الفصل 43: الصفقة المشؤومة
على المنصة المعدنية في حجرة الحواسيب، جلس جايك وبين يديه كتلة من الوصلات والأسلاك وقطع عشوائية من مكونات الحاسوب متبعثرة على السطح، لم يخلع النظارة الواقية عن عينيه حتى مع وجود ضماد مجهول وغامض فوق أنفه، وعكف على عمله دون أدنى اتصال مع العالم الخارجي.
بعد وقت وجيز تبدد الصمت وحلت أصوات حديث شبه مألوفة، قرع الأقدام على السلالم اقترب أكثر وأكثر تزامنا مع صوت سكوت الذي كان يتناقش باحتدام مع شخص ثان، ومن نبرة الصوت الإضافي حزر جايك أن تكون صاحبته فتاة.
'اخ عجبا هل نسي أنني هنا..؟ أو ربما تكون هذه إحدى أولئك الأطفال، لا يهم..'
لم يزعج جايك نفسه بالتفكير كثيرا، ولم يرفع عينيه عن اللوح الكهربائي ذي الوصلات الذي كان يقوم بتفحصه وصيانته.
فُتح الباب ودخل الشخصان من خلاله، وأصواتهما أصبحت أشد ارتفاعا ووضوحا.
-"تحققي من صدقي بنفسك.."
تحدث سكوت بينما يخطو داخل المكان، وخلفه هرولت جينوا متذمرة..
-"تبدو واثقا جدا، لا شك أنك لفقتَ مسرحية ما كما هو متوقع."
وقف سكوت أمام الشاشة الكبيرة المنطفئة ووقفت جينوا بجانبه، تفحصت المشهد يمينا ويسارا بعدم اقتناع، ثم وقع بصرها على جايك الذي لم يكترث بعد بدخولهما، جمعت ذراعيها أمام صدرها واعترفت بنزق..
-"يبدو أنها معطلة بالفعل.. وأحضرتَ شخصا ليصلحها أيضا؟"
بسط سكوت يده وتكفل بالتعريفات..
-"هذا جايكوب، وكما حزرتِ إنه هنا ليصلح الحاسوب."
رفع جايك رأسه أخيرا وتبادل النظر مع الفتاة المتحفظة أمامه، شاهد سكوت يقف وراءها ثم يربت على كتفيها بابتسامة..
-"جايك، هذه جيني التي نسميها جينوا."
قامت جينوا بتلويحة بسيطة بيدها ولم تبتسم حتى، بينما التف سكوت حول المنصة ووقف بجانب جايك على سبيل تفقد عمله عن قرب. مسد جايك ذقنه وتمتم بشك..
-"أليست تشبه السيد غُـو-"
أفرغ جايك كلماته داخل كف سكوت الذي كممه في اللحظة المناسبة ورفع صوته بجلافة..
-"لا تفتح فمك كثيرا حتى لا يدخل الذباب إلى حلقك."
ثم أبعد يده ومسحها بمنديل بشكل طبيعي تماما.
سعل جايك وهمس بحدة..
-"أنا ساكت أنا ساكت..!"
اختلس سكوت نظرة إلى جينوا وتأكد من أن ذلك لم ينطلِ عليها، كانت ترفع حاجبا وتطلق الأحكام بصمت.
أنت تقرأ
شيفرة ليتوفيتشينكو
Viễn tưởngفيلدسباث لم تكن سوى بلدة ريفية لا تكاد تظهر على خريطة مملكة إيلدينغار، ما الذي قد يجعلها مهد الثورة المنتظرة؟ مِن هناك، بدأ سعي دوق هيڤي ستون المستميت لإنهاء الحقبة المظلمة التي تلت سقوط الأسرة الحاكمة على يد عابث متخفٍ، مستعينا في ذلك بأعظم سر أخفت...