٣

2.6K 70 0
                                    

وقفت على حيلي و غمضت عيوني و صرخت بأعلى صوت ، حراااامي حرااااميااااا حرااامياااا ، ما سكت إلا لمن سمعت صوت حيدر و هو بقول لي وينو ، إلتفت عليه و ما كان براه ، معاهو عماتي و بنات و أولاد اعمامي و الجيران دخلو بالباب التاني ، عاينت للمكان الصدر منو صوت التليب ، فعلا كان واقف ولد ، طلع دا حسن ولد جيرانا بقرا في سادس ، عمتي "هاجر" يلي هي أم (حيدر ، سلمى ، تسابيح و عدنان ) قالت لي بغييظ هسي دا حرامي ؟! حيدر عاين لحسن و قال ليهو ليه نطيت بالحيطه يا حسن في شنو ؟ قال ليهو كورتنا وقعت هنا و من قبيل بكورك لناس البيت في النهايه تلبت عشان اشيل الكوره ، و دي بدت تصرخ لمن انا ذاتي اتخلعت ، قال ليهو عميان من الباب يا حسن ؟ تاني ما تكرر عملتك دي مفهوم ؟ قال ليهو حاضر ، شال الكوره و تاني كان عايز يرجع بالحيطه 🤣 حيدر قال ليهو بهرشه حسن قلنا شنو ، اطلع بالباب ، قال ليهو حاضر ، طلع و بقيت واقفه و بعاين للناس المتجمهره حولي ، عماتي سامعاهن بتهامسن ساي ، عمتي "خديجه" قالت لي انتي امك و حبوبتك وين 😏 قلت ليها مشوا لهند في النهايه لمن كانوا راجعات بيوتن سمعت عمتي فوزيه ، قالت ليهن دي مستهبله ساي ، و كلهم رجعوا إلا حيدر ، قال لي قاعده براك ليه ؟ قلت ليهو بضيق امي و حبوبه طلعوا هسي و جدي اصلا كان ماف ، قال لي ليه ما جيتي بيتنا عميانه منو ؟ ما رديت عليهو شلت كتبي و كنت خاشه الغرفه ، قال لي انتي مشكلتك شنو ؟ غلطت معاك في حاجه ؟ ليه بتتعاملي معاي كدا ؟ قلت ليهو بتعامل معاك كيف ؟!! سكت و ما رد علي و رجع بيتهم ، بعد شويه أمي جات ، قلت ليها حبوبه وين ؟ قالت لي خليتا مع هند قالت حتبيت معاها لحدي ما يجي زول من أهلها...صحي حسن تلب ليك هنا و كنتي قايلاهو حرامي 😂😂قلت ليها بالسرعه دي الشمار وصلك ، قالت لي مدام حبوبتك مشت خلتك كان تمشي لبيت واحد من اعمامك ، قلت ليها يمه انتي عارفاني ما بتفق معاهم البوديني ليهم شنو ؟! قالت لي يا بتي دي أهلك في النهايه و هسي لمن صرختي و قلتي حرامي لقيتيهم كلهم جنبك ، قلت ليها أي زول سمعت صوتي جا عشان يشوف في شنو حتى الجيران ، انا ذاتي لو سمعت صوت زول بصرخ بمشي أشوف في شنو فالتصرف دا عادي جدا ، افهمي يا أمي هم ما بحبونا لكن مجبورين علينا ، بعاقبونا على حاجه نحنا ما لينا دخل فيها ، اقعد معاهم كيف و عماتي بطعنن فينا برمن لي الكلام ؟!(عمتي يلي هم زوجات اعمامي اربعه : هاجر ، فوزيه ، خديجه ، سلافه ) قالت لي خلاص اسكتي و كملي قرايتك ....
في الصباح جاتني ابتهال بدري و لقتني بجهز في نفسي للمدرسه ، قالت لي حيدر واقف ليكم بره اطلعوا ليهو سرعه عشان يوصلكم ، قلت ليها شنو ؟ واقف لينا ؟!! قالت لي ايي انتي و تسابيح و منى ، قلت ليها بس نحنا ما في نفس المدرسه ، قالت يا مها حيوصل منى و تسابيح أول و بعديهم انتي ، اطلعي اطلعي عليك الله ، قلت ليها انا حأمشي براك ، قالت لي حييييا انا منك يا مها 🤦‍♀️ اعملي البريحك انا العلي عملتو ، حبوبه قالت لي مالك ما عايزا تمشي معاهم ؟ هووي يا بت خلي العناد دا و الكعوبيه دي و اتحرگ قدامي ، قلت ليها انا ما عايزا امشي معاهم يا حبوبه افهميني ، قالت لي بلا فهم معاك جرتني من يدي و طلعنا بي باب بيتنا ، وقفت جنب الباب و قالت لي بضيق هنديلك ليهم امشي ليهم سرعه ، غصبا عني مشيت ليهم ، تسابيح كانت قاعده قدام مع أخوها و منى ورا ، وصلتهم و انا مكشره حتى صباح الخير ما قلتها ليهم ، ركبت ورا و فتحت الكتاب عشان ماف زول يتكلم معاي ، منى قالت لي اتأخرتي ليه ؟! ما رديت عليها لأنو غضب الدنيا دا كلو كان فيني في حالتي دي يا بكيت يا صرخت فيها ، احسن شي عملتو هو السكوت ، طول الطريق حيدر كانت بتونس مع تسابيح و منى و انا كأني ما سامعاهم و في كل مره ارفع فيها راسي بلمح حيدر و هو بعاين لي بالمرآيه ، إتلصقت مع الشباك و بقيت