٤

77 23 5
                                    


.
.
.
.
.
اليزابيث لاحظت قدومه في الحال حيث اقدمت على حمل حقيبتها من جديد بداعي الخوف والقلق وثم حملت قطتها وقربتها من صدرها ثم بدأت تمشي مبتعدة عن الرجل في محاولة منها على الهروب.
"انتظري يا انسة" سمعت صوت شجي يعود لهذا الشاب بكل تأكيد ،لكنها لم تتوقف بل اسرعت بالمشي حتى لا يلحق بها فهي لا تعرفه وتخاف ان تعرفه حتى. لم تتحدث مع شاب خارج مدرستها أبداً ولم تعلم اي شيء عن الحياة حتى تبدأ حديثها معه، تخجل من ان يتحدث معها بلغة الاغنياء التي لا تفقه منه شيئا وتتلعثم امامه وتخجل.  مسكينة يا اليزابيث تواجه صعوبة حتى في ان تبدأ بحديثها مع احد.
كم ان عائلتها افسدت ما بداخلها حتى باتت تائهة لا تعلم قدراتها وما يمكنها فعله. اصبحت اليزابيث غير مدركة لما هي عليه. لا تعلم اي شيء عن نفسها فلم تستكشف نفسها بعد. لا تدري ما هي شخصيتها. اتبكي عندما تخاف؟ هل تتكلم عندكا يسكت الجميع؟ هل تخاف من الاضواء؟ هل تثق بالناس؟ من هي ؟ ما هي؟ هل صفاتها تشابه صفات والدتها؟ ان تشبه والدها؟
"يا انسة، ارجوكي انا لا أريد ان اؤذيك. هل انتي بحاجة الى مساعدة؟ هل انتي ضائعة؟ بامكاني مساعدتكِ" قال بصوت مرتفع قليلا وهو يتبعها و يحاول ان يرى وجهها الذي غطاه شعرها الداكن، اللامع المنسدل.
"لا انا لست ضائعة دعني وشأني" ادارت وجهها للحظة نحوه في لحظة تغلب الفضول على الارادة وسرقت نظرة سريعة من وجهه ثم عادت الى مشيها السريع الذي يكاد ان يتحول الى ركضة مجنونة من شدة خجلها عند رؤية وسامته.
"حسنًا اذاً. لم انت واقفة وحدك هكذا ويبدو بانكِ اتية الى هنا من سفر بعيد. اتحتاجين الى فندق؟" سألها حيث توقفت عند ذكره لكلمة فندق فهي لا تعرف الطريق لاي مكان ولعله يرشدها الى مكان اقامة امن لتمضي هذه الليلة المتعبة.
"نعم، اتعرف اين يمكن ان اجد فندقاً امناً؟" سالته حيث توقف هو عن حركته واخذ يبحلق بوجهها كانه يجدها جميلة بنفس المقدار الذي تجده فيه وسيم.
"نعم، اعرف. فوالدي يملك واحداً " ابتسم لها ابتسامة ساحرة. كان يمتلك عينان زرقاء ليست بالواسعة و فمه صغير جدا وله انف كبير نسبياً وعظمتي فك بارزتان. وجهه متناسق للغاية وهندامه نظيف يدل على ما يقوله صحيح.
"اليس هذا رائعا؟ بأن تمتلك فندقاً!" قالت وهي تفكر بكل السيناريوهات التي ممكن ان تحصل داخل جدران هذا الفندق و كم حكاية حصلت هناك والعدد اللا متناهي من المحادثات يوميا.
اليزابيث الفضولية ستترك قدماها تختار طريقها لا عقلها. ايعقل هذا؟
"نعم انه رائع. اترغبين بالقدوم معي؟" سألها حيث أومأت برأسها موافقة.
"حسنًا من هذا الطريق. انه ليس بعيدا فلا يحتاج ان نستقل عربة لكن دعيني احمل حقيبتكِ عنك" عرض عليها وهو وافق فاعطت السيد النبيل الذي لم يبدي منه الا الخلق الحسن حقيبتها واخذت تتبعه الى الفندق الموعود.
"من اين انتِ يا انسة؟" سألها بفضول وهو يطبق على شفتاه.
"من احد بقاع الارض" رفضت الاجابة واستمرت بالمسح على رأس قطتها.
"كم ستبقين؟" سألها.
"لا اعلم" اجابت.
"سيدتي، هل انتي هاربة من العدالة؟" قال ممازحا.
"هل هذه نكتة؟ انها سيئة للغاية. الا تمتلك اخلاق؟ تسأل امراة شابة في عمري اذا كانت مجرمة؟ وانا كنت اضنك سيد مثقف ومحترم" تذمرت منه بعد ان صُدِمت بكلماته وادعائه.
"لا يا سيدتي لم اقصد هذا البتة. انا اعتذر لك وبشدة. كنت امازحك لا غير." اعتذر المسكين سريعا وظهر الندم في عينيه عند رؤيته انزعاجها.
"لا بأس لكن تعلم بان لا تمازح احدا لا تعرفه حتى تعرف شخصيته" قالت ناصحة له.
"لقد تعلمت درسي يا سيدتي. كم تبلغين من العمر؟" سالها حين اقترابهما من باب الفندق الذي بدى كما لو في الافلام التي شاهدتها اليزابيث مئات المرات. يمتلك مدرجات مكسوة بسجادة حمراء ثم قاعة واسعة للانتظار يمكن رؤيتها من الخارج ورجل كبير السن واقف في مكان البواب ليستقبل الوافدين وبعض النباتات العملاقة خلفه مجملة المكان. يبدو البناء خلاب و من طراز انيق. مريح للعين وللقلب.
"انت كم عمرك؟ ويجب ان تجيب على سوالي فستكون وقح ان لم تجيب." ابتسمت وهي تصعد السلالم.
"ولم ساكون وقح؟" سالها بتعجب.
"الم تسمع من قبل بانه من الوقاحة ان تسال المرأة عن عمرها والرجل عن دخله الشخصي؟" سالته وهي تنظر اليه بصعوبة حيث كان اطول منها بكثير و لم يقفوا قبال بعض الى الان حيث ادركت من ملامحه بانه لابد ان يكون في العشرينات من عمره 
"صحيح. انا السيد ادم هاريس عمري ٢٢ عاما. ولا يمكنني ان اتعرف على عمرك لانه من الوقاحة ان اسأل ، او هذا ما تم اخباري به" ابتسم لها مادا ذراعه امامها ليصافحها حيث صافحته وابتسمت لكلماته "سعيدة بلقائك سيد هاريس" قالت. "ارجوكي ناديني ادم" "حسنا يا ادم" ابتسمت ابتسامة عريضة.
"سيد كلارك هل بامكانك اعطائي مفتاح غرفة رقم ١٠٠ من فضلك؟"
——————————————
وصلت اليزابيث للغرفة رقم ١٠٠!!!! ماذا سيحدث يا ترى؟
ما هو رأيكم بالسيد ادم هاريس؟
اتركوا تعليقاتكم هنا!
اتمنى لكم ليلة سعيدة!
-م.

الغرفة رقم ١٠٠ / ROOM 100حيث تعيش القصص. اكتشف الآن