.
.
.
في المستشفى يدخل عند جدته بعد استيقاظها
يجلس بصمت وشجونه تنهشه .. يعتقد أنه لو جُمعت أعذار العالم كله لن تصف الثقل الذي يعتريه
تنظر إليه مبتسمة تقول : رغم شغبك أعلم في قرارة نفسي أنك فتًى جيد
يشيح بنظره بشيء من الخجل : اوه
- هل تذهب للمدرسة
- اه .. ليس بعد
- اووه إياك أن تستهين بها يا عزيزي حتى جدتك لم تكن تترك الدراسة .. لن تندم وستجعلني فخورة أكثر
فلتذهب من الغد
كايدرون : ح حسنًا
الجدة بسعادة : أنت لا تكذب !؟
- ثقي بي وحسب
الجدة : بالتأكيد .. تتابع : يا عزيزي أردت أن أسألك .. أما آن لك أن تقرر الذهاب لتاداتشي والاصطلاح معه
كايدرون بصوت خافت : تعلمين أنني ذهبت إليه وأنه لا يهمه أمري أساسا ثم إننا لسنا متاشجرين حتى نصطلح
الجدة : أنت لا تعرفه رغم كل شيء هو طيب ولم يزل يخصص لي راتبًا كل شهر حتى الآن
كايدرون بنفاد صبر : بل أنت هي الطيبة ثم ذلك المال الزهيد لا يسمى راتبًا .. لا فائدة ياجدتي
الجدة بحزن : كايدرون استمع إلي .. على كل حال هو أبوك وأنا أيامي معدودة .. أريد أن أطمئن عليك قبل أن ...
يقاطعها : ماهذا التشاؤم الذي يعتري العجائز ..
أعلم ما تودين قوله .. سأعيش معكِ وليس مع أي شخص آخر .. ستعودين للبيت وتصنعين حلوى الدانجو التي لم تصنعيها منذ وقت طويل
الجدة : هههههه ما أسعدني لو استطعت
كايدرون : وأعدك سأترك التدخين .. سأجبر نفسي على تركه .. بل أقسم لكِ بأنني تاركه لامحالة
الجدة : ما أسعدني بك .. بالتوفيق يا بني أنا أدعمك
....................
على جانبٍ من أحد الشوارع
فتًى يقول بصوت مدوي : من يخال نفسه كايدرون هذا
يرد عليه آخر : هه سأريه كيف يكون الجيدون عندما يصبح معاقا طوال حياته .. هاهاها سأجعل منه جيدًا للأبد
يتكلم أحدهم بسخرية : واهاهاهاها يالك من شرير
- بعد ثلاثة أيام عند المساء إذن هاهاها
....................
في المدرسة في وقت الاستراحة ..
يناديه طالب أن هناك من يريد التحدث إليه
ينظر جهة الباب فيندهش قائلاً في نفسه : يا للإحراج أتت بنفسها ماذا عساها تريد .. بأي وجه سأواجهها
ويذهب
كمانيا بتلعثم : امممم ... ماذا أقول .. آ .. كيف تبلي ؟
يرد مشيحًا بنظره :ج .. جيدًا
- لماذا .. ا .. اعترفت للمدرسة؟؟
يجيب مطرق الرأس : أنا نفسي لا أعلم
- امم .. ولماذا .. لم تجيء بعد انقضاء ذلك الأسبوع ؟
كايدرون : لا أدري
كمانيا بقليل من الاندفاع : ألم تأتي وتدرس بجد ؟ ألا تريد اجتياز الامتحان !
يرد ببرود : وما الذي يعنيكِ أنتِ
تحمر خجلا فتجيب : آسفة .. لمْ أ .. لا أدري ..
تستجمع كلماتها : على كلٍّ إذا لم تنتبه قد تُفصل من المدرسة .. إلى اللقاء
وتولي
- انتظري !!
- ماذا ..
يقول بارتباك : لا أدري كيف أقولها .. ولكن .. هل
هل ..
لكِ أن تمانعي إذا أردتِ .. هل لي الحق في الانضمام للدراسة م .. معكِ
أنت تقرأ
أنا بخير !
Randomأكتب لنفسي ذكريات .. حفرت في مخيلتي .. أحس الفراغ يدور حولي وأدور حول الفراغ .. قلبي خرج عن سيطرتي .. تصرفاتي تحدث دون إرادتي .. لساني ينطق بما لا أود قوله! هل ما أعيش به واقع هل حقا أنا هنا ! أحس نفسي أجهل كل شيء .. نعم !