اعاين للكتاب نظام بقرا منو ، تاني ما رفعت راسي إلا لمن العربيه وقفت و نزلوا منها منى و تسابيح ، حيدر قال ليهم بعدين اذا ما اتأخرت بغشاكم قالوا ليهو تمام و طوالي اتحرك ، المره دي غريبه ما سألني أي سؤال ، اصلا ما اتكلم معاي لغاية ما وصلنا المدرسه ، نزلت و كالعاده مشيت على طول ، أول ما دخلت المدرسه ، نادتني استاذه زهراء و قالت لي امبارح كان اجتماع لتكوين مجلس الأباء ليه ابوك ما جا يا مها نحنا لينا اسبوع بننبه فيكم و بنقول ليكم كلموا آباءكم ، ابوك ليه ما بجي عملنا كذا اجتماع و ما حصل شرفنا ، انتي مش ابوك حي ؟ كنت منزله راسي و انا بحاول قدر الإمكان امسك دموعي ، لمن شافتني قربت ابكي قالت لي خلاص امشي حصلي الطابور و ما تنسى أول ما تصلي البيت خلي امك تتصل لي ، هزيت ليها راسي و اتحركت من جنبها ، ما مشيت على الطابور مشيت ورا الفصول و قعدت ابكي هناك ، ليه ابوي مشى و خلانا ؟ عملنا ليهو شنو أو زعجناه في شنو ؟ انا محتاجه ليهو ، محتاجه لوجود بقربي ، بزعل شديد لمن اشوف وحده جايه مع أبوها أو وحده بتتكلم عن أبوها و تقول جاب لي و فعل لي ، انا ما عايزاه يعمل لي حاجه بس عايزا اشوفو و أشم ريحتو ، عايزا أكون زي و زي الناس اتكلم عن ابوي ، ما مهم كان حيكون كيف أو معاملتو لي حتكون كيف ، هل حيكون أب حنون يغمرني بلطفو و حنيتو ولا حيكون أب صعب و كلمتو واحده و ما بكررها مرتين أو حيكون أب متوسط لا هو حنين لا هو قاسي ، ابدا ما بهمني المهم إنو يكون موجود و اقدر اناديهو "ابوي" في قعدتي ديك كملت البكى لو ، ما سكت إلا لمن جاني صوت حيدر و هو بقول ليك كدا ارتحتي ؟! رفعت راسي و انا بعاين ليهو بإستغراب و بقول دا الجابوا شنو ، قال لي نسيتي كتابك و جيت عشان ارجعو ليك ، وقفت على حيلي و مديت ليهو يدي عشان يديني الكتاب ، قال لي قبل ما اديك ليهو عايز اقول ليك الحياة ما بتنتهى برحيل زول يا مها ، عارفها صعبة عليك و عارف إنك بتفتقدي ابوك في كل دقيقه بتمر عليك ، الله اعلم عمي عمل كدا ليه ، مها ما معقوله توقفي حياتك و تتغيري عشان حاجه حصلت في الماضي ، قلت ليهو بصوت مبحوح لكن دا ما ماضى عادي و ذاتو ما بسميه ماضى و موجود في الحاضر ، عارفني في اليوم الواحد بسمع كلمة "ابوي" دي كم مره ؟ قال لي عارف والله عارف ، انا ما قلت ليك انسى ابوك لأنو الحاجه دي مستحيله الأب دا لو عمل السبعه و ذمتها حيفضل أب و حيفضل ليهو مكانه في قلوبنا ، اتذكري الماضي يا مها لكن ما تخليهو يأثر على حاضرك ، ما ملاحظه لنفسك ؟! ما شايفه نفسك كيف بقيتي انسانه عدائيه و عصبية ؟! يعنى كأنك بتحملي الناس مسؤولية الحصل معاك ، مها افهمي الناس الحوليك دي كلهم انتي بتهميهم و ابدا ما برضيهم يشوفوك دائما كدا اقرب مثال ليك أمك ، هي اكتر وحده عارفاك مريتي و ماره بشنو ، هل سألتي يوم نفسك هي بتحس بشنو لمن تشوفك كدا و هي عارفه السبب شنو ؟ سلوكك مع الحوليك بسبب الموضوع دا بحسس أمك بالعجز لأنو دي الحاجه الوحيده الما حتقدر تقدمها ليك ، أمك دي قصرت معاك في شنو قولي لي ؟ اذا زعلانه من ابوك أمك ذنبها شنو ؟ من حقها تشوف بتها فرحانه و مبسوطه و بتضحك مع دي و بتمشي ل"دي"و بتطلع من دي ، ما قافله روحها بين أربع حيطان و اليوم كلو قالبه خلقتها ، هسي آخر مره طلعت فيها من البيت كانت متين غير المدرسه ؟...مامتذكره صح ؟ لأنها كانت زماااان ، خلي البتعملي فيهو دا يا مها و ربنا يجبر بخاطرك ، عموما كويس انك بكيت ، البكى بريح أكتر ، مدى لي كتابي و قال لي يلا على الفصل لأنو الطابور فاتك ، شلت كتابي و مشيت الفصل ، لقيت استاذه زهراء واقفه جنب الباب ، قالت لي ليه ما قلتي لي ابوك برا السودان  يا مها ، اتفاجأت لمن قالت كدا ، أبوي انا برا السودان ؟!! قالت لي لو ما ولد عمك داك هو الكلمني ما كان عرفت ، يعنى ما فيها شي اذا قلتي لي ابوي برا السودان ، على العموم خشي عشان حأبدا الحصة

