الفصل 16: اعتراف
..
-"لقد عثرتُ عليها، آناركا تنغستن."نبست أنجيلا في برود، لينقض عليها كريس الذي أوشك يصرخ من الصدمة؛ بسيل من الأسئلة..
-"متى؟! كيف فعلت ذلك؟! هل استطعتِ تحديد هوية حامل القوس الذي هاجمك أيضا؟"
صمتت أنجيلا قليلا كي تفكر في أقل عدد ممكن من الكلمات لتجيب بها، ثم أردفت..
-"صادفتهما قبل فترة وتحققت بنفسي."
-"إذن فقد كان كلام السيد هانسمورتن صحيحا، الأميرة وحراسها في فيلدسباث!"
همهمت أنجيلا موجبة، ليتابع كريس وشيء من القلق في عينيه الصغيرتين اللتين انصب كل تركيزهما على ملابسها المُدماة..
-"كيف هو حامل القوس، هل هو شخص راشد؟ أم هو في عمر الأميرة؟"
-"فتاة."
رمقها كريس بِحيرة، أما أنجيلا فحركت مقلتها البنية وحدقت في وجهه مليا، ثم زفرت عندما اعتقدت أنها فهمت ما يرمي إليه بعقد حاجبيه كالأبله.
أدخلت يدها اليسرى داخل سترتها لتخرج منها مسدسا فضيا ثم وضعته نصب عيني كريس، والذي انطلقت شهقة حادة من حلقه بمجرد أن رآه بيدها، ثم همس في توتر..
-"ما الذي ارتكبته أيتها المجنونة؟! ألم يطلب منا السيد هانسمورتن تجنبهم!"
-"لم أقتلها، تبعتها حتى حاصرتها برفقة الأميرة في مكان معزول، ثم رميت بضع طلقات كي أرى رد فعلها لحمايتها."
أرجعت أنجيلا المسدس إلى حيث اعتادت إخفاءه، ثم وضعت كفها على ذراعها اليمنى المصابة واستطردت قائلة بصوت فاتر..
-"لقد نجحتُ في دفعها لإظهار السلاح وذلك كان كافيا، لم أخطط لقتلها بعد."
-"ولكنكِ قلتِ أنها أصابتكِ بسهم، هل اكتشفَت أمرك؟"
-"كلا. إصابةٌ عشوائية موفقة لا أكثر."
أردفت أنجيلا وقد ظهر تغير طفيف على نبرة صوتها، فقد كان بها شيء من الحشرجة. نظراتها الفارغة ضاعت في شرود مؤقت، حيث لا شيء غير ذلك المشهد يتكرر للمرة الألف في ذهنها.
..شاهدت الفتاة ذات الضفيرة القبيحة تقف على فرع الصنوبرية، ثم خلعَتْ قبعتها البيضاء عن رأسها بسرعة شديدة ورمتها في الهواء لتخترقها رصاصة طائشة، ويبدو أنها فعلت ذلك لكي تستطيع تحديد الاتجاه الذي ينطلق منه الرصاص.
أنت تقرأ
شيفرة ليتوفيتشينكو
Fantasyفيلدسباث لم تكن سوى بلدة ريفية لا تكاد تظهر على خريطة مملكة إيلدينغار، ما الذي قد يجعلها مهد الثورة المنتظرة؟ مِن هناك، بدأ سعي دوق هيڤي ستون المستميت لإنهاء الحقبة المظلمة التي تلت سقوط الأسرة الحاكمة على يد عابث متخفٍ، مستعينا في ذلك بأعظم سر أخفت...