32- تَغيُرات

62.6K 5.7K 1.6K
                                    

وها قد عدنا إليكم من جديد بعد طول انتظار .. 🤭

__________________________________

"إزيك يا طنط، ماما باعتة لحضرتك طبق المحشي ده، أصلنا عملنا حلة كبيرة وأنتِ عارفة إن أنا وهي بس قاعدين لوحدنا فمستحيل نخلصها، وهي عارفة إن حضرتك بتحبي المحشي وكده،" قالت غادة بطريقة لطيفة وهي تمد يدها بذلك الطبق الكبير المغلف بورق الألومنيوم

أخذته أم مراد من يدها وهي تبتسم "قوليلها تسلم إيديها."

"ربنا يعزك يا طنط، هستأذن حضرتك،" قالت وهي تتراجع لكن يد أم مراد سبقتها "والله ما يحصل، لازم تدخلي وتشربي حاجة."

"المرة الجا.." همت لتعترض لكن الأخرى قاطعتها "أنا حلفت بالله، ولا أنتِ عايزة ترمي حلفاني في الأرض؟"

ابتسمت بتوتر ودخلت معها وهي تنظر حولها مستكشفة المكان، منزلهم لطيف، الأثاث وكل شيء يبدو غاليًا وهي حتمًا تعرف من دفع ثمن كل هذا.

أجلستها أم مراد في الصالون ثم استأذنت منها لتنهض وتجلب لها شيئًا تشربه، ورحلت لتترك غادة بمفردها تنظر حولها وهي تبتلع لعابها باحراج، لم يكن عليها أن تسمع كلام أمها وتفعل هذا، الوضع محرج بشدة ..

عادت أم مراد بعد قليل وهي تحمل صينية يعلوها كأسًا من عصير المانجو وطبقًا صغيرًا به قطعة جاتوه، وضعتهم على الطاولة وحلفتها بالله أن تأكلهم، ثم بدأت تفتح معها بعض الأحاديث عن أشياء عشوائية.

هذا حتى خرج مراد من غرفته بعد قليل بصدرٍ عارٍ يحك شعره وعينيه بنعاس ويقول بنبرة خشنة من أثار النوم "ماما، أنا جعان."

بدا طفوليًا كثيرًا بتلك الجملة التي تفوه بها ووجهه الأحمر وشعره الأشعث الغير مصفف ..

توسعت أعين والدته ووبخته "يا ابني البس حاجة، عيب كده عندنا ضيوف!"

فتح عينيه ليتبين من هم الضيوف فوجد غادة تخفض رأسها وتعلق عينيها على طبق الحلوى في يدها، توقف عقله قليلًا لعدم فهمه ما الذي سيجلب غادة إلى منزله؟

حركت والدته رأسها لغادة وبدأت تعتذر لها "معلش يا حبيبتي، من ساعة ما جه وهو قاعدلنا بالمنظر ده، وكل ما حد يكلمه يقول الجو هنا حر عن ألمانيا وأنه أتعود على الجو هناك ومش طايق الهدوم."

قلب مراد عينيه وتجاهل ذلك الحديث ثم كرر "جعان يا ماما."

"خد، فيه طبق محشي سخن لسه خالتك أم غادة باعتاه أهو، دي حتى غادة هي اللي عاملاه،" قالت وهي تشير له على طبق المحشي فحرك عينيه نحو غادة التي وجدها تنظر له محاولةً تبين ردة فعله، لكنها أخفضت عينيها بسرعة عندما نظر لها.

تحرك ليجلس وفتح الطبق بهدوء، ثم تذكر ونهض للمطبخ ليجلب شوكة، أثناء عودته سمع صياح أمه "يا ابني البس حاجة ماتتعبش قلبي!"

أربعة في واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن