.
.
.
.
.
"لا بأس فنحن اصدقاء. وهذا ما يفعله الاصدقاء لبعضهم البعض" وضعت يدها فوق يده.
"انه تقريبا وقت العشاء هلا ذهبنا. " نظر الى ساعته الفضية ثم اعلن.
"اجل، سوف اغير هندامي لشيء يليق اكثر بعشاء كبير ثم انزل" قالت وهي تنهض رافعة لوح الشطرنج معها.
"حسناً سوف انتظرك في مكتب السيد كلارك الكسول " قهقه وهي يخرج خارج الغرفة.
"انظر ، ان قطتي تحبك." قالت اليزابيث عندما رأت قطتها تتبع السيد هاريس خارج الغرفة.
"اوه، يا اللهي. لقد طلبت منك ان تعلميني كيف اجعل امرأة تحبني لا القطط. " قال بمزاح وهو يلتقط القطة لياخذها معه.
"هيا يا عزيزتي لنذهب". قال للقطة بهمس ثم بدأ بالمشي مبتعدا عن الغرفة.
بدأت اليزابيث بتجهيز نفسها. قررت ارتداء فستان ماروني ضيق بعض الشيء مع عقد ذهبي بسيط و قرطان ذهبيان ايضا. رفعت شعرها الى الاعلى وثبتته ببعض الدبابيس و اكملت اطلالتها بحذاء بنفس لون الفستان.
"تبدين متصنعة وكانك تعرفين ماذا ستفعلين في عشاء فخم بين أناس اغنياء احاديثهم تخص السياسة التي لا تفقهين بها شيء والمال الذي لم تملكيه من قبل." قالت لنفسها وهي تنظر الى انعكاسها في المرآة.
"حسناً ، لا بأس ربما ساتعلم بعض الاشياء من السيدات هناك. ثم الهدف من هذا العشاء هو استخراج المعلومات من السيد هاريس" قالت في محاولة لتهدئة نفسها بعد ان اخافت نفسها من كلماتها السابقة.
خرجت من غرفتها ونزلت لمقابلة السيد هاريس وقطتها اللذان كانا يخيفان السيد كلارك المسكين فعندما وصلت رأت السيد هاريس وهو يعبث مع السيد كلارك محاولا لتقريب القطة منه والسيد كلارك يصرخ "ابعدها عني! ابعدها عني!" ليضحك السيد هاريس بصوت شجي متوسط العلو ثم يعاود فعلته من جديد.
"توقف يا سيد هاريس. ان السيد كلارك سيصاب بجلطة" مزحت اليزابيث عند وصولها الى مكان وقوفهما.
"نعم نعم انا اوافقك الرأي يا اليزابيث، انه يكره القطة المسكينة. انظري الى وجهها كيف لاحد ان يخاف منها!" قال بتعجب وهو يمسك بوجهها ويقربه من اليزابيث.
"لا اعلم يا سيد هاريس صدقني." اجابته وهي تاخذها من بين يديه.
"تبدين جميلة للغاية. لم ارك وانتي رافعة شعركِ من قبل. يبدو جميلا" ابتسم وهو يساعدها لتصعد العربة.
"شكرا" اجابت بخجل.
"الى المنزل يا جون." اخبر السيد هاريس سائق العربة وبدات رحلتهما القصيرة الى احد اكبر القصور في المدينة.
قصر خلاب ذو ٣٠ غرفة و ٣٥ حماما و ٦ غرف معيشة و مكاتب اخرى وغرف لتعلم الموسيقى والفروسية و مكتبة كبيرة و غرفة لتعلم التطريز والحياكة الخاصة بوالدة السيد هاريس.
عند وصول اليزابيث كان الذهول يسيطر على جميع حواسها فهي لم تشاهد شيئا كهذا من قبل، بل تخيلته في عقلها فقد.
"اتسكن هنا؟" سألته باستغراب.
"نعم، اسكن هنا" ابتسم لدهشتها.
"هيا لندخل" عندما دخلوا الى القصر كانت اليزابيث قد فقدت كل حواسها ما عدا النظر. اخذت تتفحص كل ركن و زاوية من الغرفة التي مشت بداخلها كأنها طبيب يحاول ان يستعد لعمل عملية جراحية معقدة لمريضه. ارادت ان تلمس بعض الرسومات الموجودة لكنها تمالكت نفسها وتذكرت بانه لا يمكنها فعل هذا والا تم طردها.
"ابي، امي. هذه صديقتي الانسة اليزابيث. اتت بزيارة الى المدينة وساعدتها في ايجاد فندق" اعلن السيد هاريس.
"طاب مسائكم " قالت اليزابيث بخجل.
"اهلا وسهلا يا ابنتي" ابتسم الرجل المسن ذو بعض الخصلات البيض و الذي يبدو كنسخة متقدمة بالعمر من السيد ادم.
"مرحبا يا اليزابيث" رحبت امه بها بابتسامة دافئة لطيفة.
"هيا لنجلس والا برد الطعام" قال والد السيد ادم وهو يسحب كرسي لتجلس عليه زوجته ووالدة السيد ادم ثم سحب لنفسه كرسيا وجلس.
"تفضلي" قال السيد ادم عندما قام بنفس عمل والده لاليزابيث.
"شكرا" همست له.
"اذن يا ابنتي. ما الذي جاء بك الى مدينتنا؟" سأل السيد هاريس.
"اه، الدراسة يا سيدي لازلت ادرس" ابتسمت وهي تسكب لنفسها بعض اللازانيا.
"من حسن الحظ بان ادم سينهي دراسته هذا العام! اليس رائعا يا اليس؟" قال لزوجته ومعالم الفخر تجتاح وجهيهما.
"نعم، انه ولد مثابر" قالت بابتسامة صغيرة تظيف على جمالها جمال من نوع اخر.
اليزابيث اخذت تشاهد بصمت العائلة المثالية وهي تتناول العشاء وتتبادل أطراف الحديث كما تمنت ان تكون عائلتها. كانت زوجة السيد هاريس ام مثالية للسيد ادم وكانت مستحوذة على انتباه اليزابيث بالكامل.
"ابي، ان اليزابيث تسكت في الغرفة رقم ١٠٠ " قال السيد ادم بينما تعابير وجه والده تغيرت من السعيدة الى القلقة.
"اتمنى ان تستمع في اقامتها ولها من عندي خصم ٥٠٪ على اقامتها بالكامل" حاول السيد هاريس لتغيير مجرى الحديث الى نهاية اخرى لكنه لم يفلح.
"لقد وجدت اليزابيث خاتمك هناك مع قطعة قماش ملطخة بالدماء هل تعلم ماذا حدث؟ او هل كنت انا هناك؟" سأله. بامكان اليزابيث ان تسمع دقات قلبه وتشعر بالحرارة التي كان يخرجها جسمه من شدة التوتر والاضطراب.
"نعم، لقد كنت هناك"
———————————————————
هل تعتقدون بان والد السيد هاريس هو مجرم؟
اتمنى ان يعجبكم الفصل!
-م.
![](https://img.wattpad.com/cover/265837016-288-k228846.jpg)
أنت تقرأ
الغرفة رقم ١٠٠ / ROOM 100
Mystery / Thrillerجميلة هي الحياة. تخدعنا بهدوئها وزقزقة العصافير. اليس العالم مثالي؟ بالتأكيد هو كذلك فنحن لا نبصر منه شيء. الاف الكيلومترات تفصلنا عن اجمل مدن العالم التي نحلم بزياراتها ،لكن اترغب هي بوصولنا؟ هل سوف نعتني بها كما نعتني بهواتفنا؟ امر البشر عجيب...