جميلة هي الحياة.
تخدعنا بهدوئها وزقزقة العصافير.
اليس العالم مثالي؟
بالتأكيد هو كذلك فنحن لا نبصر منه شيء.
الاف الكيلومترات تفصلنا عن اجمل مدن العالم التي نحلم بزياراتها ،لكن اترغب هي بوصولنا؟
هل سوف نعتني بها كما نعتني بهواتفنا؟
امر البشر عجيب، يرفضون شيئا ويتقبلون الاخر من دون اي مبررات.
اعتقد بأن الكائنات الحية الاخرى تقف كل يوم وتبحلق بأوجه البشر متسائلة عن كيف لهذا المخلوق ان يبقى على قيد الحياة لهذا اليوم؟
اليس هو نفسه الذي يقتل اخرين من دون ذنب؟
لكن هذه ليست قصتنا اليوم لنتركها ليوم اخر. قصتنا تبدأ ببزوغ اول قمر و سقوط ضوئه على هذه الارض البائسة حيث ولدت فتاة اسمها اليزابيث ذات عينان كبيرتان زرقاء و شفاه ممتلئة مائلة للحمار. شعرها داكن اللون و بشرتها تتلألأ.
يوم جميل على ارض بائسة كئيبة.
بعد عدة دموع من عيني الام وبعض الشتائم من الاب الذي لطالما تمنى ان يرزق بذكر لكن مع الاسف ولحسن حظه وسوء حظ اليزابيث ولدت انثى.
في بيت يحكمه رجالا اثنان بعيداً بعض الشيء عن المدينة. اغلقت والدة اليزابيث عينيها حتى تستريح بعد عملية ولادة شاقة والصرخات والالم الذي لم يسبقه الم من قبل وكأن كل عظمة من عظامها تكسرت دفعة واحدة وكل قطعة من جلدها تم سلخها في آن واحد لكن عندما سمعت صوت بكاء ابنتها الاولى تناست كل هذا الالم الى الابد.
اغلقت عينيها وودعت الارض بعد ان انبتت زهرة فيها. تركت الارض حتى لا ترى ما سيحدث لابنتها ربما؟ اصبحت الان اليزابيث وحيدة في هذا الارض.
من اللحظة التي ولدت فيها اليزابيث اصبحت وحيدة.
بعد ١٩ سنة وعدة محاولات من قبل اليزابيث للتعرف على امها عن طريق سوأل والدها ليقص لها عن صفاتها او ان يعطيها صورة لها قررت اليزابيث ان تترك الامر فغالبا ينتهي بصراخ والدها ورميه لبعض الاواني و الاقداح ناحيتها تليها شتائم تطول كل منها ومن والدتها من دون اي خجل.
على الرغم من كونه رجل صارم مخيف لكن اليزابيث لم تخف منه اطلاقاً، على العكس بل رأته مسكيناً يحتاج الى مساعدة. اليزابيث ذات التاسعة عشر عاماً الان شابة جميلة تمتلك قطة بيضاء مخفية في غرفتها بعيدا عن مسامع و انظار والدها واخاه الذي يسكن معهما في بيت صغير واحد.
امتنعت اليزابيث عن القيام بالأعمال التي يفعلها معظم اقرانها في العمر نفسه حيث انها لا تقوم باي من اعمال المنزل ولا تخرج خارج منزلها ولا تملك اي صديق غير القطة البيضاء التي تعودت على اخفاء نفسها خوفا من ان تواجه ذلك الرجل المخيف ذو الصوت المرتفع.
اليزابيث كانت على ثقة من أنها قوية ومستعدة لمواجهة العالم باسره وان تخوض كل التجارب بغية الوصول لحياة حرة لكن هل
سيتركها والدها لتفعل ذلك؟—————————-
اتركوا تعليقاتكم هنا!
هل اعجبكم الجزء الاول؟
اامل ان تستمتعون 🤍
م.
![](https://img.wattpad.com/cover/265837016-288-k228846.jpg)
أنت تقرأ
الغرفة رقم ١٠٠ / ROOM 100
Mystery / Thrillerجميلة هي الحياة. تخدعنا بهدوئها وزقزقة العصافير. اليس العالم مثالي؟ بالتأكيد هو كذلك فنحن لا نبصر منه شيء. الاف الكيلومترات تفصلنا عن اجمل مدن العالم التي نحلم بزياراتها ،لكن اترغب هي بوصولنا؟ هل سوف نعتني بها كما نعتني بهواتفنا؟ امر البشر عجيب...