Chapter 3 (new)

30.7K 2.6K 1K
                                    

••ثمّ تَميلُ رُغْماً عنك، وأنتَ الذي عاهَدْتَ نفسكَ على الأتزان مهما جرى.••

                       **✿❀ ❀✿**


تشتت تركيزي مجدداً ما ان احسست بكتف دينيس يلامس كتفي متكئ ببعض وزنه علي. نظرت ناحيته باستغراب ليقرب الشوكة من شفتيّ منتظراً ان افتح فمي واتناول قطعة اللحم.

ما خطبه اليوم! هل أثر الحديث الذي دار بينه وبين ريدا هذا الصباح بعقله؟!

رغم ان فكرة انه قد اكل من ذات الشوكة محرجة للغاية، الا انني لم اظهر ذلك على تعابير وجهي بل فتحت فمي لأتناولها دون أي تعليق.

ابتسم بخفة ليمد يده الأخرى بسرعة ويسحب هاتفي من بين يدي مغلقاً إياه، ويحشره بجيبه بذات ابتسامته الهادئة.

رفعت احد حاجبيّ باستنكار محدقة به، كدت ان اعلق الا ان ريدا ضربت الشوكة التي كانت تأكل بها على الطاولة ببرود غريب لم اعهدها به لتقول بابتسامة ساخرة للغاية موجهة نظرها لدينيس، "دينيس، تعلم ان الأمر لا يسير بهذه الطريقة معنا، نحن مختلفون."

عقدت يديها لتتكئ على الكرسي، وتضع ابتسامة ساخرة على تعابيرها الباردة بينما تحدق بدينيس وكأنها ردت شيئاً من اعتبارها.

يبدو ان شيئاً جدياً للغاية حدث، عكس شجارهما الطفولي المعتاد! "هل تشاجر.. تما!" قطعت جملتي بتوتر حينما اعدت نظري ناحية دينيس.

كان ينظر لريدا بتعابير غاضبة للغاية، ابتسامته المعتادة اختفت وبدى وكأنه دينيس آخر كلياً. ورغم انه لم ينطق بأي كلمة الا ان ريدا سرعان ما توترت وتنهدت لتسقط تعابيرها الساخرة وتحل محلها أخرى تدل على ندمها بما تفوهت به.

"آسفة.." خرجت من بين شفتيها كلمة اعتذار بصوت منخفض للغاية، لكن دينيس وقف بصمت ليمسك بيدي ويضع الشوكة ثم يغادر دون أي كلمة.

تنهدت لأنظر لريدا بحاجبين معقودين قائلة بانزعاج، "هل ستخبرينني لما تتشاجران منذ الصباح ام سأبقى بحالة الحائط هذه؟ يبدو شجاراً جدياً هذه المرة!"

تنهدت ريدا بقوة، لترجع رأسها للخلف وتنظر للأعلى محاولة الا تذرف الدموع، بينما وضعت كلتا يديها على الطاولة بقلة حيلة.. لسبب ما بدت يائسة.

زال شعوري بالانزعاج لأنظر لها بهدوء، مددت يدي لأمسك بيدها قائلة بهدوء، "هل انتِ بخير؟"

لكنني سرعان ما ندمت على سؤالي لها، فسرعان ما رفعت يدها الأخرى لتغطي عينيها وتبدأ بالبكاء، ثم تقول بصوت منخفضٍ باكٍ، "لا لست بخير." شهقت بقوة لتقف من مكانها وتستدير حول الطاولة وتجلس بجانبي لتعانقني بقوة.

ربتُّ على ظهرها بخفة لتهدأ، وبعد عدة دقائق ابتعدت عني بينما تمسح دموعها بهمجية. تنهدت بقلة حيلة، لأخرج منديلي واعطيها إياه، "استعملي هذا، تبدين مروعة الان."

Ice Rhythm || إيقاع جليديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن