفها بشكلٍ مثيرٍ للشفقة امام فتحة الباب تسترق السمع لما قالاه عنها، والألم الذي اجتاحها بسببهما.

لتنظر هذه المرة ببرود وعدم مبالاة لأثره.

~ليليث

حركت عينيّ أخيراً ناحية ريدا الواقفة مكانها بغرابة. كانت تقبض يدها بقوة بينما تحدق بالشخص الملتصق بي بطريقة غريبة بدت كأنها تحترق من الداخل وتوشك على تحطيم كل ما حولها.

ريدا لن تشعر بالغضب الشديد لأن دينيس تعرض للضرب، فقد قضيت معهما وقت أكبر مما قضيته مع عائلتي حتى. ربما ستشعر بالأسف والحزن له وتذهب لتواسيه وتشتم من فعل هذا به ثم ستنسى الأمر بعد نصف ساعة.

هي انانية بعض الشيء، وهذا شيء لطالما كرهته بها الا انني تقبلها كما هي، فهي كانت صديقتي المقربة..

ونظراتها هذه التي توجهها لهاركين جعلتني أتذكر شيئاً قالته لي قبل أن أتركهما.. حينما كنا بالكافتيريا، كانت قد تشاجرت هي ودينيس، ثم ذكرت ان السبب كونها تحب أحدهم.. لأنه يملك عضلات معدة! وكانت تبكي لذلك حتى..

هل يعقل بأنها كانت تتحدث عن هاركين؟! أنزلت عينيها فجأة ناحيتي.. كانت تنظر لي بطريقة باردة للغاية لم ارها تنظر لأحد هكذا من قبل! وكأنني سرقت منها فستانها المفضل.

رفعت حاجباي باستنكار، لتتسلل ابتسامة جانبية خبيثة على محياي.. هي حقاً كانت تعني هاركين بكلامها!! يا له من عالمٍ صغير. وبالفعل ازداد غضبها الضعف، لتلتف مغادرة بسرعة وراء شقيقها.

Ice Rhythm || إيقاع جليديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن