قال ليك شنو يا عمتي ؟ لسه ما رجعت ؟ مشت وين هي ؟ اديني التلفون دا دقايق
آلو كيفك يا خال ، مها دي طلعت متين من البيت ؟ كيف يعني ما عارفنها مشت وين ؟ رسالة شنو ؟...كتبت ليكم الكلام دا ؟ جنت هي ولا شنو و ميري دي منو كمان ؟.... ، البت دا عقلها ما تمام جنوب شنو الحتمشي ليهو ، قايله الموضوع بالسهوله دي؟...طيب تمام انا ذاتي بعدين بكون عندكم في الأبيض .
قفلت التلفون و عاينت لعمتي لقيتا بتبكي ، مسحت وشي بيديني و قلت ليها بكرا ح اسافر الأبيض و ما برجع إلا و هي معاي ، قالت لي جننتني البت دي ، في زول عندو مخ بعمل عملت دي؟ بتي دي ما نصيحه والله ،، والله ما نصيحه ،، و قعدت تبكي .
حقيقة يعنى مها دي دايما بتفاجئني بتصرفاتها و كل يوم بكتشف فيها حاجه جديده و غريبه ، كنت عارفه عنيده و جنها ركوب راس و متوقع منها أي حاجه ، إلا انها تمشي الجنوب ، فاقت توقعاتي و حيرتني معاها ، زي ما قالت أمها في زول عندو مخ بعمل كدا ؟ جنوب شنو البتمشي ليهو و هي ما عارفاه وين أو بمشوا ليهو من وين ، نفترض انها عرفت الطرق البتوصلها ، مفتكره نفسها حتدخل الجنوب طوالي كدا و حيفرشوا ليها ورد عشان تمشي فيهو ؟ دي شنو التصرفات الطفوليه دي !! طفوليه ؟! هو الطفل ذاتو ما بيعمل العملتو مها ، اعمل ليها شنو البت دي يا ربي !! شلت تلفوني و اتصلت على طارق صحبي و كلمتو عشان يساعدني في الموضوع دا
🌻ما عارفه انا بعمل في شنو ، أول ح امشي وين بعد دا ، ابدا من وين و المفروض أوصل وين ، كل العارفاه إني في نفس السوق اللقيت فيهو ميري ، من هنا امشي على وين و امشي بشنو ،، كنت عارفه إنو الح اعملو دا شبه مستحيل ، بس انا خلاص طلعت من البيت و قطعت شوط كبير و ما حاسه انا عايزا اتراجع و أرجع البيت ، أبدا أبدا ما حاسه اني مشتاقه ارجع لبيتنا لو علي اقعد هنا و بس لا عايزا اشوف زول لا عايزا زول يشوفني ، محتاجه اقعد براي في مكان بعيد عن كل الناس البعرفهم ،، من جهه ح اكون رجعت ميري لأهلها و في نفس الوقت ح اكون بعدت عن كل الناس البعرفهم ،، قعدنا انا و ميري تحت شجرة في السوق داك ، كل العارفاه إنو ميري من حته اسمها بانتيو في الجنوب ﻣﻌﺒﺮ ﺗﺮﻭﺟﻲ
ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ، ﻭﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻧﺘﻴﻮ ﻓﻲ الجنوب و هي من قبيلة الدينكا ، لكن أوصلها كيف المنطقه دي ؟ و نحنا قاعدين كدا و محتارين جانا راجل كبير كدا ، ملامحو هاديه و بشوشه ، سلم علينا و قال لي مالكم في شنو ؟ ضعتو ولا شنو لأنو من قبيل ملاحظ ليكن بتتلفتن ساي ، هزيت ليهو راسي بمعنى ماف حاجه ، مدى لي كيس و جك مويه قال لي قلت احتمال تكونوا جعتوا من القعده الطويله دي ، شلتهم منو و قلت ليهو شكرا ، قال لي لو احتجتوا حاجه انا ببيع هناك و هنداك ليهو دكاني و أشر لينا عليهو و اتحرك من جنبنا...