بعد ما وصلت مها مدرستها ، اتحركت طوالي على شغلي من خلال المرآيه لمحت كتابها في الكرسي الخلفي ، فإضطريت ارجع للمدرسه تاني ، و هناك لاقيت استاذتها و طلبت منها تديها الكتاب و كنت ماشي منها وقفتني و قالت لي انت قريبها ؟ قلت ليها ايي انا ولد عمها ، قالت لي طيب البت دي أبوها وين ، ما حصل شوفناه أو جانا في المدرسه كم مرة عملنا اجتماعات للآباء لكن ما حصل وصل المدرسه ، و مها دي لمن نسألها بتتهرب من السؤال ، لمن حسيت إنها ما عايزا تجاوب طلبت منها تجيب لي رقم أمها و ليوم الليله ما جابتو لي ، قبيل شويه سألتها عن أبوها قعدت تبكي ، قلت ليها خلاص خلي أمك تتصل علي بعدين و هي عندها رقمي مسبقا ، قلت ليها بتبكي ؟!! طيب هسي هي وين ؟ قالت لي مشت تحضر الطابور ،قلت ليها ممكن تناديها لي ؟ قالت لي تمام بناديها ، مشت و جات و قالت لي ما لقيتها شكلها ما مشت تحضر الطابور ، قلت ليها طيب حأمشي اشوفها انا ، فتشتها في الفصول كلها و ما لقيتا ، في النهايه لمحتها من بعيد ورا الفصول ، مشيت ليها و كانت بتبكي بحرقه وقفت جنبها مسااااافه و في الآخر قلت ليها كدا ارتحتي ؟و اتكلمت معاها و حاولت اواسيها و أوعيها ، انا سلفا عارف البيها و العليها هي من زمان متحسسه من حتة عدم وجود أبوها ، ح احاول قدر الإمكان أكون جنبها و أطلعها من الهي فيه ، و ح احاول أملى الفراغ الخلفو عدم وجود أبوها💙

♥️♥️"انا بخير فقط حين أكون بقربك "♥️♥️
يتبع........

السندبادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن