١٦

31 17 4
                                    

.
.
.
.

"ان كلامك صحيح يا اليزابيث لنفعل هذا اليوم اذا. ادم اذهب لايقاظ السيد جونسون واخبره بان ينزل الى هنا حالا لانه امر طارئ لكن لا تقل له ما الذي يحصل" نهض السيد هاريس من مقعده وامر ابنه الذي ذهب يهرول الى غرفة السيد جونسون بينما دخل البقية الى غرفة المعيشة بانتظار السيد جونسون، وبعد دقائق قليلة نزل السيد جونسون وهو لايزال يرتدي ملابس نومه ويركض باتجاه صديقه السيد هاريس مذعوراً من طريقة ايقاظ السيد آدم له.
"عزيزي، انا اعتذر لنقلي هذا الخبر السيء لكن يجب عليك ان تعلم بما حدث. انها زوجتك..لقد..." لم يتمكن السيد هاريس من ان يكمل الجملة فهو يعلم مدى حب السيد جونسون لزوجته وان نقله لهذا الخبر سوف يؤدي الى اختلال بجميع انظمة السيد جونسون.
"لا. لا يمكن. مستحيل لقد كنا في الامس عند المنزل لم يوجد هناك شيء غريب. لا يمكن ان يحدث هذا. اخبره يا آدم اخبره يا ولدي لقد كنا امس في المنزل ثم..." رفض السيد جونسون فهم الاشارات ثم سحب السيد آدم الى جانبه ليخبر قصة اقتنع بها هو لوحده. اراد ان يجد حلاً مناسباً لمشكلته ،والحل الوحيد هو ان يكذب القصة ويغطي عليها باحداث من نسج خياله لتهدئ المقابل فعند تصديق الجميع لكذبة بإمكانها ان تصبح حقيقة، حتى لو لبرهة من الزمن كي يهدأ جوفه.
"سيدي لقد توفيت منذ الامس ولم اخبرك بالأمر لانك كنت متعب للغاية وكان الامر سينهكك اكثر " اجابه السيد دم وهو ينظر الى الارض.
"ماذا! أكنت تعلم بموت زوجتي! عزيزتي ! لقد ذهبت وتركتني هنا لوحدي! لن تفعل عمل دنيء كهذا. لن تتركني وحيداً في هذه الارض البائسة وتتركني لمن؟ لا امتلك احد انا وحيد وكانت هي اغلى كنوزي. جل ما املك واعز ثمرة جنيتها من هذه الحياة. هي مصدر سعادتي وكل ما تبقى من عائلتي. لن تفعل شيئا كهذا لطالما وعدتني بالبقاء الى جانبي. ثم انها بصحة جيدة. لن تفعل هذا. لا مستحيل انتم متوهمون. يبدو انه قد حدث سوء فهم اليس ذلك يا صديقي اخبر ولدك بانه قد حدث سوء فهم! هيا! " هز السيد جونسون جسد السيد هاريس طالبا منه جسدياً من يقول عكس ما قاله ولده فأن جسده دخل في صراح لعين بين المنطق و الحب. فالحب لا منطق فيه.
ارتج جسده واشتعلت البراكين و هاجت الابحر داخله. تقلب يمينا ويساراً عند سكوت الجميع و عدم اقبال احدهم على تغيير الحقيقة التي زعزعت استقراره العقلي والقلبي والروحي. وشاهد الجميع بقلب من نار وعقل منهار السيد جونسون يفقد روحه بسبب فقدان زوجته فهو لا يعرف الحياة الا معها فهو يعرفها منذ اخر سنة مدرسية عندما نقلت عائلتها مكان اقامتهم واصبح صديقها الوحيد ونشأت قصة حب افسدها السيد تشالز بطلقة واحد لعينة و سلاح صدأ قديم.
ظل السيد جونسون يصيح ويتعذب لفقدانه محبوبته بينما السيد هاريس جلس ارضا بجانبه يحاول ان يقلل من حركاته المفرطة بسبب شبه نوبة الذعر التي اصابته الا و هي الذعر من الحياة الوحيدة. بينما ابعدت اليزابيث نظرها عن المشهد واخذت قدميها تبعدها عنهم رويداً رويداً و بدون مشاعر.
السيدة هاريس كانت غارقة في دموعها والسيد آدم كان يراقب الجميع وكأنه ينظر الى مدينته المحطمة بعد هجوم مسلح وعمليات تحرير تم تنفيذها.
شاهد نظرة الرعب والخوف التي اعتلت وجه اليزابيث وكيف أنها لم تتحمل المشهد وابتعدت قليلا فكلما ابتعدت عن المركز كلما قلت درايتك بالحبكة.
وبعد ما قارب الخمس واربعون دقيقة من البكاء والعويل والصراخ المستمر و نزول جميع اللعنات على هذا التجمع فقد السيد جونسون طاقته وصمت وبقت عيناه فقط مفتوحتان ينظران الى سقف الغرفة وهو مستلقي على الارض بين ذراعي صديقه ويداه مفتوحتان ينتظران احدا ً قد فقد موخرا وولى من دون عودة.
وبعد ان هدأت الاوضاع ونقل السيد جونسون الى غرفته ليستريح واجتماع الجميع في غرفة اخرى فبعد الاحداث و انفعالات السيد جونسون لن يتمكن احد من التواجد في تلك الغرفة لمدة زمنية لا تقل عن اربع اسابيع او خمس على الاقل.
"حسناً ، لقد تم الامر الاول. الان الخطوة الثانية وهي الشرطة. " اعلن السيد آدم وهو ينظر الى ابويه ثم اليزابيث التي اتفقت معه بصورة سريعة.
"نعم، انتم على حق. امتلك صديقا في قسم الشرطة لربما يأتي الى هنا فحالتنا لا تسمح بالذهاب هناك. اتذهب يا ولدي وتطلبه الى هنا؟" سأل السيد هاريس ولده الذي شرع من مكانه في الحال وهرول مسرعا الى الباب.
"انتظرني!" صاحت اليزابيث وهي تركض خلفه.
———————————————————————
"عمت مسائك يا سيد مينيتا. ارجوك اجلس واسمع كل القصة السيئة." اخبر السيد هاريس الشرطي الذي جلس ونظر اليهم بتمعن وهو يدون بعض الملاحظات عن شكلهم ربما؟
كانت عيناه السوداء مربكة لاليزابيث وهندامه المرتب بفرط مشكك للسيد آدم و تعابير وجهه محيرة للسيدة هاريس.
"لقد تم اكتشاف الجثة في صباح اليوم بعد تبليغ من احد الجيران بإن الرائحة المنبعثة من داخل منزل السيد جونسون سيئة للغاية" اخبرهم السيد مينيتا بعد انهاء السيد هاريس قصته واستثناء معرفتهم بموت السيدة جونسون.
"ماذا! السيدة جونسون لقد ماتت! " صاحت اليزابيث وكأنها تسمع لاول مرة اخرى حيث نظر اليها الجميع بنظرة "ماذا تفعلين؟".
—————————————
افكاركم؟
اتمنى ان يعجبكم الفصل.
-م.

الغرفة رقم ١٠٠ / ROOM 100حيث تعيش القصص. اكتشف الآن