الفصل 06: المنقذة
"أنا مجرد ضفدع في المستنقع"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يمكن الجزم بحقيقة أن الجزء الأسوء قد انقضى، إذ أدرك الجميع أنهم محاصرون في مساحة ضيقة بين أكوام الإسمنت المفتتة على أرضية غير ثابتة، انهيار ما تبقى من المبنى فوق رؤوسهم ليس سوى مسألة وقت، ولا سبيل للخروج سوى تجاوز بقايا واجهة المبنى تسلقا نحو الأعلى، وهو الأمر الذي بدا مستحيلا نظرا لحالة جينوا المؤسفة، فهي رغم إمساكها عن الشكوى، إلا أنها كانت تحاول احتجاز دموعها عبثا.
كايا أخذت منديلها الذي كانت آثار دماء جينوا منذ شجارها مع ثيو لا تزال عالقة به، وحاولت تنظيف وجهها بحرص. بينما انحنت إيفا قريبا منهما تراقب بصمت، ثم ما لبثت أن أسندت جبهتها على كفها وأغمضت عينيها محاولة إيقاف الصداع المزعج الذي ما برح يزداد سوءا مع كل لحظة تمر.
أما أوليفر، فاكتفى بالتحديق إلى الفتحات والفجوات في الأعلى و أطرق يفكر بالطريقة التي سيتم انتشالهم بها بعد أن أضحت ضوضاء سيارات الإسعاف و سيارات الحماية تصم الآذان، بجانبه إيفان مقرفص مكانه يراقب جينوا شبه المحتضرة شاردا بعينين دامعتين.
وليس ببعيد جدا عنهم، وقفت فاي تتفحص المكان بذهن مشوش جراء الضوضاء وصفير السيارات القادم من الخارج.
-"جيني!"
هتفت بنبرة غير ودودة، وإثر ذلك ظهر التضايُق على وجوه الجميع.
ما تزال فايوليت غاضبة للغاية من جينوا، فهي لم تتجاوز بعد تدخل هذه الأخيرة عديم الفائدة وتخريبها لنظام الإخلاء.
تقدمت بخطوات صاخبة واستمرت بغطرستها الاعتيادية..
-"ما الذي جرى هنا بحق، كيفـ-؟!"
خرست فايوليت في الحين عندما انزاحت كايا عن مكانها قليلا، لتفاجأ بمنظر جينوا الذي يفطر القلب.
وجهها الممتقع وذراعها الملتوية المحاطة بكدمة داكنة، ثم منديل كايا الذي استحال لونه إلى الأحمر القاني.
ارتعدت مقلتا فاي و هي تحصي الأضرار، ثم شهقت بعنف وشرعت في السعال.
لقد كانت محظوظة جدا إلى الآن، كونها تجاوزت كل تلك اللحظات العصيبة منذ البداية دون أن تصيبها نوبة مفاجئة، و لكن حظها نفد في هذه اللحظة.
-"فاي!"
فزعت إيفا إليها حين خارت ساقاها، ثم أعقبتها كايا و راحت تفتش في جيوب سترتها عن بخاخة الربو خاصتها. وظل إيفان يراقب مذعورا.
أما أوليفر فغير وجهته من فايوليت إلى جينوا، حين لاحظ أن هذه الأخيرة تحاول النهوض لتفقد الفتاة المختنقة هناك متغاضية عن إصاباتها بمنتهى الطيش.
أنت تقرأ
شيفرة ليتوفيتشينكو
Fantasyفيلدسباث لم تكن سوى بلدة ريفية لا تكاد تظهر على خريطة مملكة إيلدينغار، ما الذي قد يجعلها مهد الثورة المنتظرة؟ مِن هناك، بدأ سعي دوق هيڤي ستون المستميت لإنهاء الحقبة المظلمة التي تلت سقوط الأسرة الحاكمة على يد عابث متخفٍ، مستعينا في ذلك بأعظم سر أخفت...