العصر أذن و نحنا لسه في مكانا ما اتحركنا شبر و ناس السوق بدوا يقلوا شويه شويه ، لمحت ماسوره من بعيد ، سقت معاي ميري و مشينا عليها اتوضيت و شلت لي شوال و صليت فيهو العصر و دعيت مساااافه ، قعدت في الشوال و انا بفكر لو جانا الليل هنا ح اعمل شنو ؟ لو جانا زول أو مجنون هجم علينا اقول يا منو ؟ للحظه حسيت بالخطر و قلت ما كان اعمل كدا ، كنت بفكر في شنو انا لمن اتخذت القرار دا ، بقيت ابكي و بس ، ميري لمن شافتني ببكي هي ذاتا بقت تبكي معاي ، عمو القبيل داك تاني جانا و قال لي يا بتي انتي اهلك وين ؟ ساكنه وين طيب ؟ ما رديت عليهو ، قال لي زي ما شايفه يا بتي الدنيا ماشه تضلم و السوق ناسوا بدوا يخفوا و المكان دا ما آمن بليل عشان كدا ارح معاي بيتي ، لمن قال كدا نطتت عيوني و بلعت ريقي طبعا مستحيل امشي معاه بيتو و انا ما بعرفو ، قال لي عارفك خايفه ، اطمني يا بتي ، عندي بنات قدرك أو اصغر منك بشويه ، و بيتي ذاتو قريب من هنا ، أصر علي شديد بس انا رفضت ، في النهايه رجع و دخل حاجاتو و قفل دكانو و مشى ، المغرب أذن صليتو و قعدت في مكان و بقيت أدعي و اقرا المعوذتين و آية الكرسي ما خليت شي ما قلتو ، كنت خايفه خوف ، المكان فجأة اتغير و بقى فاضي ما فيهو إلا اصوات الكلاب و صوت الرياح و هي بتحرك في الشجر ، بعد شويه جوا اتنين كانوا بتكلموا بصوت عالي و بضحكوا ، واضح إنهم كانوا سكرانين ، واحد منهم اتكلم مع الجنبو و أشر علينا ، انا طوالي ضربات قلبي زادت و جسمي كلو بقى يرجف ، سحبت ميري من يدها و جرينا سوا و هم جاريين ورانا ، كلما اعاين وراي ألقاهم لسه ورانا ، جرينا لحدي ما وصلنا حته كدا فيها بيوت ، طبعا السوق كان خارج المنطقه دي ، السكرانين كانوا لسه جاريين ورانا ،، من بعيد شفت باب فاتح من شدة الخوف ما اترددت لحظه و طوالي دخلت و قفلت الباب ، سمعت صوت راجل قال لي خير يا بناتي مالكم جاريين كدا ؟ لمن إتلفت عليهو ، لقيتو دا الراجل القبيل ذاتو ، قلت ليهو و انا بتمتم ، فففف في اتت اتنين كانوا ساكننا ، قال لي طيب خشوا جوه يا بناتي ، اترددت و ما دخلت معاه ، قال بصوت عالي : سجده ، توسل تعالوا ، بعد ما نادى عليهم طوالي جوا طالعين ، وحده منهم قالت ليهو في شنو يا أبوي ، قال ليها ديل ضيفوا عندنا اهتموا بيهم ، البتين جوا سلموا ، علي و اصروا علي ادخل ، في البدايه كنت خايفه ، بس بعد ما اتكلموا معاي الخوف اتلاشى ، سبحان الله أبدا ما كان ظاهر عليهم انهم ناس ما كويسه ، البنات بشوشات و طيبات زي أبوهن ، دخلونا جوه و جابوا لينا مويه و شاي و أكل بس ما كان عندي نفس لشي ، سجده كانت بتسأل فيني اسئله كتيره و قبل ما اجاوب بتسأل سؤال غيرو ، توسل قالت ليها سجده !! ممكن تسكتي شويه و تخلي الضيوف يرتاحوا ما بتفتري انتي من الكلام الكتير !
فرشوا لينا انا و ميري عشان ننوم ، الحاجه اللاحظتها انو أمهم ما جات سلمت علينا أو شافتنا شوفه ساي ، يمكن مضايقه من وجودنا ؟! بكرا حنمشي ليها من هنا بس نبيت الليله دي و بس.
