الفصل 44: رياح طيبة

110 8 90
                                    

الفصل 44: رياح طيبة

بداخل مكان غير مألوف، رفت عين أنجيلا وألقت بتحفظ نظرات فاترة في الأرجاء.

حتى بعد أن فتحت فايوليت الشبابيك، فإن الضوء القليل الذي نفذ لم يؤدي كفايته في إنارة معالم القاعة.

انهمكت فاي بجلب حصير من خزانة ما ثم فرشته، وقفت أنجيلا بتصلب تترقب معرفة ما يجري وما الذي جاء بها إلى هنا، ولماذا فاي تبدو غاضبة ومتكتمة.

جلست الأخيرة بتثاقل ثم ربتت على المكان الفاضي بجانبها وقالت..

-"اجلسي يا أنجيلا لماذا تقفين؟"

أومأت الشقراء ثم قلدت جلسة الثانية وحافظت على ظهر مستقيم، فيما سارعت فايوليت لإخراج دفتر وقلم وفتكت بتلك الصفحات التي راحت تقلبها بعنف.

-"اخ لا أصدق أين ذهبت الصفحة!"

تتبعت عين أنجيلا كل صفحة كأنها تقوم بمسحها ضوئيا، ثم مدت يدها وأوقفت فاي عن التقليب قائلة بجمود..

-"هذه. توقفنا هنا."

قطبت فاي حاجبيها ونفثت بامتعاض في وجه أنجيلا..

-"فهمت أتركي يدي."

أبعدت أنجيلا نفسها بهدوء ولم يصدر منها رد فعل على حدة فاي، برودها جعل أعصاب الأخيرة تخمد كأنها بالونة وانفقعت.

تطلعت فايوليت إلى دفترها وألحقت بحرج..

-"أعتذر، لم أقصد الصراخ عليك. الآن دعينا نواصل العمل، نكاد ننتهي لم يتبقى سوى اللمسات الأخيرة.."

-"همم."

أكدت أنجيلا بصوت فاتر، وخمنت الثانية بأن مزاج أنجيلا مستقر أو بالأحرى غير موجود، إنها ببساطة لا تلاحظ أي فرق في سلوك فاي ولا تبين اكتراثا بأي شيء خارج المشروع المدرسي.

زمت فاي شفتيها لبرهة وحاولت إضمار غصتها، بعد كل محاولاتها لإخراج شيء ما من أنجيلا، اقتنعت الآن بأنها ستتصرف كالآلة تحت كل الظروف ولن تبادر إلى أي سلوك أو كلام يخفف وحشة الجو حولها، وغالبا إحضارها إلى هذا المكان الخاص ليس بالفكرة الجيدة فهي ليست الشخص المناسب لتكون فايوليت حوله في مثل هذا المكان والزمان والظرف بالذات.

وجود أنجيلا إلى جانبها كان مخيبا للآمال بطريقة سحقت ما تبقى من معنوياتها، وبدأت أفكار أخرى تراودها بشأن طرد هذه الجامدة البليدة من مساحتها الشخصية بمجرد الانتهاء من المشروع.

إشفاقها على وحدة أنجيلا وعزلتها انخفض حتى وصل إلى درجة حرارة الجو في الخارج.

..

في تلك الأثناء، تخطت جينوا أزمتها في وقت وجيز، أو هذا ما يبدو عليه الأمر.

وطئت قرب عتبة المكان وكورت أصابع يدها، التقطت نفسا عميقا وخاطبت نفسها..

شيفرة ليتوفيتشينكوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن