سال ادم السيد السمين الاخر الذي كان يعمل كموظف استقبال.
"سيدي هذه الغرفة لا اعتقد بانها جاهزة للسكن" اعتذر الرجل السمين المهذب.
"لا تكن سخيفا يا سيد كلارك فالعاملون هنا لا يتركون شيئا غير منظم عند خروج الزبون. اعطني المفتاح من فضلك؟" اصر سيد هاريس على الرجل المسكين مما دفعه الى اعطائه المفتاح وشاهده يأخذ بيد السيده الشابة ويقودها نحو غرفتها الجديدة.
"حسناً ها نحن هنا. هذه هي غرفتك اتمنى ان تعجبك وان تستمتعي باقامتكِ هنا. سأوافيك صباح الغد على الفطور فانا معجب بشخصيتك و تأديبكِ لي. ربما بإمكانك ان تعطيني بعض النصائح لاكون مهذب اكثر للسيدات فإنا لا اعرف كيف اتعامل معهن اطلاقا." طلب منها كالطفل الصغير الذي يطلب من والدته ان تعطيه قطعة حلوى اخرى.
"حسنًا بامكاني ان اعلمك لكن بشرط ان تعطيني تخفيض على اقامتي هنا" قالت له رافعة احدى حواجبها السميكة تنتظر رده على عرضها.
"امم، حسنًا موافق" مد يده مرة اخرى لتاكيد العرض.
"انا امزح. لن اقبل بذلك" ضحكت على تعابير وجهه الجادة وهي تصارع قطتها لتبقى بين يديها ولا تفر هاربة.
"اوه، ظننتك لا تحبين المزح" قال بشيء من الخجل.
"انا اعتبرك صديقاً الان وانا امزح مع اصدقائي. هل يناسبك هذا؟" سألته محاولة اخفاء حقيقة عدم امتلاكها لاصدقاء ومحاولتها لجعل اول شخص تصادفه صديقًا لها.
"حسنًا يا صديقتي سنلتقي غدا. اتركي القطة المسكينة تكاد تختنق" بدأ بالضحك على حركة القطة المجنونة التي كانت تحاول الخروج من قبضة اليزابيث.
"انا اليزابيث بالمناسبة" قالت له عندها اوشك على الاختفاء من منظورها. "سعدت بمقابلتك يا اليزابيث" ثم اختفى.
دخلت اليزابيث الغرفة المعتمة حيث كل شيء يبدو مرتباً و نظيفا ما عدا قطعة قماش الى جانت السرير لم ينتبه اليها احد. بعد ان وضعت اليزابيث حقيبتها ارضا واطلقت سراح قطتها المسكينة التي بدأت على الفور باستكشاف المكان وتفحص تفاصيله الجديدة، مشت اليزابيث نحو قطعة القماش وهي تنظر لها بغرابة يبدو وانها تحتوي على بعض الدماء. اخذتها بيدها وفحصتها عن قرب.
"انها دماء! يا الهي!" قالت بهمس وضعت قطعة القماش على المنضدة الطعام الموجودة بالقرب من النافذة ثم هرعت خارج غرفتها الى السيد كلارك الذي كان يحاول ابقاء عينيه المتعبتين مفتوحتان بعد يوم عمل شاق. "سيد كلارك أين بإمكاني ان اجد السيد هاريس؟" سألته بسرعة غير مكترثة بنوم المسكين.
"لقد غادر قبل قليل يا سيدتي لا اعتقد بإمكانك اللحاق به فقد ذهب بواسطة العربة" اجابها سريعا مفزوعا من النظرة التي اعتلت وجهها وكأنها رأت شبح.
"حسنًا اشكرك يا سيد كلارك. هل تعلم متى موعد تقديم الفطور صباحاً؟" سالته بهدوء هذه المرة وهي تراقب المدخل متمنية رجوع السيد هاريس. "في الثامنة والنصف صباحاً يا سيدتي" اجابها وقد ذهب النوم تماما من عينيه الان.
"حسناً. طابت ليلتك يا سيدي" "طابت ليلتك سيدتي. ".
عادت اليزابيث الى غرفتها وتأكدت من قفلها ثم غيرت هندامها استعدت الى النوم.
"نحن في مكان جديد يا جميلتي. انظري الى هذا المكان البسيط لكن جميل جدا ، اجمل من بيتنا كله وهذا السيد اللطيف اعتقد انه سيكون صديقاً جيدا الا تظنين هذا؟ نعم ، ستلعبان معا. الان لننال قسطا من الراحة فغدا ستكون مغامرة جديدة. " اغلقت اليزابيث المصباح وغطت نفسها بعناية بينما استلقت قطتها على ساقيها واستعدت للنوم هي الاخرى.—————————————————-
في صباح اليوم التالي
ارتدت اليزابيث فستانها الازرق الداكن و ارتدت حذائها الاسود وتركت شعرها منسدل الى الخلف رابطة بعض الخصلات منه برباط اسود يتناسق مع الرباط الملفوف حول عنق قطتها. بدت إليزابيث مشرقة على غير عادتها حين غادرت غرفتها مع قطتها بين يديها واخذت تبحث عن مطعم الفندق عندما وجدت السيد ادم هاريس واقفا امام الدرج منتظرا وصولها.
"صباح الخير "
——————————————————
اتمنى ان يعجبكم الفصل!
اعذروا قصر الفصول فأنها اول تجربة لي بكتابة القصص باللغة العربية وشكرا لقرائتكم و ابداء ارائكم!
-م.
![](https://img.wattpad.com/cover/265837016-288-k228846.jpg)
أنت تقرأ
الغرفة رقم ١٠٠ / ROOM 100
Misterio / Suspensoجميلة هي الحياة. تخدعنا بهدوئها وزقزقة العصافير. اليس العالم مثالي؟ بالتأكيد هو كذلك فنحن لا نبصر منه شيء. الاف الكيلومترات تفصلنا عن اجمل مدن العالم التي نحلم بزياراتها ،لكن اترغب هي بوصولنا؟ هل سوف نعتني بها كما نعتني بهواتفنا؟ امر البشر عجيب...